أمريكا تخطط لطرد إيران من العراق ولبنان
الثلاثاء - 15 يناير 2019
Tue - 15 Jan 2019
نشر موقع مركز التقدم الأمريكي دراسة اتصال شبكة الإرهاب العالمي بإيران، خلال شهادة أمام لجنة الأمن الداخلي التابعة لمجلس النواب حول مكافحة الإرهاب والاستخبارات على الدول الراعية للإرهاب.
ومن أجل مكافحة دعم إيران للإرهاب، يتمثل الحل في تطوير استراتيجية أكثر استباقية باستخدام مجموعة كاملة من أدوات الأمن القومي الأمريكية، بما في ذلك: الدبلوماسية، والتعاون مع الشركاء على الجبهات العسكرية، والاستخبارات، وإنفاذ القانون، والعمل العسكري الأمريكي المستهدف، والعقوبات المالية، والاتصالات الاستراتيجية.
دور إيران في المشهد الاستراتيجي في الشرق الأوسط
لا يزال الشرق الأوسط في صراع مستمر منذ عقود من الزمن من أجل النفوذ والتأثير بين الدول الرئيسية في المنطقة، وساهمت هذه المنافسة بين الدول في إضعاف نظام الدولة القومية في المنطقة. أصبحت دول مثل العراق وسوريا واليمن ساحات لهذه المنافسة الإقليمية حيث انهارت السلطات الحاكمة في صراعات داخلية من أجل السلطة والشرعية.
وسهل انهيار هياكل الدولة نمو السلطة والتأثير لمجموعة واسعة من الشبكات الإرهابية غير التابعة للدولة ذات الامتداد الإقليمي. المنظمات الإرهابية شبه الحكومية مثل حزب الله في لبنان وداعش برزت كفاعلين مهمين في هذه البيئة.
استغلت هذه الجماعات الفوضى الناجمة عن الصراع الطائفي والحرب الأهلية لتعميق جذورها في خطوط الصدع في المجتمعات الممزقة، وعملت بعض هذه المجموعات، بما في ذلك حزب الله، بالتنسيق مع ممثلين حكوميين مثل إيران لإظهار السلطة وتشكيل الأحداث في البلدان الأخرى.
منذ نحو 40 عاما خلال ثورة عام 1979، عملت إيران على تطوير شبكة عالمية واسعة النطاق من المنظمات الإرهابية والشبكات الإجرامية والشركاء السياسيين والوكلاء الذين يمتدون من أفغانستان إلى غرب أفريقيا وأمريكا اللاتينية، وشاركت هذه الشبكة في الإرهاب، ودعمت الميليشيات، وزادت من عدم الاستقرار.
ومولت إيران جماعات مسلحة تحدت سلطة الدولة بدعاية متطورة استخدمت الرموز الدينية والنداءات الطائفية، وتهدف هذه الحملات الإعلامية إلى تشكيل المفاهيم الشعبية في جميع أنحاء المنطقة وكثيرا ما تسعى إلى تحدي الشرعية السياسية للبلدان المجاورة.
أفغانستان
في أعقاب حرب أفغانستان في 2001، لعبت إيران في البداية دورا رئيسيا في مساعدة المجتمع الدولي على جمع الفصائل المختلفة في أفغانستان في المناقشات الدبلوماسية والسياسية التي أدت إلى تشكيل الأفغانيين الحكومي. في السنوات الأخيرة، قدمت إيران الدعم السري، بما في ذلك الأموال، والأسلحة، والتدريب، إلى المتمردين المعارضين للحكومة الأفغانية، وجندت الأفغان للعمل في الميليشيات الشيعية التي تقاتل في الحرب الأهلية السورية.
