دفع الغزو الأمريكي لأفغانستان في 2001، والخوف من عودة تنظيم داعش في أفغانستان وقضايا المياه، طهران لزيادة مشاركتها مع طالبان.
وأجرت إيران اتصالات سرية مع حركة طالبان، وأعلن سكرتير مجلس الأمن القومي الأعلى الإيراني علي شمخاني أخيرا هذه العلاقة، مدعيا أن الاتصالات جرت بهدف «كبح المشاكل الأمنية في أفغانستان» طبقا لموقع Telegraph.
العلاقة مع طالبان
لطالما شهدت العلاقات بين إيران وطالبان صعودا وهبوطا، وخلال فترة حكم الأخيرة، رأت طهران أن الجماعة تشكل تهديدا لمصالحها.وتوصل الجانبان تقريبا إلى صدام مباشر في سبتمبر 1998، عندما اختطفت طالبان وقتلت تسعة دبلوماسيين إيرانيين وصحفيا في القنصلية الإيرانية في مزار الشريف.
وتعهد الحرس الثوري الإيراني بالانتقام واستعد لشن هجوم شامل. لكن الأزمة انتهت دون صدام كبير، ودفعت العملية العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة في 2001 التي أدت إلى انهيار حكم طالبان، القيادة الإيرانية إلى إعادة النظر في حساباتها الأصلية وإعادة تقويم نهجها. ورحبت بالشخصيات رفيعة المستوى من طالبان الذين فروا إلى إيران، على سبيل المثال عبدالقيوم ذاكر والملا نعيم باريش وبدأوا في تقديم الدعم لمقاتلي طالبان.
محاربة ISAF
تنظر طهران إلى طالبان باعتبارها نقطة نفوذ مفيدة ضد واشنطن، وأنشئت قوات المساعدة الدولية من قبل الأمم المتحدة في 2002، لإرساء الأمن في أفغانستان، و(ISAF) وهي قوة تابعة لحلف الناتو تتكون من قوات أمريكية وبريطانية وكندية وغيرها، وكلفت بتدريب الجيش الأفغاني الوليد وحماية حكومة حامد كرزاي وخليفته، أشرف غني.
ونظر النظام الإيراني إلى هذه القوة الدولية بقلق، لأنها تخشى من أن تستخدم واشنطن أفغانستان كقاعدة لشن هجوم حربي على إيران. وهكذا أصبحت طهران تمارس تمرد طالبان كأداة لإبقاء القوات الأمريكية منشغلة، بحسب موقع Tolo News
وتشير تقارير الاستخبارات إلى أن الدعم العسكري والمالي من طهران لطالبان تصاعد في الواقع منذ ذلك الحين. واتهم المسؤولون العسكريون الأفغان الحرس الثوري بتقديم دعم عسكري ومالي ولوجستي للجماعة الإرهابية، لدرجة أن هذا الدعم مكن طالبان من الاستيلاء على مناطق في غرب أفغانستان، بما في ذلك مقاطعتي فرح وغور، ومنطقة تيوارا.
كانت محاربة قوة ISAF مجرد أحد أهداف قوة القدس في أفغانستان، وشكل تهريب المخدرات من أفغانستان إلى إيران عملا مربحا لقوة القدس، في 2012 أشارت الخزانة الأمريكية (DOT) إلى أن قائد قوة القدس في مكتب زاهدان الجنرال غلام رضا باغباني، ما هو إلا مهرب مخدرات، ومقابل الأعمال التجارية الإيرانية نقل المتاجرون الأفغان الأسلحة لطالبان.
داعش في أفغانستان
أزعج ظهور تنظيم داعش في أفغانستان خاصة في المحافظات المتاخمة لإيران، النظام الإيراني، مما دفع القيادة إلى تكثيف مشاركتها مع طالبان، وعلى عكس القاعدة وطالبان الأكثر قدرة على التحمل، يشكل داعش المتطرف المعادي تهديدا حقيقيا لمصالح إيران في أفغانستان.
وبالتالي، فإن توفير تدريب أفضل لحركة طالبان لم يكن مجرد وسيلة لتقويض قوة المساعدة الأمنية الدولية التي تقودها الولايات المتحدة، بل كان بمثابة حاجز أمام إقامة داعش جديدة عبر الحدود الأفغانية.
وتشير تقارير مختلفة إلى أن الحرس الثوري الإيراني أنشأ معسكرا تدريبيا في ولاية خراسان الجنوبية لتدريب مقاتلي طالبان، وتزويدهم بالأسلحة والمتفجرات. ويقال إن مؤسسة الإمام الخميني للإغاثة في المحافظة نفسها تتبرع بكميات لا حصر لها من رأس المال إلى الجماعة الإرهابية بالإضافة إلى دعوة المتطوعين للقتال إلى جانب قوات طالبان.
تخريب السلام
تجدر الإشارة إلى أن إعلان إيران عن علاقاتها مع حركة طالبان جاء بعد أيام من ظهور تقارير حول المحادثات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان حول مقترحات لوقف إطلاق النار في أفغانستان.
وترسل إيران رسالة إلى واشنطن وكابل مفادها بأنه إذا لم تعالج مخاوفها فإنها يمكن أن تخرب أي محاولة لتحقيق سلام دائم في أفغانستان. بالتأكيد، نظرا لعلاقات إيران مع طالبان وقرار ترمب لسحب نصف القوات الأمريكية من أفغانستان، ستكون إيران قادرة على توسيع نفوذها السياسي والاقتصادي والطائفي في ذلك البلد.
