عطية الثقفي

رهف الضحية

السبت - 19 يناير 2019

Sat - 19 Jan 2019

لم تكن المراهقة رهف الشمري أول من يسلك هذا السلوك، لكن الأمر ربما يزداد في زمننا بفعل الإغراءات عن طريق جهات مشبوهة تصور لضعاف العقول حياة كريمة تنتظرهم إن هم تركوا أوطانهم وخرجوا من بلادهم، لكنهم لا يلبثون طويلا حتى يكتشفوا أنهم وقعوا ضحية غفلتهم وجهلهم.

ولا يعيب البلد الذي يحصل من أحد مواطنيه ذلك، وهذا ما يجب أن يعرفه عامة الناس في الداخل والخارج.

ولكن اللافت للأنظار هو ما فعلته وتفعله بعض وسائل الإعلام والحاقدين من توظيف هذه الحادثة الفردية إلى رأي عام عالمي ومسبة لبلادنا، معتقدين وهما أنهم بذلك الضجيج سينالون من مكانة بلادنا الدينية والسياسية والاجتماعية، ووصل بهم السفه إلى تأويل أن تصرف تلك الفتاة يعود في أصله إلى أسباب أن المجتمع السعودي بلغت به الأمور إلى درجة الخروج عن الدين، وهذا منتهى الكذب والسخافة والصفاقة وقلة العقل.

وليس أدل على ذلك من استقبال وزيرة الخارجية الكندية بنفسها لتلك المراهقة لإعطاء القضية الصفة الرسمية وبعدا دوليا كبيرا.

ونسي أولئك الغوغائيون أن أعدادا كبيرة من البارزين في مجتمعاتهم يطلبون اللجوء السياسي والاجتماعي إلى دول أخرى، سواء كانوا من العرب أو من العجم، ولم يتحدث الإعلام عنهم كما تحدثت قناة الجزيرة وغيرها عن مراهقة تخلت عن أسرتها وتركت بلدها الذي يتمنى معظم سكان المعمورة أن يعيشوا على أرضه أرض الأمن والأمان والرخاء والاستقرار.

وفي ذلك ما يدل على أن المهم عند أولئك الحاقدين ليست الفتاة الهاربة لذاتها، ولكن الواضح أن المقصود هو البحث عن أي قضية تافهة كهذه لإلصاق التهم بالمملكة، بعد أن نفدت كل محاولات تجييش الرأي العالمي ضد المملكة بعد حادثة خاشقجي التي التزمت حكومتنا حيالها الصمت بعد الإعلان الرسمي عنها من النيابة العامة.

الصمت والتجاهل وعدم مجاراة الإعلام الهابط أغاظتهم كثيرا وخيبت آمالهم وأفقدتهم صوابهم، فبدؤوا في البحث عن أي شيء يسيء إلى المملكة. ولا أدري إلى متى يظل الإعلام المشبوه يبحث عما يعتقد أنه يضر ببلادنا؟!