قصة الفتاة التي حماها عملاقان!

دعوني أعد بذاكرتكم إلى الوراء قليلا، لأحكي لكم عن قصة شهيرة خدعنا بأحداثها التي رويت لنا بقالب فنتازي مبالغ فيه

دعوني أعد بذاكرتكم إلى الوراء قليلا، لأحكي لكم عن قصة شهيرة خدعنا بأحداثها التي رويت لنا بقالب فنتازي مبالغ فيه

الأحد - 15 نوفمبر 2015

Sun - 15 Nov 2015



دعوني أعد بذاكرتكم إلى الوراء قليلا، لأحكي لكم عن قصة شهيرة خدعنا بأحداثها التي رويت لنا بقالب فنتازي مبالغ فيه.

سوف أعيد عليكم سرد هذه القصة ولكن بإضافة الكواليس لها، لنبدأ: قررت الفتاة «المسلمة» العودة إلى منزلها الواقع في مدينة باريس الفرنسية عبر أحد قطارات المترو، لكنها تأخرت إلى قبيل منتصف الليل، وقد سمعت تحذيرات عن وجود اللصوص والمجرمين الذين يبيعون أعضاء البشر - كما رويت لي- فعلا لم يكن في محطة المترو إلا هي ورجل مريب، أو لنقل زاده تأخر الوقت وخلو المكان ريبة، يلبس جاكيتا طويلا وغطاء للرأس يخفي ملامح وجهه، مهيأ تماما لأن يكون من «المافيا» كما وصفوا لهذه الفتاة في تحذيراتها.

تأخر المترو عن موعده دقائق - لحبكة القصة طبعا - مما زاد هذه الفتاة خوفا، والمسكينة تخيلت أسوأ السيناريوهات لمصيرها المحتوم مع هذا الرجل، وتذكرت في هذه الدقائق التي تكاد تمضي وكأنها سنوات «آية الكرسي»، قرأتها في خوف وابتهال وخشية، وفجأة..دعوني أولا أذكر لكم ما روي لي عن كيفية نجاة هذه الفتاة من هذا الوحش، وهو هدف كتابتي لهذا المقال، بروايتهم: وصل المترو وأقلهم لوجهتهم، نجت الفتاة! لكن كيف! أتاها رجل الأمن في اليوم التالي وسألها: ما الذي فعلته؟ أي نوع من التعاويذ استخدمت على ذلك الرجل؟ أجابته والدهشة بادية عليها: لم أستخدم شيئا ولم أفعل أي شيء، لماذا تسألني؟ لم يكن في المحطة سوانا.

قال: كنت أشاهدكم من كاميرات المراقبة، لقد عرف عن هذا الرجل أنه يتحين قبيل ساعات الليل الأخيرة لخطف الفتيات، وذلك في لحظة وصول المترو، لكنه هذه المرة تشنج فجأة ولم يستطع التحرك والإقدام على فعلته! وعندما قبضنا عليه وسألناه عن سبب عدم إمكانيته لخطف هذه الفتاة، قال إنه رأى حارسين عملاقين أحدهما يحمل بيده فأسا ضخما والآخر يحمل منجلا كبيرا، ظهرا من العدم يقفان بجانبها!أجهشت الفتاة بالبكاء وحمدت الله على سلامتها وعلى تسخيره سبحانه لهذين الملكين فقط لأنها قرأت آية الكرسي.

من المفترض والواجب عليّ أن أصحح هذه المفاهيم المغلوطة والتي يضخها أولياء أمورنا علينا ونحن أطفال بحجة تقوية إيماننا بالله سبحانه وتعالى، هل من المعقول أن الله يحفظنا بتلك الطريقة؟ أم إنه سبحانه يصرف عنا كل خطر وضرر ومصيبة بمنطقية أكثر من هذه الرواية الخيالية.

لست ناقما على هذه القصة، بالعكس فهي ولله الحمد جعلتني أتذكر هذه الآية العظيمة في كل موقف صعب أو خطير.

من الأجدر أن نعلم أبناءنا على الصدق والمنطقية من أجل أن يتذكروا الله في السراء والضراء، لا أن نعلمهم الأساطير من أجل أن يتذكروا الله سبحانه في الشدائد دون غيرها!