عبدالله العنزي

الأزمة الفنزويلية بين صراع المعسكرين

السبت - 09 فبراير 2019

Sat - 09 Feb 2019

رغم أن الخلاف والنزاع على السلطة داخل الحكومة الفنزويلية سببه تضارب المصالح والرؤى، وضعف الاقتصاد الداخلي في ظل انخفاض أسعار النفط وعدم نهوض فنزويلا اقتصاديا وخدماتيا، إلا أن هنالك آثارا واضحة للشد والجذب بين المعسكرين الليبرالي والاشتراكي، ليس وليد اللحظة في الداخل الفنزويلي.

وإن ما تشهده فنزويلا من صراع شديد على السلطة في ظروف التدخلات الخارجية والاختلاف السياسي الأيديولوجي لبعض الدول يعد امتدادا لما أشرنا إليه، فعلى هامش الحدث نجد الرئيس الأمريكي ترمب يغرد ويصرح بتأييده لزعيم المعارضة خوان جوايدو، وكذلك دول أخرى مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا أيضا، وفي المقابل تكشر روسيا والصين ومن معهما بأنيابهم ويعتبرون ما حدث انقلابا على حكومة نيكولاس مادورو.

أعتقد أن هنالك خطورة واحتمالا كبيرا لانقسام فنزويلا ودخولها في حرب أهلية، كما هو الحال في بعض البلدان العربية التي هاجت مع الخريف العربي! وفي تقديري الصراع بين المعسكرين الرأسمالي والاشتراكي سوف يعقد القضية ويجرها إلى احتمالات غير متوقعة، فنعرف أن أمريكا إذا وجدت ثغرة عند الحلفاء التقليديين للمعسكر الاشتراكي تدخلت لتوظفها لمصالحها وتوجهاتها الأيديولوجية والسياسية، فالصراع في الداخل الفنزويلي يعد بيئة خصبة للاختلاف، فهنالك من ينتقد السياسة الأمريكية ويطالب بعدم السيطرة الإمبريالية على مفاصل الدولة، بينما هنالك جزء من الشعب الفنزويلي سئم القيم الاشتراكية التي باتت جاثية عليه ردحا من الزمن تزامنا مع الفقر وقلت الخدمات.

إن القمع والاستخدام المفرط للقوة لن يعالجا الموقف والاختلافات والصراعات الأيديولوجية والسياسية كذلك، إنما يعالج الموقف ما تقدمه الدولة للشعب الفنزويلي من خلال توزيع موارد الدولة على نحو أكثر عدالة، وتأمين كل الخدمات التي تلبي احتياجات الشعب الفنزويلي.