سعد السبيعي

كيف تكون هيئة الترفيه رافدا اقتصاديا وطنيا؟

الخميس - 31 يناير 2019

Thu - 31 Jan 2019

بطبيعة الحال يتساءل كثيرون كيف ستصل المملكة بهيئة الترفيه إلى أن تصبح رافدا اقتصاديا وطنيا؟ إحقاقا للحق منذ تولي المستشار تركي آل الشيخ رئاستها أشعر بتغير كبير في فلسفة الهيئة، حيث أطلق استراتيجية الهيئة العامة للترفيه الجديدة، والمتضمنة أن تصبح المملكة من بين أول أربع وجهات ترفيهية في منطقة آسيا، وبين أول عشرة على مستوى العالم، مما يؤكد حرص المملكة على هذا القطاع المهم، والذي نصت عليه رؤية المملكة 2030، من خلال إنشاء الهيئة العامة للترفيه، ودعم جهود المناطق والمحافظات في إقامة المهرجانات والفعاليات، وتفعيل دور الصناديق الحكومية في المساهمة في تأسيس وتطوير المراكز الترفيهية، وعقد الشراكات مع شركات الترفيه العالمية، ودعم إيجاد خيارات ثقافية وترفيهية متنوعة تتناسب مع الأذواق والفئات كافة، مع التأكيد أن دور هذه المشروعات لن يقتصر على الجانب الثقافي والترفيهي، بل ستلعب دورا اقتصاديا في توفير فرص العمل.

وتتضح رؤية آل شيخ كل يوم، المبنية على أن لقطاع الترفيه والسياحة أهمية كبرى للاقتصاد المحلي في تنويع مصادر الدخل، وزيادة الناتج المحلي الإجمالي بشكل سنوي، كونه ينتمي للقطاع الأساسي الثالث في الاقتصاد، وهو قطاع الخدمات. وتشير بيانات سابقة لهيئة الترفيه إلى أن سوق الترفيه يحتاج إلى 267 مليار ريال من إجمالي الاستثمارات لبناء البنية التحتية الترفيهية في جميع مناطق المملكة، إضافة إلى التوقعات بوصول حجم الاستثمارات الكلية في البنية التحتية حتى عام 2030 إلى 18 مليار ريال في الناتج المحلي السعودي سنويا، ووصول الإنفاق الاستهلاكي على الترفيه إلى 36 مليارا بحلول 2030، إلى جانب توفير القطاع أكثر من 114 ألف وظيفة مباشرة، و110 آلاف وظيفة غير مباشرة.

هذه الأرقام تعكس أهمية صناعة الترفيه وحضورها القوي في الدورة الاقتصادية، فهي تحتل المرتبة الأولى في الإنفاق الاستهلاكي العالمي، ومن المتفق عليه أن الترفيه في حياة الإنسان حاليا، وأمام ضغوطات الحياة وتعقيداتها، أصبح أمرا وحاجة أساسية لا تقل أهمية عن حاجات الإنسان الأخرى مثل الصحة والتعليم، لتحسين نمط الحياة للجميع.

ولنرجع للسؤال: كيف تصل المملكة بهيئة الترفيه

لتكون رافدا اقتصاديا وطنيا؟

والإجابة هي أن نتخذ من دبي مثالا على كيفية جعل الترفيه رافدا اقتصاديا يسهم في جزء من تنوع الدخل الوطني، حيث إن رؤية قيادتها الحكيمة أبرزت دبي كمدينة تزخر بالنشاط والفرص، ورسخت مكانتها كوجهة عالمية متألقة تزينها أروع الشواطئ وتوفر للمقيمين والزوار أرقى تجارب التسوق والطعام والترفيه عالميا. وللتأكيد، أين يمكنك أن تستمتع بالشاطئ وتغوص مع أسماك القرش في مركز تسوق وتدير أعمالك ثم تمارس رياضة الفروسية في اليوم نفسه! في دبي فقط تستطيع ذلك!

ولهذا فقد أعلن رئيس الهيئة العامة للترفيه عن حزمة من الفعاليات الترفيهية التي ستشهدها المملكة خلال الفترة المقبلة، إلى جانب عدد كبير من المسابقات الدينية والجوائز الكبيرة، حيث إن الهيئة تسعى بذلك لأن تكون ضمن المراكز الـ 10 الأولى في الترفيه. وهذه في وجهة نظري هي البداية الحقيقية لهيئة الترفيه بالمملكة التي تمتاز بما لا يوجد في غيرها من بلدان الترفيه في العالم، فلدينا شواطئ البحر الأحمر وتنوع في المناخ بجميع المناطق، وجيل من الشباب المتفتح المتعلم الذي يعرف كيف يتعامل مع الترفيه بصورة لا تخالف مبادئ ديننا الحنيف، فقد امتزجت فعاليات هيئة الترفيه بين الفعاليات الفنية والدينية بصورة رائعة، واتضح ذلك من خلال دعوة عديد من النجوم بالفن والرياضة والدين لحضور الفعاليات والعمل فيها وإمتاع الجمهور السعودي والمقيمين، مما يجعل المملكة هدفا سياحيا وترفيهيا ويحقق الأهداف المرجوة من إنشاء الهيئة، مما يزيد من الدخل الوطني ويجعل من الترفيه والسياحة رافدا اقتصاديا يزيد من تنوع الدخل بالمملكة بإذن الله.

saadelsbeai@