عبدالله المزهر

فنزويلا واستراحتنا واتحاد القدم!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الثلاثاء - 12 فبراير 2019

Tue - 12 Feb 2019

تعاني استراحتنا من نفاد المؤونة قبل وقتها المحدد، وهذا أمر يحدث دائما، فحين يكون السكر موجودا يكون الشاهي قد انتهى، وحين يأتي الشاهي يختفي الماء وحين يحضران يغيب الغاز. وهكذا في دوامة لا تنتهي تدل على أننا في الطريق الصحيح ليكون لنا مكان في المنافسة على الفوز بلقب «أيقونة الفشل الإداري».

والحقيقة أن أكثر ما نخشاه في استراحتنا هو شراسة المنافسين، سواء على المستوى الدولي أو المحلي، على المستوى المحلي يقف الاتحاد السعودي لكرة القدم على رأس قائمة المنافسين، وفي كل مرة نفشل فشلا ذريعا مريعا نجد هذا الاتحاد يسبقنا بخطوة، ويمارس فشلا أكثر شناعة مما نقوم به، ونحن وهو في مطاردة لا تكاد تنتهي.

بالأمس تم صرف كامل ما تبقى من « قطة الشقة» على شراء قدر جديد غالي الثمن مع أننا لا نطبخ إلا في مرات نادرة، إضافة إلى أننا لم نستخدم «المواعين» السابقة حتى نبحث عن غيرها، ولم يعد في ميزانيتنا ما يكفينا لشراء الأشياء التي نحتاجها فعلا بشكل يومي، نظرنا إلى بعضنا البعض وتجاوزنا لحظات السكوت والخيبة إلى الوجه الآخر للأشياء، وهو السعادة ونحن نشعر بأن هذا الفشل الفطري في الإدارة نقطة لصالحنا في سباق «أوسكار الفاشلين». لكن في غمرة أفراحنا بهذا التقدم الرائع على طريق الفشل، ومثل كل مرة يفاجئنا الاتحاد السعودي لكرة القدم بأننا في استراحتنا ما زلنا هواة في عالم الفشل الواسع. ويقرر عدم التجديد لمدرب المنتخب، ولا أخفيكم أننا شعرنا بأننا المعنيين بهذه الخطوة، لا يوجد أي تفسير واضح سوى أنهم يريدون كسب نقاط يتقدمون بها علينا، ويبدو أنه مهما فعلنا فلن نستطيع اللحاق بهم.

نشعر بشيء من الغضب لأننا كنا ننتظر المنافسة من الخارج، وكنا نتوقع من المؤسسات المحلية أن تقف معنا وتتجنب الدخول في المنافسة في حال وجود مرشحين محليين. «فنزويلا» هي أشرس المنافسين العالميين لاستراحتنا، دولة غنية ومواردها كبيرة وتملك ربع احتياطي العالم من النفط، لكنها بشعبها ومؤسساتها تحت خط الفقر وتواجه الإفلاس والفوضى، إضافة إلى أن لديها رئيسين، كل واحد يدعي أنه هو الرئيس الشرعي، وهذا أمر يبدو أننا نتشارك فيه مع الفنزويليين، فلدينا ثلاثة رؤساء.

لكن الاتحاد السعودي يتقدم علينا جميعا في مسألة الرئاسة، فقد مر عليه ثلاثة رؤساء في أقل من سنة آخرهم رئيس فاز بانتخابات شارك فيها وحده، وهذه فكرة عظيمة ربما سأطبقها بشكل شخصي بعيدا عن الاستراحة وإزعاج المنافسين وأنتخب نفسي رئيسا للجمعية الدولية لحقوق الفاشلين.

وعلى أي حال ..

لا أعرف الأشخاص، ولا شيء شخصي بيني وبين الرئيسين الفنزويليين، أو الرئيس المنتخب للاتحاد السعودي لكرة القدم، لكنني أتكلم عن أفعال فاشلة، وبحكم الخبرة العريضة في هذا المجال فإني أنصح الذين يريدون الانضمام للسباق بأن يدركوا بأن تكرار الأخطاء السابقة من أبجديات الفشل، وهذا ما نفعله في استراحتنا وما يفعله اتحاد القدم ويبقينا في المنافسة، ومن أراد أن ينافسنا فعليه أن يبدأ من حيث انتهينا، والحقيقة أننا انتهينا من حيث بدأنا، وهذا أيضا من صفات الفاشلين المبدعين.

agrni@