فهيد العديم

رسالة لمعالي وزير التعليم

الأربعاء - 30 يناير 2019

Wed - 30 Jan 2019

أخي معالي وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ، أنا اليوم مجرد ساعي بريد أنقل لك صوت مجموعة من أبنائك وهم يصرخون بين فكي خيبة الأمل والشعور بالخذلان، ولا أجد حرجا أن أعترف أنني أجهل الكثير مما قالوه في رسالتهم، وهم أيضا - كما يبدو - لا يهمهم أن أفهم، فذلك لا يعني لهم شيئا، كل ما يريدونه أن يصل صوتهم لمعاليك لثقتهم بأنك ستتفهم ألمهم وأملهم، وأنك ستقف معهم في دربهم الطويل. سأنقل لمعاليكم نص الرسالة، وسأكتفي بتشذيبها من بعض الكلمات الحادة التي أتفهم أسباب حدتها كما أشعر بمرارة الكلمات في أبجديتهم، فالرسالة تقول «.. نحن مرشحي درجة الدكتوراه المرحلة الثالثة عشرة (برنامج وظيفتك بعثتك)، وللأسف في كل عام تتكرر نفس الأخطاء، فالدفعة الماضية صححت الوزارة غلطتها، وابتعثت المرشحين ابتعاثا مباشرا، أما هذا العام فمكابرة مستمرة وإصرار على المكابرة وعدم الاعتراف بالخطأ، ولأن برنامج (وظيفتك بعثتك) يتطلب أن توافق جهة وظيفية، سواء حكومية أو خاصة وتعقد شراكة مع وزارة التعليم، بحيث إن هذه الجهات توفر الوظيفة، ووزارة التعليم تكفل للمرشح حق الابتعاث، وإذا عاد من البعثة يعود لجهته الوظيفية، ولأنه في هذا العام اقتصرت الشراكة على الجامعات الأهلية فطرحت الجامعات احتياجها وأعلنت عنها، وتقدم لها المرشحون بعد اجتياز شروط الوزارة، بعد أن توجهنا للجامعات تفاجأنا كلنا بالرفض، وكانت المقابلة الشخصية أقل ما يقال عنها إنها هزلية، إذ لم تتجاوز دقيقتين، وكانت أسئلة المرشحات لا تتجاوز قدرة المرأة (المنقبة) على أداء مهامها الأكاديمية وهي (متنقبة)، الرفض جعل مجموعة منا (بعلاقاتهم الشخصية) يتواصلون مع الجامعة لمعرفة أسباب الرفض، فكانت النتيجة قولهم إننا لسنا بحاجتكم لكن المشاركة بالبرنامج فُرضت علينا! فهم كما يقولون لديهم كادر تعليمي ولا يحتاجون أعضاء هيئة تدريس، علما أن من عملوا معنا المقابلة الشخصية هم من الأكاديميين الوافدين، وإن لم يكونوا فعلا بحاجة مرشحين لماذا من البداية أعلنوا ثم طلبوا مقابلة شخصية.. وبعض الجامعات وضعت في إعلان المقابلة الشخصية أن الأفضلية لأعضاء هيئة التدريس في نفس الجامعة، أي استغلال البرنامج لخدمة الجامعة الأهلية ذاتها، رغم أن البرنامج اسمه (وظيفتك وبعثتك)، فكون الجامعات الأهلية تستغل ميزانية الوزارة لخدمة الجامعة فذلك يخلق علامة استفهام كبيرة، وهذا خداع للوزارة ولنا كمرشحين، وبعد مراجعة الوزارة أقرت الوزارة أنه بالفعل هناك جامعات أهلية رشحت منسوبيها، أحد مسؤولي الوزارة قال إن ذلك حدث فعلا، وإنه سيعاقب تلك الجهات بأن يستبعد مشاركتها في العام القادم، وهنا نسأل: وماذا نستفيد نحن من منعها؟ ثم توجعنا لمسؤول أعلى من الأول وكانت إجابته تتناقض مع زميله السابق، إذ يقول إن الجهات الأهلية لها الحق أن ترشح منسوبيها! إذن كيف انتفى هدف شعار (وظيفتك بعثتك) عندما تبتعث شخصا موظفا أصلا؟!..).

معالي الوزير، رسالة أبنائك لم تنته، ففيها الكثير من وجع الأسئلة الذي لا تكفيه المساحة، هم لا يريدون الكثير، فقط يريدون منك أن تسمع صوتهم، وهم على ثقة بأنك ستنصفهم بعد أن سحقتهم الحيرة بين مطرقة الخيبة وسندان التخويف.

Fheedal3deem@