فنزويلا تغلي

أمريكا تعترف بجوايدو وأوروبا ترحب بالتغيير.. وروسيا تحذر من كارثة
أمريكا تعترف بجوايدو وأوروبا ترحب بالتغيير.. وروسيا تحذر من كارثة

الخميس - 24 يناير 2019

Thu - 24 Jan 2019

فيما أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أن بلاده ستقطع العلاقات السياسية والدبلوماسية مع الولايات المتحدة، متهما واشنطن بالوقوف وراء محاولة استبداله برئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) خوان جوايدو، اعتبرت الولايات المتحدة أنه لا يحق لمادورو قطع العلاقات معها وطرد دبلوماسييها من كاراكاس.

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن مادورو ليس لديه سلطة طرد الدبلوماسيين الأمريكيين، بعد أن أمهل واشنطن 72 ساعة لسحب دبلوماسييها من بلاده.

وتابع بومبيو في بيان «الولايات المتحدة لا تعترف بنظام مادورو كحكومة لفنزويلا» ، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في وقت سابق أمس الأول اعترافه بجوايدو الذي نصب نفسه رئيسا موقتا لفنزويلا.

وأضاف «وبالتالي الولايات المتحدة لا تعتبر الرئيس السابق نيكولاس مادورو لديه السلطة القانونية لقطع العلاقات مع الولايات المتحدة أو إعلان دبلوماسيينا أشخاصا غير مرغوب فيهم»، و دعا وزير الخارجية الأمريكي قوات الأمن الفنزويلية لدعم الديمقراطية»، قائلا إن الولايات المتحدة ستتطلع إلى تقديم المساعدات الإنسانية إلى البلاد.

وقال بومبيو «نكرر دعوتنا للقوات العسكرية الفنزويلية وقوات الأمن لدعم الديمقراطية وحماية جميع المواطنين الفنزويليين، والولايات المتحدة تقف على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدات الإنسانية إلى شعب فنزويلا حسبما تسمح الظروف».

وتابع الرئيس الفنزويلي «تقود الحكومة الإمبريالية للولايات المتحدة عملية لفرض تعيين حكومة دمية، تخدم مصالح واشنطن، لكن الأمر بيد الشعب الذي يختار رئيسه».

واستطرد قائلا «لديهم الرغبة في أن يحكموا فنزويلا من واشنطن»، ملقيا باللائمة وراء مثل هذه التحركات على «الحماقة الشديدة من (الرئيس الأمريكي) ضد فنزويلا».

وقال ترمب، إن كل الخيارات مطروحة فيما يتعلق بفنزويلا، عقب اعترافه بزعيم المعارضة، وقال للصحفيين في البيت الأبيض «لا نبحث أي شيء لكن كل الخيارات مطروحة».

فيما أعرب جوايدو عن شكره لترمب على اعترافه به، وهو الموقف الذي انضمت إليه دول عدة، بينما عارضته روسيا وتركيا وكوبا وبوليفيا التي أعربت عن دعمها لمادورو.

وتعهد الجيش الفنزويلي بالوقوف إلى جانب مادورو، وقال وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو في تغريدة عبر تويتر «اليأس وعدم التسامح يهاجمان سلام الأمة، نحن جنود الوطن لا نقبل رئيسا يفرض في ظلال مصالح غامضة، والجيش يدافع عن دستورنا ويضمن السيادة الوطنية».

وأعلن نائب رئيس الحزب الحاكم في فنزويلا ديوسدادو كابيلو أن «نيكولاس مادورو» هو رئيس البلاد.

ونقلت صحيفة «إل ناسيونال» اليومية عن نائب رئيس الحزب الحاكم قوله « فليأت من يرغب أن يكون رئيسا للبلاد إلى قصر ميرافلوريس الرئاسي، ليرى المواطنين هناك وهم يدافعون عن نيكولاس مادورو».