استفاد الحرس الثوري الإيراني ماليا من تجارة المخدرات غير المشروعة التي خرجت من أفغانستان، أكبر منتج للأفيون في العالم. إضافة إلى ذلك، يقول أعضاء أفغان في البرلمان ومسؤولون أمنيون إن عملاء الاستخبارات الإيرانيين يرشون مسؤولين حكوميين ويقدمون زيارات إلى إيران لتلقي الرعاية الطبية والأعمال التجارية. في الوقت الذي تعزز فيه الولايات المتحدة من ارتباطها العسكري بأفغانستان، يمكن لإيران زيادة جهودها لتقويض الحكومة الأفغانية.
العراق
يظل العراق مركزا رئيسيا للجاذبية بالنسبة لمشاركة إيران في الشرق الأوسط الكبير. في أكثر من 15 عاما منذ غزو عام 2003، انخرطت إيران في جهد متعدد الأوجه لتشكيل مستقبل العراق والتأثير فيه.
أقامت إيران علاقات سياسية قوية مع شخصيات رئيسية عبر جميع مستويات الحكومة العراقية، كما عرضت التمويل والأسلحة للميليشيات التي تعمل بالتنسيق مع قوات الأمن العراقية، إضافة إلى المشاركة السياسية والأمنية، مولت إيران وسائل الإعلام والحملات الإعلامية داخل العراق التي تصور إيران في ضوء إيجابي، كما زادت إيران من استثماراتها في الجهود الرامية إلى تعميق العلاقات الاقتصادية والثقافية والدينية مع العراق.
سوريا
كانت إيران وسوريا متوافقتان استراتيجيا لعقود من الزمن. العلاقات الثنائية بين البلدين تعمقت في السنوات السبع منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا. وكان تدخل إيران حيويا في الحفاظ على نظام بشار الأسد من خلال التمويل والأسلحة والقوات والميليشيات غير النظامية والدعم الدعائي.
استخدمت إيران أراض سوريا لإنشاء قواعد عسكرية هددت المصالح والحلفاء الأمريكيين، بما في ذلك إسرائيل. في فبراير 2018، اعترضت إسرائيل طائرة بدون طيار كانت تسير إيرانيا، وتسيرت في اختراق مجالها الجوي من سوريا وردت بعدد من الهجمات العسكرية المستهدفة في الأراضي السورية ضد أهداف إيرانية وسورية.
لبنان
لدى إيران علاقات عميقة مع الطائفة الشيعية اللبنانية، وخاصة حزب الله، الذي دعمته منذ إنشائه في 1982، واستخدمته لدفع أجندته الإقليمية وتحدي خصومه، بما في ذلك إسرائيل والولايات المتحدة. قدمت إيران التمويل والأسلحة إلى حزب الله لعقود، وفي السنوات الأخيرة، زودته بالصواريخ والصواريخ المتطورة التي تستهدف الأراضي الإسرائيلية.
إن الانتخابات المقبلة في لبنان في مايو تتيح فرصة أخرى لاختبار مدى تأثير حزب الله وتأثيره داخل النظام السياسي اللبناني، رغم أن معظم المراقبين يتوقعون أن يحتفظ حزب الله بنفوذه القوي.
اليمن
عرضت إيران دعما لحركة الحوثي التي تقاتل الحكومة المعترف بها دوليا. إن موقع اليمن الجغرافي على طول مضيق باب المندب في جنوب شرق البحر الأحمر يجعله نقطة جذب حيوية للتجارة العالمية بين القرن الأفريقي والشرق الأوسط. هذا الموقع يؤدي إلى قناة السويس والبحر الأبيض المتوسط جنوب أوروبا.
انتقدت لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة إيران بسبب انتهاكها حظر الأسلحة المفروض على اليمن.
دور حزب الله في الجهود الإيرانية لتوليد الطاقة والتأثير
تأسس حزب الله بدعم من إيران في أوائل الثمانينات كرد فعل على العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان. على مر السنين، استكمل حزب الله دعم إيران بتدفقات إضافية من العائدات من الشركات التجارية والشبكات الخيرية ذات الانتشار العالمي.
