عبدالله قاسم العنزي

مراوغة الحوثيين

السبت - 26 يناير 2019

Sat - 26 Jan 2019

ليس غريبا مراوغة ميليشيات الحوثيين، فقد اعتادوا إفشال كل محاولات الحل السياسي للأزمة اليمنية، وآخرها ما تم الاتفاق عليه في محادثات السويد، حيث يلجؤون إلى أسلوب الجلوس على طاولة المفاوضات لكسب مزيد من الوقت وإعادة تنظيم صفوفهم في ظل الخسائر الميدانية التي تلقوها من قوات الشرعية المدعومة من قوات التحالف العربي.

هنالك جهود ثلاثة لحل الأزمة اليمنية ضرب بها عرض الحائط، وهي المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن 2216 المتضمن سحب قوات الحوثي من جميع المناطق التي استولوا عليها وتسليم سلاحهم للشرعية، لكن الميليشيات المتمردة مصرة على عرقلة الحلول السياسية واستخدام لغة البارود!

ثمة أسباب في تقديري لتعنت الحوثيين وإصرارهم على عرقلة الحلول السياسية وحل الأزمة اليمنية، ومن أبرزها الدعم الإيراني للمتمردين بالأسلحة، وهو ما شجعهم على مواصلة الاعتداءات بكل صورها، وإفشال كل المحادثات والاتفاقيات الداعية للسلام.

إيران تساوم على الملف اليمني للحصول على مكاسب أخرى تهدف للوصول إليها، وعلى رأسها تخفيف الضغوط الأمريكية عليها، وهنالك كثير من الأدلة والإثباتات على أن إيران هي الداعم الأول والراعي لمشروع الانقلاب على الشرعية في اليمن، وهذا ليس جديدا على أحد، لكن لا حياة لمن تنادي في التراخي الواضح من الأمم المتحدة في هذا الملف، فهنالك عدم جدية من الأمم المتحدة ومبعوثيها في الملف اليمني، وشاهده عدم إجبار الحوثيين على الالتزام بالقرار 2216.

إن غياب الضغوط الدولية دفع الميليشيات المتمردة إلى المقاومة وطول النفس إلى هذا الوقت، وهنالك نوايا واضحة من الدول الكبرى بعدم رغبتها بالتدخل في حل الأزمة اليمنية وتمكين الشرعية من استعادة سيطرتها على كل الأراضي اليمنية، وعلى سبيل المثال روسيا حينما امتنعت عن التصويت على قرار مجلس الأمن وأيضا استخدامها للفيتو لإسقاط مشروع قرار تقدمت به الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في مجلس الأمن في فبراير 2018 م لإدانة إيران بتهريبها أسلحة وصواريخ باليستية للميليشيات.

في تقديري أن ميليشيات الحوثي ستستمر في المراوغة والتعديات ومنع القوافل الإنسانية والإغاثية وغير ذلك من سلوك التمرد، طالما أنها مدركة أنه ليس هناك ضغوط دولية جادة لإجبارها على قبول الحل السياسي والالتزام بالقرار 2216 الذي أصبح حبرا على ورق. والأيام القادمة ستكشف لنا مزيدا من النوايا والأحداث في الملف اليمني.