صلاح صالح معمار

العقلية الجنسية لطفلك!

الاحد - 27 يناير 2019

Sun - 27 Jan 2019

هناك دراسة مخيفة تقول إن 4 من كل 10 أطفال قد شاهدوا مواقع إباحية! قامت بالدراسة الدكتورة جانيس وولاك وزملاؤها عبر الهاتف لمدة 3 أشهر على عينة من 1,422 طفلا ما بين عمر 10 و17 عاما! والمصيبة أن الدراسة كانت عام 2005، ولا نعلم ما هي النسبة اليوم بعدما تضاعف المحتوى الإباحي عبر الانترنت 300%! وذات الدراسة وجدت أنه قد يكون الوصول إلى تلك المواقع عن طريق الخطأ من خلال مواقع تحميل الملفات أو مواقع ألعاب الأون لاين أو الفيديوهات المقترحة عبر اليوتيوب. الحديث عن هذا الموضوع يحتاج مجلدات وليس مقالا لكن من المهم أن نلحق أطفالنا قبل أن يتحولوا إلى مدمنين لهذه المواقع، ليس لحرمتها فقط بل لتأثيرها السلبي الممتد! حيث يؤكد عالم الأعصاب Norman Doidge في كتابهThe Brain That Changes Itself أن المشاهد الإباحية تحدث تغييرات خطيرة في الدماغ، وتجعل من يشاهدها في حالة استنفار دائم وإدمان على المشاهدة من دون سبب، فتجده ينتقل من مشهد لآخر دون توقف ويزيد احتمال ارتكابه لفعل فاحش بنسبة كبيرة جدا. وأتمنى ألا تصاب بخيبة أمل لو حدث بينك وبين طفلك حوار صريح وجريء إن كان شاهد صورة أو مقطعا إباحيا من قبل، أو حتى من خلال دخولك على history للمواقع والمقاطع التي شاهدها طفلك خلال الأشهر الماضية، بل عليك أن تكون جاهزا للبدء في بناء عقلية جنسية سليمة له، وذلك من خلال مبدأين مهمين.

1. الملكية الجسدية خط أحمر: من عمر الثالثة يبدأ الطفل باكتشاف جسمه ككل، محفزا بالفضول والرغبة بالبحث عن المرح، حتى إن بعض الأطفال قد يشعرون برغبة ممتدة بلمس أجسام الآخرين، ويحبون البقاء دون ملابس، فتعتبر أولى الألعاب الجنسية. قد يعتقد البعض أن مثل هذه الأمور لا تناسب مرحلة الطفولة المبكرة، ولكن كونوا على ثقة بأن هذا الانفتاح التكنولوجي والمعرفي جعل الأطفال عرضة للانحراف أكثر من أي زمن آخر، وعلى الآباء المبادرة بالحديث عن مثل هذه الأمور، وأن يشعروا الطفل بالأمان عند الحديث عنها وأنها أمور طبيعية، ويوفروا له مساحة آمنة للسؤال عن كل ما يسمع ويرى ويتبادر لذهنه، ويجب أن يعرف الطفل أن جسده ملكية خاصة غير مسموح لأحد لمسها أو الاقتراب منها، وعليه إخفاؤها منذ عمر السنتين وعدم الظهور عاريا، وإن قام أحد بلمسها أو محاولة الكشف عن جسده يجب عليه أن يصرخ ويخبر والديه، لأن هذا أمر خاطئ، كذلك تنبيه الطفل بجميع وسائل التحرش الجنسي ومسبباتها كاللعب مع الكبار أو الخلوة وغيرهما.

2. هناك ضوابط للجنس: تقول سيندي بيرس مؤلفةSexploitation: Helping Kids Develop Healthy Sexuality in a Porn Driven World بأن الآباء الذين لا يتحدثون مع أطفالهم حول المحتوى الموجود على الإنترنت يسمحون لمواقع صناعة الإباحية أن تكون المعلم الجنسي الواقعي لأطفالهم! وذكرت أن ما يحتاج إليه معظم الأطفال هو المعرفة بوضع سياق للتفكير بشكل نقدي ومنطقي حول النوع والجنس والتكاثر. لذا من المهم أن يعرف الأطفال أن الجنس مثل أي شيء يرغبه الناس كالحلويات والمال، فقد يكون بطريقة سليمة وقد يكون بطريقة خاطئة، وقد يكون جريمة! فنحن نريد المال لكن توفيره يحتاج جهدا وتعبا وشروطا ووقتا وإلا يعتبر ذلك اختلاسا وسرقة، وقد أذهب للسجن إن كان بطريقة خاطئة! ويتم الحديث عن العلاقة الجنسية بهذا المنطلق! ويجب أن يكون الحوار بالسماع من الطفل أكثر من الحديث معه، فالطفل لديه بالفعل معلومات عن الجنس يجب أن تستخرجها منه وتنطلق منها.

S_Meemar@