وأجرت إيران اتصالات سرية مع حركة طالبان، وأعلن سكرتير مجلس الأمن القومي الأعلى الإيراني علي شمخاني أخيرا هذه العلاقة، مدعيا أن الاتصالات جرت بهدف «كبح المشاكل الأمنية في أفغانستان» طبقا لموقع Telegraph.
العلاقة مع طالبان
لطالما شهدت العلاقات بين إيران وطالبان صعودا وهبوطا، وخلال فترة حكم الأخيرة، رأت طهران أن الجماعة تشكل تهديدا لمصالحها.وتوصل الجانبان تقريبا إلى صدام مباشر في سبتمبر 1998، عندما اختطفت طالبان وقتلت تسعة دبلوماسيين إيرانيين وصحفيا في القنصلية الإيرانية في مزار الشريف.
وتعهد الحرس الثوري الإيراني بالانتقام واستعد لشن هجوم شامل. لكن الأزمة انتهت دون صدام كبير، ودفعت العملية العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة في 2001 التي أدت إلى انهيار حكم طالبان، القيادة الإيرانية إلى إعادة النظر في حساباتها الأصلية وإعادة تقويم نهجها. ورحبت بالشخصيات رفيعة المستوى من طالبان الذين فروا إلى إيران، على سبيل المثال عبدالقيوم ذاكر والملا نعيم باريش وبدأوا في تقديم الدعم لمقاتلي طالبان.
محاربة ISAF
تنظر طهران إلى طالبان باعتبارها نقطة نفوذ مفيدة ضد واشنطن، وأنشئت قوات المساعدة الدولية من قبل الأمم المتحدة في 2002، لإرساء الأمن في أفغانستان، و(ISAF) وهي قوة تابعة لحلف الناتو تتكون من قوات أمريكية وبريطانية وكندية وغيرها، وكلفت بتدريب الجيش الأفغاني الوليد وحماية حكومة حامد كرزاي وخليفته، أشرف غني.
ونظر النظام الإيراني إلى هذه القوة الدولية بقلق، لأنها تخشى من أن تستخدم واشنطن أفغانستان كقاعدة لشن هجوم حربي على إيران. وهكذا أصبحت طهران تمارس تمرد طالبان كأداة لإبقاء القوات الأمريكية منشغلة، بحسب موقع Tolo News
وتشير تقارير الاستخبارات إلى أن الدعم العسكري والمالي من طهران لطالبان تصاعد في الواقع منذ ذلك الحين. واتهم المسؤولون العسكريون الأفغان الحرس الثوري بتقديم دعم عسكري ومالي ولوجستي للجماعة الإرهابية، لدرجة أن هذا الدعم مكن طالبان من الاستيلاء على مناطق في غرب أفغانستان، بما في ذلك مقاطعتي فرح وغور، ومنطقة تيوارا.
كانت محاربة قوة ISAF مجرد أحد أهداف قوة القدس في أفغانستان، وشكل تهريب المخدرات من أفغانستان إلى إيران عملا مربحا لقوة القدس، في 2012 أشارت الخزانة الأمريكية (DOT) إلى أن قائد قوة القدس في مكتب زاهدان الجنرال غلام رضا باغباني، ما هو إلا مهرب مخدرات، ومقابل الأعمال التجارية الإيرانية نقل المتاجرون الأفغان الأسلحة لطالبان.
داعش في أفغانستان
أزعج ظهور تنظيم داعش في أفغانستان خاصة في المحافظات المتاخمة لإيران، النظام الإيراني، مما دفع القيادة إلى تكثيف مشاركتها مع طالبان، وعلى عكس القاعدة وطالبان الأكثر قدرة على التحمل، يشكل داعش المتطرف المعادي تهديدا حقيقيا لمصالح إيران في أفغانستان.
وبالتالي، فإن توفير تدريب أفضل لحركة طالبان لم يكن مجرد وسيلة لتقويض قوة المساعدة الأمنية الدولية التي تقودها الولايات المتحدة، بل كان بمثابة حاجز أمام إقامة داعش جديدة عبر الحدود الأفغانية.
وتشير تقارير مختلفة إلى أن الحرس الثوري الإيراني أنشأ معسكرا تدريبيا في ولاية خراسان الجنوبية لتدريب مقاتلي طالبان، وتزويدهم بالأسلحة والمتفجرات. ويقال إن مؤسسة الإمام الخميني للإغاثة في المحافظة نفسها تتبرع بكميات لا حصر لها من رأس المال إلى الجماعة الإرهابية بالإضافة إلى دعوة المتطوعين للقتال إلى جانب قوات طالبان.
تخريب السلام
تجدر الإشارة إلى أن إعلان إيران عن علاقاتها مع حركة طالبان جاء بعد أيام من ظهور تقارير حول المحادثات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان حول مقترحات لوقف إطلاق النار في أفغانستان.
وترسل إيران رسالة إلى واشنطن وكابل مفادها بأنه إذا لم تعالج مخاوفها فإنها يمكن أن تخرب أي محاولة لتحقيق سلام دائم في أفغانستان. بالتأكيد، نظرا لعلاقات إيران مع طالبان وقرار ترمب لسحب نصف القوات الأمريكية من أفغانستان، ستكون إيران قادرة على توسيع نفوذها السياسي والاقتصادي والطائفي في ذلك البلد.