حسين باصي

هل الخطة المستقبلية للطاقة المتجددة تشكل خطرا على شركة الكهرباء؟

الخميس - 17 يناير 2019

Thu - 17 Jan 2019

نشر مكتب تطوير مشاريع الطاقة المتجددة في وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية في 9 يناير من العام الحالي خطة ومستهدفات الطاقة المتجددة في المملكة. وأظهرت هذه الخطة أن المستهدفات لإنتاج الطاقة المتجددة في السنوات الخمس المقبلة هي 27,3 جيجاوات، وتصل إلى 58,7 جيجاوات حتى عام 2030.

هذه المشاريع ستنفذ في أكثر من 35 موقعا في المملكة، وهي عبارة عن مشاريع للطاقة الشمسية الكهروضوئية، ومشاريع الطاقة الشمسية الحرارية المركزة، وطاقة الرياح.

هذه الأرقام لإنتاج الطاقة المتجددة كبيرة، وهي قريبة جدا من أعلى استهلاك حالي للكهرباء.

يبدو لي أن وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية تعمل بجدية عالية على تنفيذ الخطة، حيث تمت ترسية مشروع الطاقة الشمسية في سكاكا بحجم 300 ميجاوات قبل سنة تقريبا، وترسية طاقة الرياح في دومة الجندل لإنتاج 400 ميجاوات، كما أن المستهدف في إجمالي الإنتاج حتى عام 2019 يبلغ 3 جيجاوات متمثلة في 12 مشروعا للطاقة المتجددة.

جميع هذه الأرقام قد تشير إلى أن الشركة السعودية للكهرباء في خطر، فهل هذا الافتراض صحيح؟

لا أعتقد أن هذه المشاريع قد تشكل خطرا على الشركة السعودية للكهرباء لأسباب عدة، منها:

• الشركة السعودية للكهرباء مستمرة في توفير الطاقة بسعة تزيد على 80 جيجاوات، والمولدات عادة ما تكون مقرونة بصيانة دائمة وقطع الغيار المكلفة ومساحات كبيرة لتخزين هذه القطع. وهذه الصيانة تضيف تكلفة كبيرة على الشركة.

• كما أن الشركة السعودية للكهرباء كانت وما زالت تعمل على توفير الطاقة في أوقات الذروة، مما يعني أنها ملتزمة بتشغيل المحطات في فترة الصيف لتصل إلى أعلى قمة الذروة للكهرباء. وهذه أيضا تكلفة كبيرة على الشركة، حيث إنه من المجدي الشراكة مع مقدمي الكهرباء المستقلين لتوفير هذه الطاقة للمستفيدين بنسب مقبولة.

• إن من مصلحة شركة الكهرباء السعودية التخلص من المحطات التي تعمل بالديزل للتقليل من الأضرار البيئية، وذلك التزاما باتفاقية باريس للمناخ للتخلص من الانبعاثات البيئية السامة.

• سيساعد وجود عدد من مقدمي الكهرباء على الحد من بعض المشاكل الموجودة في منظومة الكهرباء بشكل عام، مثل المفاقيد التقنية وغير التقنية في الشبكة الوطنية للكهرباء. وهنالك أيضا مشكلة تقليل حدوث الحريق في محولات الطاقة والماكينات الأخرى التي قد تنتج بسبب الضغط العالي في الاستهلاك أثناء فترة الصيف الحار.

إن هذه الخطة مهمة جدا للاقتصاد والنمو المحلي، حيث إن من أهدافها تسريع توطين تقنيات الطاقة المتجددة الذي سيزيد الفرص الوظيفية بشكل كبير. كما أن من فوائد هذه الخطة تصدير منتجات الطاقة المتجددة الناتجة من الابتكارات الوطنية. وقد أشارت الخطة إلى إمكانية توطين 6 مكونات للطاقة المتجددة على المدى القصير ومكونين على المدى المتوسط و5 مكونات على المدى البعيد.

HUSSAINBASSI@