هي أشياء لا «تروج»..!
سنابل موقوتة
سنابل موقوتة
الاثنين - 28 يناير 2019
Mon - 28 Jan 2019
في الحقيقة أيها الناس أني لست ضد أن يزين المسؤول عمله لنفسه ويزينه للناس، وأن يضع عليه بعض البهارات التي لا تضر، وأن يطلب من الآخرين الحديث عنه والإشادة به، وأن يستخدم وسائل التواصل والإعلام وكل وسيلة متاحة ومشروعة لإظهار ذلك العمل للناس وبيان الجهد الذي تم قبل وأثناء وبعد ولادته ـ أعني ولادة العمل بالطبع وليس المسؤول، كل هذا جائز ومشروع ولا ضير فيه ولا مشكلة. بل إنه قد يكون أمرا مطلوبا في بعض الأحايين، وقيمة بعض الأعمال تكمن في ظهورها وأن يفهمها الناس الذين تمس حياتهم بشكل مباشر، وتؤثر على قراراتهم وخياراتهم وحياتهم الحالية والمستقبلية.
لكن شرطا صغيرا ـ لا يكاد يرى بالعين المجردة ـ لا بد من توفره قبل أن يقوم المسؤول بالترويج لعمله، وبدون هذا الشرط الصغير يصبح الترويج بلا معنى وفاقدا لأي قيمة حقيقية. هذا الشرط أيها الأفاضل والفاضلات هو أن يكون هذا العمل موجودا من الأساس، وحقيقة إن هذا الشرط الصغير يقف حجر عثرة في طريق إيمان الناس وتصديقهم لكثير مما يروجه بعض المسؤولين عن أعمالهم في وسائل الإعلام الحديث منها والقديم وما بينهما.
وهذه لعبة خطرة، غير مأمونة العواقب، فالناس قد تنبهر في البداية «بعروض البوربوينت» ورسومات «الإنفوجرافيك» المتقنة والمبهرة. لكن هذا الانبهار وقتي، سيزول حتما وسيتحول إلى شيء عكسي حين لا يجد الناس مع مرور الأيام على أرض الواقع ما يدعم تلك الرسومات والتقديمات البديعة.
وقد بدا لي من خلال تتبع بعض هذه الحالات أن المسؤول يهمه أن يقدم «عرضا» مقنعا للمسؤول الذي فوقه، لكنه لا يهتم كثيرا بتقديم واقع مقنع للمواطن الذي تحته. وهذا مما عم به البلاء في عصرنا الحاضر.
ولست والله أفهم كيف يوجه مسؤول مرؤوسيه من خلال حسابه في تويتر إن لم يكن هدفه هو «الاستعراض»، ثم إن مما يسبب تزايدا في أعراض القولون العصبي وقرحة المعدة أن تجد المسؤول نفسه يضايقه حديث الناس عنه في وسائل التواصل، ويطالبهم بأن يقدموا شكواهم واقتراحاتهم عبر «القنوات الرسمية»، ويهددهم بالقضاء والقدر، يطلب من الناس البحث عن القنوات وهو الذي يوجه موظفيه من خلال تويتر. فتأمل يا رعاك الله واحمد الله على العافية.
وعلى أي حال..
ومع عدم اعتراضي على ترويج الأعمال ولا كراهيتي له، إلا أني مؤمن إيمانا لا يخالطه شك ولا ريب، بأن العمل الصالح الصادق المخلص سيصل للناس وسيحبونه ويحبون فاعله، دون دعاية ولا إعلان، ودون أن يدفع قرشا واحدا للترويج له، وسيكون أكثر رسوخا في وجدان الناس، وأكثر جمالا في عيونهم وأحب إلى قلوبهم من كل العروض التقديمية والرسومات البيانية ومديح كتاب المقالات ومقدمي البرامج ومشاهير التواصل ـ نسأل الله السلامة.
agrni@
لكن شرطا صغيرا ـ لا يكاد يرى بالعين المجردة ـ لا بد من توفره قبل أن يقوم المسؤول بالترويج لعمله، وبدون هذا الشرط الصغير يصبح الترويج بلا معنى وفاقدا لأي قيمة حقيقية. هذا الشرط أيها الأفاضل والفاضلات هو أن يكون هذا العمل موجودا من الأساس، وحقيقة إن هذا الشرط الصغير يقف حجر عثرة في طريق إيمان الناس وتصديقهم لكثير مما يروجه بعض المسؤولين عن أعمالهم في وسائل الإعلام الحديث منها والقديم وما بينهما.
وهذه لعبة خطرة، غير مأمونة العواقب، فالناس قد تنبهر في البداية «بعروض البوربوينت» ورسومات «الإنفوجرافيك» المتقنة والمبهرة. لكن هذا الانبهار وقتي، سيزول حتما وسيتحول إلى شيء عكسي حين لا يجد الناس مع مرور الأيام على أرض الواقع ما يدعم تلك الرسومات والتقديمات البديعة.
وقد بدا لي من خلال تتبع بعض هذه الحالات أن المسؤول يهمه أن يقدم «عرضا» مقنعا للمسؤول الذي فوقه، لكنه لا يهتم كثيرا بتقديم واقع مقنع للمواطن الذي تحته. وهذا مما عم به البلاء في عصرنا الحاضر.
ولست والله أفهم كيف يوجه مسؤول مرؤوسيه من خلال حسابه في تويتر إن لم يكن هدفه هو «الاستعراض»، ثم إن مما يسبب تزايدا في أعراض القولون العصبي وقرحة المعدة أن تجد المسؤول نفسه يضايقه حديث الناس عنه في وسائل التواصل، ويطالبهم بأن يقدموا شكواهم واقتراحاتهم عبر «القنوات الرسمية»، ويهددهم بالقضاء والقدر، يطلب من الناس البحث عن القنوات وهو الذي يوجه موظفيه من خلال تويتر. فتأمل يا رعاك الله واحمد الله على العافية.
وعلى أي حال..
ومع عدم اعتراضي على ترويج الأعمال ولا كراهيتي له، إلا أني مؤمن إيمانا لا يخالطه شك ولا ريب، بأن العمل الصالح الصادق المخلص سيصل للناس وسيحبونه ويحبون فاعله، دون دعاية ولا إعلان، ودون أن يدفع قرشا واحدا للترويج له، وسيكون أكثر رسوخا في وجدان الناس، وأكثر جمالا في عيونهم وأحب إلى قلوبهم من كل العروض التقديمية والرسومات البيانية ومديح كتاب المقالات ومقدمي البرامج ومشاهير التواصل ـ نسأل الله السلامة.
agrni@