ميناء الملك عبدالله.. لبنة التحول الاقتصادي

الاثنين - 11 فبراير 2019

Mon - 11 Feb 2019

أبحر ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، بميناء الملك عبدالله، نحو رؤية المملكة 2030، بإعطاء إشارة البدء للتدشين الرسمي بمقر الميناء في رابغ مساء اليوم.

وشهد ولي العهد مراسم توقيع 4 اتفاقيات بين الميناء وعدد من الشركات، كما شاهد فيلما تعريفيا عن ميناء الملك عبدالله.

وقال وزير النقل الدكتور نبيل العامودي في كلمة خلال حفل التدشين إن مشروع الميناء يأتي مكملا للكيانات التي تسعى لبناء منصة ذات كفاءة عالية تسهم في تحقيق طموح برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية الذي تم إطلاقه أخيرا، بزيادة الصادرات لتبلغ أكثر من 600 مليار ريال بحلول 2030.

وأضاف أن المشروع سيسهم أيضا في رفع طاقة إعادة التصدير لتبلغ 500 مليار ريال إضافية في 2030، وفي تحقيق هدف تحويل المملكة إلى مركز لوجستي عالمي.

وأوضح العامودي أن حجم الاستثمارات في المشروع بلغ أكثر من 40 مليار ريال، وتم توليد 7500 وظيفة، وتطوير 34 كيلومترا مربعا، وتجهيز 13 ألف وحدة سكنية، وتشغيل 29 مصنا وإنشاء 40 مصنعا إضافيا إلى جانب الميناء.

وأكد أن الميناء أصبح ثاني أكبر ميناء حاويات في المملكة بعد ميناء جدة الإسلامي، ووصلت قيمة الاستثمارات التي يضخها القطاع الخاص لتطوير بنية ومرافق الميناء إلى أكثر من 13 مليار ريال حتى اليوم.

أحد أكبر عشرة موانئ عالميا

من جهته أكد رئيس مجلس إدارة شركة تطوير الموانئ صالح بن لادن في كلمته أن ميناء الملك عبدالله سيكون من أكبر عشرة موانئ بالعالم. وثمن بن لادن جهود الدولة في مشاركة القطاع الخاص بهذا المشروع العملاق، وقال إن شبابا وشابات سعوديين يديرون العمل في الميناء.

منصة على الساحل الغربي

وألقى مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة البحر الأبيض المتوسط للملاحة الكابتن جانلويجي أبونتي كلمة أشاد فيها بميناء الملك عبدالله في استقبال السفن، وقال: لقد جعلنا ميناء الملك عبدالله واحدا من أهم الموانئ في البحر الأحمر، مشيرا إلى أن الميناء يمثل منصة على الساحل الغربي.

20 مليون حاوية

وقال الرئيس التنفيذي لميناء الملك عبدالله ريان قطب إن بإمكان الميناء الجديد استقبال أكبر سفن الشحن الجديدة، ويعد أول ميناء يمتلكه ويطوره ويديره القطاع الخاص في السعودية، كما يعد من أكبر مشاريع البنية التحتية التي ينفذها القطاع الخاص في منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف أن الميناء يعد أحد أسرع الموانئ نموا في العالم، حيث يستوعب أكثر من 3 ملايين حاوية سنويا، كاشفا أن الميناء سيكون عند اكتماله أحد أكبر 10 موانئ بالعالم بسعة 20 مليون حاوية، ويناول 15 مليون طن من البضائع السائبة، إضافة إلى 1.5 مليون سيارة، مبينا أن الميناء الجديد ومستهدفاته، كلها تقع ضمن مستهدفات رؤية 2030.

وأوضح أن الهدف من ميناء الملك عبدالله أن يكون منصة لوجستية للعالم وليس للسعودية فحسب، ولذلك حقق الميناء النمو في السنوات السابقة، و"نتوقع استمرار النمو القوي بعملياته بالسنوات المقبلة".

وأشار قطب إلى تاريخ الميناء الذي بدأت أعمال الحفر فيه في عام 2010 والتشغيل 2014 ووصل هذه السنة إلى مرتبة ثاني أكبر ميناء للحاويات في السعودية. وأكد أن معدل النمو المحقق في عامي 2017 و2018 وصل إلى نسبة مرتفعة بحوالي 36%، كما جرى تدشين رصيف الحاويات السائبة.

400 مليون مستهلك

ويشكل ميناء الملك عبدالله عنصرا أساسيا في شبكة المواصلات المتكاملة التي تتيح توزيع السلع إلى سوق يبلغ حجمه أكثر من 400 مليون مستهلك في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، كما يمتاز بموقع استراتيجي على أحد أهم مسارات التجارة البحرية العالمية، وعلى مقربة من الوادي الصناعي في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ومنطقة إعادة التصدير. وتضم مدينة الملك عبدالله الاقتصادية محطة رئيسة لقطار الحرمين السريع الذي يربط ميناء الملك عبدالله ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية بالحرمين الشريفين في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة، بالإضافة إلى جدة التي تشكل المركز التجاري الرئيسي في المملكة، إذ يقع على مقربة من مدينة ينبع الصناعية التي تشهد حركة تجارية ضخمة في مجال البتروكيميائيات.

أكبر 8 خطوط شحن

وتمكن ميناء الملك عبدالله من إقامة شراكات مع ثمانية من أكبر خطوط شحن الحاويات في العالم، من بينها أكبر ثلاثة خطوط شحن في العالم، هي ميرسك، وMSC، وCMA CGM، وتم تصنيف ميناء الملك عبدالله، في دراسة عالمية أجرتها مجلة كونتاينر منجمنت، الأسرع نموا في العالم عام 2015، فيما انضم الميناء في عام 2016 إلى قائمة أكبر 100 ميناء حاويات في العالم، بحسب الدراسات والأبحاث التي أجرتها شركتا ألفالاينر ولويدز الرائدتان في مجال النقل البحري والموانئ.

وقفز تصنيف ميناء الملك عبدالله في عام 2018 إلى المرتبة 82 عالميا ضمن قائمة أكبر 100 ميناء حاويات في العالم، الصادرة عن ألفالاينر، وذلك بعد أن كان قد حل في المرتبة 87 في عام 2016م فيما تم تصنيفه ثامن أسرع الموانئ نموا في العالم لعام 2017.

80 فتاة سعودية

ويستقطب الميناء أهم الكفاءات بجانب اهتمامه بجوانب التطور المهني والتقدم الشخصي والرضا الوظيفي لطاقم أفراده، وذلك من خلال برامج التدريب المكثفة والمستمرة التي يقدمها لهم، مما يسهم في تعزيز قدرته على تقديم خدمات متميزة عالية الجودة، وبذلك يشكل تمكين السعوديات أولوية للميناء، حيث قامت إدارة الميناء بتوظيف أكثر من 80 فتاة سعودية في مركز العمليات والإدارة وتقنية المعلومات والهندسة، وتوفير بيئة عمل فريدة ومتميزة لهن.