صلاح صالح معمار

4 قواعد لبناء العقلية البسيطة!

الاحد - 20 يناير 2019

Sun - 20 Jan 2019

نقلت مجلة «لوفيجارو» الفرنسية عن ميليندا جيتس - زوجة بيل جيتس أغنى رجال الأرض - قولها إنها وزوجها يرفضان أن يحيا أولادهما الثلاثة حياة الأثرياء والاعتياد على التبذير، حتى يشعروا بأهمية العمل وقدسيته من أجل استكمال مسيرة الأب الناجحة وإعلاء ما بناه وليس تدمير ما بناه. وتقول كذلك إن الأموال المطلقة مثل السلطة المطلقة مفسدة ما بعدها، محذرة من أن الأبناء الذين يتربون على الإنفاق دون حدود يقعون في الغالب في براثن المخدرات والفشل. وقالت إنها تحرص على ألا تمنح أولادها إلا ما يكفي حاجتهم من مصروف لا يتيح لهم إلا شراء وجبة رخيصة الثمن، وكذلك أكدت اعتمادهم على ذواتهم دون مساعدة خدم، وحياتهم عنوانها البساطة! العقلية البسيطة منهج شرعي لدينا ولكن أراه بشكل واضح لدى الغرب! ومؤخرا حضرت مع ابني حفل ميلاد أحد زملائه بالمدرسة، ودون مبالغة قد تكون قيمة الحفلة كاملة والتي حضرها 10 أطفال نحو 20 دولارا! ومن قام بهذا الحفل أسرة أمريكية غنية! والمدهش كان مستوى السعادة والرضا المرسوم على الأطفال أعلى بكثير من مستواه في حفلات مشابهة تكلفتها تجاوزت آلاف الريالات! لذا بناء العقلية البسيطة أصبح مهما في هذه الحياة المادية المعقدة، ويصنع لنا شخصيات حقيقية متصالحة مع ذاتها، ومنطلقها في هذا أربع قواعد مهمة.

-1 قيمة الشيء لا سعره:

منذ الصغر يجب أن يكون التركيز على القيمة الفعلية للشيء وليس سعر الشيء، فالقيمة الكبرى من وجود سيارة هي وسيلة لتسهيل الحركة بغض النظر عن نوعها وسعرها، وكذلك الحال عند شراء حقيبة يد للإناث الهدف منها مساعدتها على حمل الأغراض الشخصية بغض النظر عن سعرها وماركتها! حتى ينمو منذ وقت مبكر التركيز على قيمة الشيء وليس سعره، مما يخفف اللهث نحو المظاهر فيصبح الشخص ظاهره غاليا وداخله رخيصا.

-2 الهدف العام لا الوسيلة:

من المهم أن نربي الجيل على فكر الغاية والوصول للغاية بوسائل متعددة، لأنه ليس من المهم أن أقوم بحفل تخرج مكلف جدا يتحدث عنه الجميع، بل المهم أن أصل للسعادة مع أناس يتمنون لي السعادة وبأبسط الوسائل حتى لو كانت على شاي وبسكويت! وليس المهم عمل حفل زفاف يكون صداه لسنوات بل توفير هذا المال للعيش بكرامة لسنوات.

-3 مقارنة حالي بحالي:

المقارنة بالآخرين لا منتهى لها وهي أحد أسباب جحد النعم! والواعي هو من يقارن حاله بحاله، وسيجد أن نسبة الرضا ستكون عالية. والمؤلم أن أحد أمراض هذا العصر هو التركيز على الأشياء التي لا نملكها وعدم الاستمتاع بالنعم التي نملكها، فيتبخر الإحساس بأي نعمة تحصل لنا فور مقارنتها بحال شخص أفضل مني في هذه الزاوية دون النظر الى باقي الزوايا! بل وبمقارنة ظاهرية ومادية بحتة دون البحث عن القيم العليا كالسعادة والأمن والصحة وغيرها.

-4 قيمتي داخلية لا خارجية: منذ الصغر يجب زرع عقيدة ثابتة لدى صغارنا بأن قيمتهم الحقيقية في أخلاقهم وفكرهم وثقافتهم وما يملكون من معارف ومهارات واتجاهات إيجابية، لا ما يشترون من ملابس وكماليات وسيارات فارهة ومنازل فخمة! الاحترام والقيمة الحقيقية لا يشتريان من خلال ما نشتري! بل من خلال ما نملكه من صحة نفسية وتصالح ذاتي ينتج عنه تصالح خارجي يؤدي إلى بساطة خارجية وفخامة داخلية.

S_Meemar@