خالد السعيدي

الصورة المزيفة

السبت - 09 فبراير 2019

Sat - 09 Feb 2019

الصورة دائما لا تنقل الحقيقة ولا تعكس الواقع، لأنها سلطت على جزء مرمم في بعض الزوايا المزيفة التي تمت صناعتها.

كذلك الواقع مماثل لتلك الصورة لأن الحقيقة تم إخفاؤها، ولأن بعضا ممن تسلموا زمام الإدارات الحكومية في مدينة حفر الباطن أصبح جل همهم أن يخرجوا المسؤولين الزائرين لإدارتهم بانطباع جيد عن عملهم الذي قدموه بصورة مزيفة.

وأجزم بأن كثيرا من المواطنين يتفق معي فيما طرحت من حقيقة ملموسة ومشاهدة، لأن واقع الحال المزيف والصورة المكذوبة التي رسمت هي السائدة، حتى بات مزعجا ومستفزا لدى غالبية المواطنين، فالخوف الحاصل من زيارة الوزير أو المسؤول رفيع المستوى من قبل بعض المدراء والموظفين أدى إلى تعاونهم في إخفاء الحقيقة والتستر على الأخطاء الكبيرة في دوائرهم، وهذا حال بعض الموظفين الذين يعتقدون بأنها (فزعة) كما يطلق عليها بالعامية، وتبييض لوجه المدير، وهذا الفكر السائد من شأنه أن يعطل التنمية ويقلل من الخدمات المقدمة للشخص المعني في هذا الأمر، والذي جاء المسؤول لمشاهدة ما قدِّم له أي - المواطن - وواقع الحال خير شاهد، وتجارب الناس براهين لذلك والناس شهود الله في الأرض، وتلك برأيي مصيبة عظمى، إذا مرر المجتمع تلك الأفكار ولم يحاربها، فقد أعطاها القبول والشرعية، والمسؤول المتقاعس أو المهمل أو الفاسد دائما ما يقع بالأخطاء وينكشف ومن ثم يحاسب، أما تلك الأفكار كيف يتم انتزاعها؟ ومن المسؤول عن انتزاعها؛ المجتمع أم أجهزة الدولة؟

ووجدت تلك الصورة المزيفة تنقل كثيرا من قبل إدارة الشؤون الصحية في مدينة حفر الباطن للمسؤول الزائر، وأصبح التلميع لتميز الخدمات الصحية عنوان الصورة المزيفة، وتساءلت لماذا كل هذا الخداع؟ أليست الخدمات المتدنية والمتردية في المستشفيات والمراكز الصحية تقدم للمسؤول والموظف والمواطن، ألم يفكروا بطرح المشاكل للزائر حتى يسعى لتحسينها وتطويرها للجميع؟ لأننا ببساطة جميعنا نحتاج لهذا التميز في الخدمات الصحية، فصحة الإنسان أغلى ما يملك وأثمن استثامر شخصي له، ألم يفكروا بهذا المنطق؟ أم المصالح الشخصية غيبت كل ذلك!

زيارة معالي وزير الصحة توفيق الربيعة السابقة للمحافظة، لم تنل منها المحافظة شيئا ملموسا، فالآمال كانت كبيرة والطموحات بتحسن مستوى الخدمات الصحية كان حلم كل المواطنين، ولكننا خرجنا بخفي حنين، لأن الصورة المرممة كانت الشاهد الوحيد لهذه الزيارة.

وحتى لو تكررت الزيارات مرات أخرى يبقى الحال كما هو، لأننا لم نسع لتغيير أفكارنا ولم نجتهد لمحاربة هذه الأفكار الهادمة والمعطلة للتنمية والازدهار، ولو كان الوزير أو المسؤول أو المدير مهملا أو متقاعسا ووجد مجتمعا واعيا ومتعطشا للتطور فمن الطبيعي أن يلبي احتياجات المواطنين، فالإصلاح يبدأ بالتوعية من مؤسسات المجتمع أولا، وبمشاركة من أجهزة الدولة سواء الإعلامية أو الرقابية لمحاربة هذا الفكر المزعج والمتنامي، وبالتالي من شأنه تغيير المزاج العام للمجتمع ولفظ الفاسدين من أورقة الدوائر الحكومية.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال