أحمد صالح حلبي

أعيدوا فكرة جامعة مكة التي غابت

الخميس - 31 يناير 2019

Thu - 31 Jan 2019

في عام 1436 هـ تقريبا طرح أحد رجال الأعمال المحبين لمكة المكرمة والغيورين عليها فكرة إنشاء جامعة مكة، وظهر عدد من رجال الأعمال المكيين كداعمين حقيقيين لها، مطالبين بسرعة العمل على تنفيذها، خاصة أنه سيطلق عليها «جامعة مكة»، وستضم كليات نظرية وعلمية تضاهي بمستواها الأكاديمي الجامعات السعودية والعربية.

واليوم وبعد مضي سنوات على انطلاق الفكرة فإن الحاجة تستدعي أن نطالب صاحبها بإعادة طرحها مجددا، وأن يسعى وغيره من أبناء مكة المكرمة الغيورين على تحويل الأفكار الإيجابية إلى واقع ملموس، فالأيام تمر سريعا، والشهور تمضي، والسنون تتعاقب، وإن كنا لم نر لجامعة مكة في الأرض موقعا، ولا في الصحافة خبرا، فلا نريدها أن تغيب كفكرة أيضا.

وما آمله من أبناء مكة المكرمة الغيورين أن يعملوا على إحداث تحرك عملي نحو تنفيذ الفكرة، وحث رجال وسيدات الأعمال على المساهمة في إنشائها، وأن تكون جامعة للعلم والعمل، تضم كليات ومعاهد ومراكز متخصصة في مجال خدمات الحج والعمرة.

وأن تبدأ الخطوات العملية لتأسيسها، والتي نادى بها أخونا الأستاذ إبراهيم أمجد، لتكون صرحا علميا وتعليميا، يجمع بين التخصص العلمي الدقيق، والتطبيق العملي في مواسم الحج والعمرة، فمكة المكرمة تحتاج لمثل هذه الجامعة، ورجال أعمالها قادرون بإذن الله على ترجمة الأفكار إلى واقع ملموس، وعلى المجتمع أن يدعمهم لبروزها.

وإن تعذر الآن إنشاؤها، فالمجال متاح لإقامة كلية متخصصة في خدمات الحج والعمرة، تمنح الدبلوم والبكالوريوس، وتكون بديلة عن مركز تدريب العاملين في الحج والعمرة بوزارة الحج والعمرة، وبدلا من أن تسعى وزارة الحج والعمرة إلى توقيع اتفاقيات مع جامعات لتقديم دبلوم متخصص في الحج والعمرة، وتنشئ الجامعات أقساما للحج والعمرة يبحث خريجوها عن الفرص الوظيفية المناسبة لهم فلا يجدونها، كما هو حال خريجي قسم إدارة أعمال الحج والعمرة، بجامعة أم القرى، والذين أمضوا سنوات داخل أروقة الجامعة، وجاءت النتيجة بعدم تعيينهم في وزارة الحج والعمرة، لعدم توفر وظائف تتناسب ومؤهلهم، وغابت فرصة توظيفهم في مؤسسات وشركات خدمات العمرة، ويصعب تعيينهم في مؤسسات الطوافة لكونها ـ أي مؤسسات الطوافة ـ لا تعمل إلا في موسم الحج.

واليوم أجدد

ما طرحه أخي الأستاذ إبراهيم أمجد، وأملي أن نرى جامعة مكة كصرح تعليمي، يجمع بين التخصص العلمي الدقيق، والتطبيق العملي في مواسم الحج والعمرة، فمكة المكرمة بحاجة لمثل هذه الجامعة، ورجال أعمالها قادرون بإذن الله على دعمها.

ولا أعتقد أن سبب غياب جامعة مكة تخاذل رجال الأعمال، فقد أكدوا تأييدهم لها وحرصهم على أن تبدأ مسيرتها منذ بروزها كفكرة، فهدفهم أن تتحول الفكرة إلى واقع عملي ملموس.

[email protected]