عبدالله زايد

قناة الجزيرة.. وجرائم الموت والتهجير

السبت - 02 فبراير 2019

Sat - 02 Feb 2019

جميعنا يعلم أنه على أرض قطر حدثت عملية تهجير محرمة شرعيا ومدانة إنسانيا ودوليا للسكان الأصليين، فقد تم تجريد أكثر من خمسة آلاف مواطن من هوياتهم الوطنية وتم إبعادهم عن أراضيهم وأراضي آبائهم وأجدادهم، وتم إحلال أناس آخرين مكانهم، فإذا لم تكن مثل هذه الممارسة تهجيرا قسريا وفق القانون الدولي، فما هو إذن التهجير الإجباري؟!

الإجابة نجدها في القانون الدولي الذي نص بشكل واضح على ذلك، وأعطى تعريفا لا لبس فيه عن مفهوم التهجير بأنه «الإخلاء القسري وغير القانوني لمجموعة من الأفراد والسكان من الأرض التي يقيمون عليها». كذلك نجد المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 التي حظرت النقل القسري الجماعي أو الفردي للأشخاص، أو نفيهم من مناطق سكنهم إلى أراض أخرى.

ولا ننسى اعتماد النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية في روما عام 1998 والذي هدف إلى ملاحقة كل من ينتهك قواعد حماية المدنيين من الترحيل والإبعاد القسري، ونذكر تحديدا بالفقرة (2/ د) من المادة 7 من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، والتي نصت على أن التهجير القسري «ترحيل الأشخاص المحميين قسرا من المنطقة التي يوجدون فيها بصفة مشروعة بالطرد أو بأي فعل قسري آخر دون مبررات يسمح بها القانون الدولي».

ونذهب نحو ملف آخر بائس يتعلق بالعمالة التي تساهم في بناء ملاعب كرة القدم، فقد مات نحو 1200 عامل هندي ونيبالي على الأقل حسبما نشرته صحيفة «الديلي ميرور» اللندنية في تقرير لها، وذلك بسبب ظروف العمل غير الإنسانية، وقالت الصحيفة: من المتوقع أن يصل عدد وفيات العمال إلى 4000 قبل انطلاق كأس العالم القادمة. فأين قناة الجزيرة التي تزعم دعمها لحقوق الإنسان والدفاع عن المستضعفين عن مثل هذه الجرائم بحق الإنسانية؟ لم نشاهد لها تقريرا ولا حتى خبرا عابرا عن هذه الكارثة الإنسانية، وهذه حقائق ووقائع وهي تحدث على مرمى حجر منها.

ببساطة قناة الجزيرة ليست وسيلة إعلامية، بل هي سلاح قاتل يستخدم ضدنا في حرب وجود ومكانة. القضية ليست حرية وحقوق إنسان ولا النهوض بالمجتمعات ولا الدفاع عن الضعفاء والمساكين، بل إنها عمل منظم ومخطط له يهدف لتدمير مشروعنا الوطني واختراق سيادتنا وتسليم بلادنا لقمة سائغة للعجم من الترك بدعم ومساعدة من تنظيم الإخوان الإرهابي الذي بايع في أنقرة وباع.

واليوم نشاهد بكل وضوح أعضاء هذا التنظيم الإرهابي وهم يعملون في مواقع حساسة وسيادية في قطر. فبعد طرد مكون كبير ورئيس من الشعب القطري، تم استقدام آلاف من أعضاء هذا التنظيم الإرهابي، والذين احتلوا مراكز القوى ومصدر القرار في الدوحة.

لا نريد لقناة فضائية محسوبة على تنظيم إرهابي أن تحدثنا عن العدالة ولا عن حقوق الإنسان، ولن نسمح لها بالإرجاف ليلا ونهارا بالقيم الإنسانية وهي تحمل أجندة ومخططات أبعد ما تكون عن الحقوق والحريات والأمن والأمان.