في سنواته الأولى، شارك حزب الله في مجموعة من الهجمات الإرهابية وأعمال العنف، بما في ذلك تفجيرات 1983 في السفارة الأمريكية والثكنات البحرية في لبنان. ومنذ ذلك الحين تطور حزب الله إلى أقوى قوة سياسية في حكومة الائتلاف اللبناني المنقسمة بشدة. كما استثمرت في شبكة دعم اجتماعية واقتصادية عميقة داخل البلد.
في السنوات الأخيرة، وسع حزب الله من منطقة عملياته في جميع أنحاء الشرق الأوسط بالتعاون مع إيران. وباعتباره منظمة عربية، تمكن من نقل وترديد إيديولوجية إيران بمصداقية أوسع بين الجماهير العربية. وأصبح يشارك بشكل متزايد في الحروب الأهلية في البلدان المجاورة.
مع توسيع وتعميق التدخل في الشرق الأوسط، حافظ حزب الله على شبكته العالمية لتمويل عملياته ووضع نفسه لتنفيذ هجمات إرهابية محتملة، ولا يشكل الهجوم على الولايات المتحدة أولوية قصوى بالنسبة لحزب الله، لا سيما في السنوات الأخيرة، مع سيطرة الشكوك في الشرق الأوسط على تركيز الحركة.
ومع ذلك، يواصل حزب الله إقامة شبكة لتمويل عملياته الشاملة والتحضير لحالات الطوارئ المحتملة التي قد تنطوي على هجمات مستقبلية على أهداف أمريكية.
وكشف المسؤولون الأمريكيون عن أدلة لعمليات مرتبطة بغسيل الأموال والتهريب والاتجار بالمخدرات وعمليات تزوير مرتبطة بحزب الله في نصف الكرة الغربي، بما في ذلك الولايات المتحدة.
لم يسبق لحزب الله أن هاجم الولايات المتحدة بشكل مباشر، ولكن هناك بعض الأدلة على الجهود المبذولة لوضع الخلايا النائمة لتطوير قدرات تشغيلية في أمريكا.
في يونيو 2017، ألقي القبض على شخص في نيويورك واتهم بمطار جون إف كينيدي، بالتحضير لهجوم محتمل لحزب الله.
توصيات لسياسة الولايات المتحدة
إن الدافع وراء استراتيجية إيران لإبراز القوة والنفوذ في الشرق الأوسط وما وراءه هي مجموعة متنوعة من العوامل - أيديولوجيتها ونظرتها العالمية، وتصوراتها عن التهديدات والفرص، ومناقشاتها السياسية الداخلية. دعمها لشبكات إرهابية مع الإقليمية والانتشار العالمي مثل حزب الله، وهو عنصر أساسي في استراتيجية متعددة الطبقات لها عناصر عسكرية ودبلوماسية وسياسية واقتصادية وعقائدية.
من أجل مواجهة التحديات التي تطرحها إيران، تحتاج الولايات المتحدة إلى استراتيجية متعددة الأوجه على جبهات عدة، وإن سياسة الولايات المتحدة الأكثر فاعلية للتصدي للتحديات التي تفرضها إيران وشبكتها العالمية للإرهاب ستعمل على خمس جبهات رئيسية:
1.تعزيز التعاون الاستخباراتي وإنفاذ القانون داخل وكالات الولايات المتحدة ومع الشركاء الإقليميين والعالميين.
2.الدفاع وتعزيز الشراكات العسكرية والأمنية في الشرق الأوسط.
