دراسة مخاطر الأسواق العقارية وما يؤثر بها

السبت - 02 فبراير 2019

Sat - 02 Feb 2019

يعد السوق العقاري جزءا من الأسواق التجارية الأخرى ولا ينفصل عنها، بل يشابهها إلى حد كبير من الناحية الاقتصادية والعلمية، فمثلا قد يعتقد البعض أن السوق العقاري منعدم المخاطر ولا يوجد أي تهديد قد يؤثر عليه أو أنه آمن جدا.

والحقيقة بلا شك مغايرة لذلك، وتختلف بحسب الواقع، فمثلا قد يتعرض العقار لتقلبات سعرية كبيرة تتجاوز 30-50% في حالة التغيرات السعرية للعملة ونزولها أو التغيرات السياسية، (كما حدث مع بعض الدول في الفترة الأخيرة) أو الجيوغرافية أيضا (كأخطار وقوع العقارات ضمن منطقة سيول أو أودية وما شابهها) أو حتى من خلال بعض المشاريع الخدمية للدولة (مثل إنشاء المترو ووجود أعمال البناء الملازمة له والتحويلات ونحوها).

وبالطبع تنخفض المخاطر العقارية مقارنة ببعض أنواع التجارة الأخرى، مثل تجارة البورصة أو العملات أو نحوهما، وهي بالطبع تتبع القاعدة الاقتصادية (تنخفض الأرباح بانخفاض المخاطر وترتفع الأرباح بارتفاع المخاطر).

تكمن المخاطر المحتملة للعقارات في صور كثيرة سنذكر موجزا عنها:

1 - مخاطر تتعلق بانخفاض العائد (الإيجارات)، نتيجة قلة الطلب أو شح السيولة العامة عند السكان أو انخفاض الأسعار للعقار بشكل عام.

2 - مخاطر تتعلق بزيادة أجور التشغيل والصيانة وارتفاع تكاليفها نتيجة ارتفاع الأجور أو القطع الاستهلاكية بشكل عام أو فواتير الخدمات العامة من كهرباء ومياه ونحوها.

3 - مخاطر سياسية نتيجة عدم وجود استقرار سياسي في البلد، وبالتالي هجرة الأموال إلى بر أمان (بما يعرف بالأموال المهاجرة).

4 - تعثر المستأجرين نتيجة فشل المشروع أو التحديات الصعبة التي يواجها ملاك المشروع أو ضعف الحالة الاقتصادية للبلد بشكل عام (ركود اقتصادي).

5 - تدهور الوضع الإداري للمشروع والتشغيلي وما يتبعه من تسويق وإدارة، وبالتالي انخفاض جاذبيته الاقتصادية ونزول سمعته عند المستثمرين، سواء كانوا شركات أو أفرادا.

6 - وجود قضايا قانونية أو خلافات يساهم بشكل كبير في خفض سمعة العقار وتقليل جاذبيته الاستثمارية، وبالتالي ارتفاع المخاطر المحيطة بالمشروع أو العقار بشكل عام.

7 - مبالغة المكاتب الاستشارية في دراسة الجدوى للمشروع وتضخيم إمكاناته وعوائده الربحية لدرجة كبيرة تفوق المساحة المسموح بها للحركة، وبالتالي صدمة المساهمين في وقت لاحق عند تشغيل المشروع أو بدء دفع عجلته ومشاهدة النتيجة على أرض الواقع مغايرة لما رسم له، ومثل ذلك مبالغة بعض المطورين العقاريين في رسم محيط تخيلي يفوق التوقعات كدعاية للمشروع وجذب انتباه أكبر شريحة ممكنة.

8 - ضعف الخبرة العقارية لإدارة العقار قد يسبب بلا شك خسارة فادحة لاستثماراتك العقارية وإن وفقت في الموقع والفكرة والتنفيذ.

وفي الختام، نسأل الله عز وجل التوفيق والسداد لجميع المستثمرين، هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال