برجس حمود البرجس

ساعات العمل المرنة

الأربعاء - 23 يناير 2019

Wed - 23 Jan 2019

شركات كثيرة في دول مختلفة لديها أنظمة متعددة لساعات العمل المرنة، فهناك خيارات تتاح للموظفين لتلائم ظروفهم والظروف المحيطة بهم، ودائما يكون الهدف منها التسهيل على الموظفين لينعكس ذلك على أدائهم ولائهم لعملهم ورفع كفاءتهم وإنتاجيتهم.

المرونة لساعات العمل تتيح للموظف المرونة مع ظروفه الخاصة، فمثلا يبدأ ساعة عمله بعد توصيل ابنه للمدرسة وابنته للجامعة أو حتى توصيل زوجته لعملها، والبعض الآخر يستفيد من تفادي زحام الطرقات بتأجيل أو تبكير ساعة عمله. ظروف الموظفين مختلفة والمرونة ستساهم في حل كثير من المشكلات والعقبات التي يواجهها الموظف.

عند الحديث عن «ساعات العمل المرنة» يجب أن نكون على يقين أنه يلزم العمل على نظام متكامل يمنع تلاعب واستغلال ثغرات هذه الميزة المرنة، والبصمة ستكون بالمرصاد لمن يحاول التلاعب، فغالبية الشركات تستخدم البصمة لتوثيق ساعة دخول الموظف للعمل وساعة خروجه منه.

سأذكر بعض النماذج المعتادة لساعات العمل المرنة، ومن المهم أن نعي أنه كلما سهلنا على الموظف لاحظنا زيادة إنتاجيته، ومن المهم أيضا أن نعي أن مرونة ساعات العمل لا تناسب كل الأعمال، فمثلا المدارس لا تناسبها ساعات العمل المرنة كمفهوم عام وهناك استثناءات. وهناك أيضا شركات تسمح بمرونة ساعات العمل لأقسام محددة تتناسب مع أعمالها، بل وتستفيد الشركة من ذلك أكثر من الموظف نفسه، وفي المقابل هناك أقسام لا تناسبها مرونة ساعات العمل.

شركات كثيرة في الخارج عملها يبدأ الساعة السابعة صباحا حتى الرابعة عصرا مع وجود ساعة ظهرا لتناول الغداء. بعض هذه الشركات تسمح لمن أراد أن يتناول غداءه الذي أحضره من المنزل أثناء العمل فلا يفضل التوقف للغداء ويواصل العمل، فتسمح له الشركة أن ينهي دوامه الساعة الثالثة وليس الرابعة عصرا. وتسمح بعض هذه الشركات ببدء ساعة العمل أي وقت بين السابعة والتاسعة صباحا لمن أراد من الموظفين، فيكون الخروج بعد إكمال ساعات العمل الثماني، أي إن من يحضر الثامنة صباحا يخرج الخامسة مساء، ومن يبدأ العمل التاسعة صباحا يخرج السادسة مساء.

لن أطيل بموضوع الساعات ولكن هناك تجربة في بعض الشركات وهي متاحة لمن أراد من موظفيها، حيث يعمل الشخص تسعة أيام في أسبوعين بدلا من عشرة أيام ليسعد بثلاثة أيام عطلة نهاية الأسبوع كل أسبوعين، بشرط تعويض ذلك اليوم خلال التسعة أيام التي يعملها، فيكون هناك زيادة عمل لمدة 45 دقيقة يوميا.

طبعا أحد أهم الفوائد بعد الولاء والإخلاص والعطاء بالعمل هو امتداد ساعات العمل، فمثلا قسم خدمات العملاء في شركة يعمل فيه 100 شخص، فإذا كان لديهم مرونة لساعات العمل فإن التغطية ستكون 11 ساعة بدلا من 8 ساعات، حيث سيتناوب الموظفون على ساعة الغداء، بعضهم يأخذها من الثانية عشرة إلى الواحدة ظهرا، والبعض الآخر من الواحدة إلى الثانية ظهرا، وبما أن ساعات الدخول للعمل ستكون مرنة من السابعة إلى التاسعة صباحا سيكون الخروج من العمل بين الرابعة والسادسة، في نهاية المطاف سيكون التواجد والتغطية للقسم 11 ساعة من الساعة السابعة صباحا حتى السادسة مساء.

خلق بيئة عمل مرنة ومريحة يجعل من الموظف مبتكرا ومجتهدا، وبالتالي تتحول البيئة إلى بيئة عمل جاذبة وليست طاردة.

رفع الكفاءة ليس بفصل موظفين وتقليص أعدادهم لخفض التكاليف، وليس بتقليص حجم العمل لخفض التكاليف أيضا، بل برفع إنتاجية كل موظف، ورفع إنتاجية كل جهاز ومعدة بالمصنع والمعمل، والتركيز على رفع التسويق والمبيعات لرفع الإيرادات، وبالتالي نمو الشركة وتوسع المنشأة. الموظفون ليسوا آلات، بل شركاء نجاح في البيئة الجاذبة للابتكار والفكر والإبداع.

@Barjasbh