يجب أن تكون جميع تيارات الدعم والتعاون العسكري التقليدي متزامنة ومتناسقة. منذ عام 2015، زادت الولايات المتحدة من جهودها للتنسيق مع شركائها في الشرق الأوسط في معالجة دور إيران المزعزع للاستقرار وشركائها الإقليميين مثل لعب حزب الله في سلسلة من الاجتماعات التي بدأت في كامب ديفيد في عهد الرئيس أوباما في عام 2015، وأجرت الولايات المتحدة حوارا مع الشركاء الإقليميين حول الآليات المشتركة للتعامل مع دور إيران في المنطقة. فيجب على الولايات المتحدة الاستمرار في العمل مع الشركاء في الخليج والحلفاء الرئيسيين مثل إسرائيل والأردن على عدد من الإجراءات، بما في ذلك:
• تطبيق وتنفيذ حظر الأسلحة الذي يهدف إلى الحد من تدفق الأسلحة إلى صراعات مثل اليمن وسوريا
• تعزيز الجهود المشتركة للدفاع ضد الهجمات الالكترونية التي ترعاها إيران وشركاؤها
• تطوير قدر أكبر من التنسيق فيما يتعلق بالتشغيل البيني للدفاع ضد القذائف التسيارية في الشرق الأوسط
• تكثيف الجهود لتبادل المعلومات ومنع تهريب الأسلحة غير المشروع في العمليات البحرية
3.زيادة الجهود الدبلوماسية لحل النزاعات في اليمن وسوريا.
تواصل إيران لعب دور مدمر في اليمن وسوريا. وفي الوقت نفسه، اتخذ بعض الشركاء الإقليميين الرئيسيين لأمريكا إجراءات غير منسقة ومن جانب واحد، أدت إلى تصعيد الصراعات وتقويض نظام الدولة في الشرق الأوسط. فالمنظمة الإرهابية مثل حزب الله والدول الراعية للإرهاب مثل إيران تميل إلى الازدهار في بيئات الصراع - فقد مكن الصراع في سوريا إيران وحزب الله من الوصول إلى أعلى بكثير من وزنهما في المنطقة.
تتعطل الدبلوماسية الأمريكية المتزايدة لحل هذه الصراعات بسبب التخفيضات المقترحة في الميزانية في العملية الأجنبية للولايات المتحدة وعدد من المناصب غير المعبأة في وزارة الخارجية بما في ذلك مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى والمراكز الرئيسية للسفراء في الشرق الأوسط.
4. التنافس مع إيران لتشكيل المشهد السياسي في العراق ولبنان.
ينبغي على الولايات المتحدة أن تعمل مع الشركاء للتنافس في البلدان الرئيسية حيث تعتبر إيران وحزب الله عناصر فاعلة رئيسية في المشهد السياسي. هذا يتطلب استثمارات كبيرة في وزارة الخارجية وغيرها من عناصرإسقاط قوة الولايات المتحدة خارج المؤسسة العسكرية.
يجب أن تعمل هذه المشاركة السياسية على تعزيز السيادة الوطنية لهذه الدول ودعم تحالفات جديدة تجذب الانقسامات الطائفية والعرقية القديمة التي تستغلها جهات خارجية مثل إيران.
5.الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني وضمان الامتثال الصارم لإيران.
في وقت ينعدم فيه الاستقرار الإقليمي على نطاق واسع، فإن الاتفاق النووي الشامل مع خطة إيران (JCPOA) لعام 2015 يقدم فوائد مهمة وملموسة للأمن الأمريكي والدولي.
فقد قيدت بشدة قدرة إيران على إنتاج سلاح نووي في العقد التالي، وأقام نظام تفتيش يزيد من معرفة المجتمع الدولي ببرنامج إيران النووي، ويعزز القدرة على اكتشاف أي تحرك محتمل من جانب إيران لبدء برنامج جديد للأسلحة.
يجب تعزيز بنود خطة العمل المشتركة الشاملة مع مرور الوقت، ويتطلب ذلك بشكل فعال استثمارا كبيرا في الدبلوماسية مع الشركاء الوثيقين للولايات المتحدة في أوروبا والشرق الأوسط.
