فواز عزيز

الجامعات لا تسمع للطلاب ولا للوزراء

السبت - 09 فبراير 2019

Sat - 09 Feb 2019

• كان يفترض أن يكون دمج وزارة التعليم العالي مع وزارة التعليم مفيدا للوزارتين، وللتعليم بكل مراحله، حتى يصل أبناؤنا إلى سوق العم، بتوحيد الجهود والخطط، خاصة أن الأولى تكمل مشوار الثانية، وبناء هذه هو جزء مهم من بناء الأخرى، لكن الذي يظهر لنا يوحي بأن «وزارة التعليم العالي» ألغيت ولم تدمج، فلم يعد لها وجود ولم تلتق مع «التعليم العام» في أي نقطة!

• لم تستقل الجامعات ولم يعد لها وزارة، بينما يفترض أن أحد الأمرين حدث، فإما أن تمنح الجامعات استقلالية كاملة أو أن تكون تابعة لوزارة تشرف عليها وتصوب أخطاءها وتصحح مسارها!

• وزير التعليم هو الوزير المسؤول عن الجامعات لكن كأن لا سلطة له عليها، فالوزير السابق انتقد مخرجات الجامعات ولم يتغير شيء يستحق الذكر باستثناءات بسيطة، والوزير الحالي انتقد البحث العلمي في الجامعات وتمنى أن نصل إلى اليوم الذي تتخلص فيه جامعاتنا من السنة التحضيرية نتيجة تحسن مخرجات التعليم!

• قال وزير التعليم حمد آل الشيخ في ورشة عمل لقيادات التعليم الجامعي والمؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني «قيمة الجامعات بحجم تأثيرها في مجتمعها وحل مشكلاته والرفع من المستوى الاقتصادي والتنموي للوطن».

• وهنا أتمنى أن يسأل كل مدير جامعة نفسه عن حجم تأثير جامعته في مجتمعها، ويقيم عمله بناء على ما ذكر معالي الوزير.

• كان الإعلام ينتقد استقطاب الجامعات لأساتذة دون تأهيل أبناء الوطن لسد حاجتها من أعضاء هيئة التدريس، مضت سنوات ولا زال هذا الانتقاد قائما!

• شكاوى كثيرة تخرج من الجامعات دون أن تجد من يسمع لها ويحاول حلها، وكأن إدارات الجامعات لا تمتلك حاسة «السمع»!

• من شكاوى الطلاب والطالبات في الجامعات التي سمعتها قضية «احتساب مواد الرسوب في المعدل حتى بعد النجاح بها»، والتي يعتبرها كثير من الطلاب عقبة في طريق التصحيح، مضت سنوات وهذه الشكوى تتردد لكن دون أن نسمع من الجامعات موقفا فيها أو نرى محاولة لمساعدة الطلاب لرفع مستوياتهم العلمية وتصحيح أخطائهم.

• قد يخفق الطالب في بداية مشواره ويرسب في بعض المواد ثم يحاول أن يصحح مشواره، إلا أنه يرى بقاء مواد الرسوب تعكر صفو معدله حتى بعد أن يتجاوزها وينجح فيها، لأنه سيبقى في خانة متدنية من المعدل ما قد يحرمه الفرص في مستقبله!

• سمعت رأيا من الطلاب يقول «ليس من المنطق أن الجامعات السعودية تستخلص فكرة المعدل التراكمي من الجامعات العالمية وتطبقها بالطريقة الخاطئة، في الجامعات العالمية لا يدخل حساب ساعات الرسوب ضمن ساعات الخطة الأساسية طالما أن الطالب اجتهد ونجح فيها لاحقا».

• كثير من الطلاب يطالب بإعادة النظر في نظام احتساب المعدل التراكمي، خاصة في مواد الرسوب طالما أن الطالب اجتهد ونجح، لكيلا يتخرج الطالب بمعدل متدن قد يحرمه مواصلة التعليم العالي إذا لم يجد وظيفة.

• لماذا لا تفكر الجامعة بمنح الطلاب فرص التصحيح بحذف ساعات الرسوب من المعدل بعد النجاح فيها كعامل تحفيزي؛ لكيلا يحبطهم تدني المعدل ويحرمهم التفكير في تجاوز التقصير الذي بدر منهم في وقت سابق؟

• فليس عيبا أن يخفق الإنسان في مرحلة من عمره، بل العيب أن يستمر الإخفاق طوال حياته.

(بين قوسين)

• الجامعات تحتاج إلى مراجعة شاملة لأنظمتها، فالأنظمة ليست مقدسة.. وطلابها يحتاجون التفاتة من جامعاتهم لتسمع لهم وتقف معهم وتشركهم في قراراتها لتبني جيلا يخدم وطنه ويبني نهضته.