حوار سياسي

هذا ودعا أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع أطراف العملية السياسية في فنزويلا إلى الدخول في حوار سياسي لحل الأزمة الراهنة بالبلاد، وأكد ضرورة إجراء تحقيق شفاف ومستقل فيما تردد عن سقوط ضحايا وسط المظاهرات والاضطرابات في فنزويلا.

و أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن «أوروبا تدعم إعادة الديمقراطية» في فنزويلا، «بعد الانتخاب غير المشروع لنيكولاس مادورو في مايو 2018»، ولم يذكر ماكرون على حسابه على «تويتر» أمس، اسم جويدو بشكل محدد، و أشادت فرنسا بـ «شجاعة مئات الآلاف من الفنزويليين الذين خرجوا للشوارع من أجل حريتهم».

دعوات أوروبية

ودعا الاتحاد الأوروبي إلى إجراء انتخابات جديدة في فنزويلا، ونقلت وكالة أنباء بلومبرج عن منسقة شؤون السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني، بأن الاتحاد الأوروبي يدعم الجمعية الوطنية (البرلمان) التي تسيطر عليها المعارضة، ويدعو الاتحاد الأوربي لبدء عملية سياسية على الفور تؤدي إلى انتخابات حرة وذات مصداقية».

وأوضحت أن «الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء مستعدون لاستعادة الديمقراطية وحكم القانون في فنزويلا عن طريق عملية سياسية سلمية تتماشى مع الدستور الفنزويلي».

وتعهدت 11 دولة أمريكية أعضاء في مجموعة ليما، التي تم تشكيلها في 2017 لإيجاد حل للأزمة الفنزويلية، وبتقديم «الدعم الكامل لجوايدو»، وجاء في بيان وقعته الأرجنتين والبرازيل وكندا وكولومبيا وكوستاريكا وجواتيمالا وهندوراس وبنما وباراجواي وبيرو أن الدول الـ11 اتخذت القرار «أمام عدم شرعية نظام نيكولاس مادورو»، ولم توقع المكسيك وسانت لوسيا، وهما أيضا ضمن مجموعة ليما على البيان.

وقال مسؤول بوزارة الخارجية الكندية إن بلاده ستحذو حذو واشنطن ومنظمة الدول الأمريكية والبرازيل وباراجواي في الاعتراف بخوان جوايدو رئيسا موقتا للبلاد.

روسيا والصين

استنكرت روسيا قرار الولايات المتحدة بدعم جوايدو، وحذرت الخارجية الروسية من «سيناريو كارثي» إذا ما تدخلت الولايات المتحدة عسكريا في فنزويلا.، وقالت في بيان :»هذا الاعتراف الفوري هدفه فقط تقسيم المجتمع الفنزويلي وزيادة حدة عدم استقرار الوضع الداخلي، وأن واشنطن تتجاهل أعراف ومبادئ القانون الدولي، ومن الواضح أن أحدا يريد استبدال الحكومات المزعجة له».

وشددت الخارجية على أن فنزويلا شريك استراتيجي لروسيا، ولا توجد لديها أية نية لإنهاء التعاون معها.

ودعت الصين جميع أطراف الأزمة في فنزويلا للالتزام بالهدوء والسعي للتوصل» لحل سياسي» ، وقالت إنها لا تتدخل في المسائل الداخلية للدول الأخرى.

13 قتيلا

في غضون ذلك، تظاهر آلاف الأشخاص في أنحاء متفرقة من فنزويلا، للمطالبة برحيل مادورو، وذكرت منظمة «أوبزرفاتوريو دي كونفليستوس» غير الحكومية عبر تويتر أن 13 شخصا على الأقل قتلوا أثناء الاحتجاجات، وأفادت وسائل إعلام محلية بأن قوات الأمن استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفرق المحتجين، كما نظم أنصار الحكومة مسيرات مضادة أيضا في العاصمة.

فيما أعلنت كوبا وبوليفيا وتركيا وروسيا أمس الأول، وقوفها مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وأعربت عن «التضامن» معه ضد التحركات الرامية إلى عزله.