عبدالله المزهر

ستبدي لك الأيام!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاثنين - 11 فبراير 2019

Mon - 11 Feb 2019

صحيح أننا كأفراد لا نعرف الحقيقة كاملة، نحن في الغالب كمن يشاهد صورة ثابتة، نخمن فقط ماذا كان يقول الأشخاص الظاهرون في الصورة، وبماذا يفكرون وماذا فعلوا في الثانية الأخيرة قبل التقاطها؟ وأين ذهبوا بعد أن انتهى التصوير؟

قد تكون بعض توقعاتنا صحيحة، وقد لا تكون. قد يساعدنا في أن تكون تخميناتنا أقرب إلى الصواب أن نكون على معرفة بأولئك الأشخاص وكيف يفكرون، وأن نعرف وقت ومناسبة التقاط الصورة.

أتعامل مع رؤية المملكة 2030 من هذا المنطلق، لا أجزم أني أعرف دقائقها وآليات الوصول إليها، ولكني أشاهدها كصورة جميلة.

وأعتقد أنها حتمية «كفكرة»، ويجب أن تطبق رغما عن الجميع، حتى الدولة نفسها لا تستطيع التنصل منها، لم تعد «خيارا» ضمن عدة خيارات، ولكنها الخيار الوحيد.

ولأنها فكرة جوهرها الأساسي هو «التغيير» فإنه من بدهيات الأشياء أن تجد معارضة قوية، وبحثا دؤوبا عن المثالب والأخطاء، وهذه أمور يقابلها أي تغيير وفي أي مكان وفي أي شيء، من تغيير سياسات الدول إلى تغيير ألوان الصالة في منزلك.

البعض يأخذ جانبا واحدا من هذه الرؤية ويجعله معيارا لبقية جوانبها، وآخرون يبحثون عن خطأ هنا أو زلة هناك ويجعلونها عنوانا لكامل الرؤية. وهؤلاء لا يبحثون عن تصحيح خطأ إن وقع ولا يريدون تعديل فقرة في كتاب كبير، لأنهم ببساطة يريدون حرق الكتاب بما فيه.

وعلى سوء الأسلوب والمنهج الذي يتبعه هؤلاء فإنه يوجد في الطرف المقابل من لا يقل عنهم سوءا، وأعني أولئك الذين يحشرون الرؤية حشرا في كل أمر حتى وإن لم يكن له علاقة بها، ولا يرونها سوى «سلم» يوصلهم إلى غاياتهم الخاصة لتحقيق أكثر مكاسب شخصية ممكنة من خلال تملق/تسلق الرؤية.

في الإطار العام للصورة، أنت كمواطن عادي لا تعلم هل الرؤية شيء رائع ويستحق الاحتفاء، أم إنها شر مستطير، ومع ذلك فإنه يمكنك ببساطة أن تنظر للصورة من مكان أبعد وتشاهد من يقف معها ومن يقف ضدها. وحين تجد أنها أمر مقلق لكثير من كارهي وطنك يجب أن تعرف حينها كيف يمكنك أن تصنفها.

الأمر الآخر أن أصحاب الرؤية أنفسهم لم يقولوا بأنها ستحل كل شيء «اليوم»، هي رؤية مستقبلية، ومن المؤكد يقينا أنه سيصاحب الوصول إليها الكثير من العقبات، والمتاعب، ومن الطبيعي أنه لا أحد يريد أن يواجه أي متاعب. هذه أبسط الأمنيات التي يحق لأي أنسان أن يتمناها. لكن حين تؤمن بأن من مصلحة الدولة قبل المواطن أن تتحقق أهداف الرؤية في رفاهية المواطن، فإنه لا مبرر للتشاؤم والخوف.

وعلى أي حال..

الأحلام الكبيرة تبدو خيالية في بداياتها، والطريق إليها مرهق، لكن في نهاية قصص الأحلام العظيمة دائما هناك من يضحكه خوفه في البدايات. وإني متفائل فافعلوا!

agrni@