نورة الكدادات

هل صاحب القلب الأبيض ساذج؟

السبت - 19 يناير 2019

Sat - 19 Jan 2019

كان أحدهم قد كتب تغريدة يقول فيها «الذي يكشف جميع أوراقه إما أن يكون غبيا أو خبيثا»، فعارضه أحد المتابعين، وقال «إن الذي يكشف أوراقه ليس غبيا؛ بل قلبه أبيض ونيته طيبة»، فكتبت هذه المقالة حتى أجلي الغموض وأوضح المقصد من القلب الأبيض الذي نصف به كثيرا من الأشخاص، ولكن وصفنا قد يكون خاطئا.

ما مفهوم القلب الأبيض الدارج في مصطلحاتنا الحياتية؟ هل نقصد به ذلك الشخص ضعيف الشخصية، ناقص الحكمة، متردد الرأي، مسلوب الحق؟ وهل نقصد به الشخص الذي يتحدث في كل شيء، ومع أي أحد، ويكشف حياته الخاصة في كل موقف؟ إن كان هذا هو المفهوم، فعذرا على الحكم الجارح، لكنه قلب غبي وساذج؛ لأن القلب الأبيض هو الذي تكون نيته حسنة مع الآخرين، ومشاعره صادقة تجاههم، ومحبا للخير، وواعيا لما يقول، ومتى يقول، ولمن يقول.

وألاحظ أن كثيرين يخلطون بين طهارة القلب وسذاجة التصرف، وقد قال النبي الكريم «يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير»، وفي حديث آخر «أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوبا وأرق أفئدة»، والشاهد في العلاقة بين الرقة والإيمان، والحكمة والفقه، فلين التصرف لا يعني الضعف، وقوة القرار لا تعني العنف.

ولذلك لا يتساوى التصرف السليم الذي يتميز بحكمة العقل وصفاء القلب مع التصرف الساذج الذي تنقصه حكمة العقل ورزانة الفعل.