ومن أجل مكافحة دعم إيران للإرهاب، يتمثل الحل في تطوير استراتيجية أكثر استباقية باستخدام مجموعة كاملة من أدوات الأمن القومي الأمريكية، بما في ذلك: الدبلوماسية، والتعاون مع الشركاء على الجبهات العسكرية، والاستخبارات، وإنفاذ القانون، والعمل العسكري الأمريكي المستهدف، والعقوبات المالية، والاتصالات الاستراتيجية.
دور إيران في المشهد الاستراتيجي في الشرق الأوسط
لا يزال الشرق الأوسط في صراع مستمر منذ عقود من الزمن من أجل النفوذ والتأثير بين الدول الرئيسية في المنطقة، وساهمت هذه المنافسة بين الدول في إضعاف نظام الدولة القومية في المنطقة. أصبحت دول مثل العراق وسوريا واليمن ساحات لهذه المنافسة الإقليمية حيث انهارت السلطات الحاكمة في صراعات داخلية من أجل السلطة والشرعية.
وسهل انهيار هياكل الدولة نمو السلطة والتأثير لمجموعة واسعة من الشبكات الإرهابية غير التابعة للدولة ذات الامتداد الإقليمي. المنظمات الإرهابية شبه الحكومية مثل حزب الله في لبنان وداعش برزت كفاعلين مهمين في هذه البيئة.
استغلت هذه الجماعات الفوضى الناجمة عن الصراع الطائفي والحرب الأهلية لتعميق جذورها في خطوط الصدع في المجتمعات الممزقة، وعملت بعض هذه المجموعات، بما في ذلك حزب الله، بالتنسيق مع ممثلين حكوميين مثل إيران لإظهار السلطة وتشكيل الأحداث في البلدان الأخرى.
منذ نحو 40 عاما خلال ثورة عام 1979، عملت إيران على تطوير شبكة عالمية واسعة النطاق من المنظمات الإرهابية والشبكات الإجرامية والشركاء السياسيين والوكلاء الذين يمتدون من أفغانستان إلى غرب أفريقيا وأمريكا اللاتينية، وشاركت هذه الشبكة في الإرهاب، ودعمت الميليشيات، وزادت من عدم الاستقرار.
ومولت إيران جماعات مسلحة تحدت سلطة الدولة بدعاية متطورة استخدمت الرموز الدينية والنداءات الطائفية، وتهدف هذه الحملات الإعلامية إلى تشكيل المفاهيم الشعبية في جميع أنحاء المنطقة وكثيرا ما تسعى إلى تحدي الشرعية السياسية للبلدان المجاورة.
أفغانستان
في أعقاب حرب أفغانستان في 2001، لعبت إيران في البداية دورا رئيسيا في مساعدة المجتمع الدولي على جمع الفصائل المختلفة في أفغانستان في المناقشات الدبلوماسية والسياسية التي أدت إلى تشكيل الأفغانيين الحكومي. في السنوات الأخيرة، قدمت إيران الدعم السري، بما في ذلك الأموال، والأسلحة، والتدريب، إلى المتمردين المعارضين للحكومة الأفغانية، وجندت الأفغان للعمل في الميليشيات الشيعية التي تقاتل في الحرب الأهلية السورية.
استفاد الحرس الثوري الإيراني ماليا من تجارة المخدرات غير المشروعة التي خرجت من أفغانستان، أكبر منتج للأفيون في العالم. إضافة إلى ذلك، يقول أعضاء أفغان في البرلمان ومسؤولون أمنيون إن عملاء الاستخبارات الإيرانيين يرشون مسؤولين حكوميين ويقدمون زيارات إلى إيران لتلقي الرعاية الطبية والأعمال التجارية. في الوقت الذي تعزز فيه الولايات المتحدة من ارتباطها العسكري بأفغانستان، يمكن لإيران زيادة جهودها لتقويض الحكومة الأفغانية.
العراق
يظل العراق مركزا رئيسيا للجاذبية بالنسبة لمشاركة إيران في الشرق الأوسط الكبير. في أكثر من 15 عاما منذ غزو عام 2003، انخرطت إيران في جهد متعدد الأوجه لتشكيل مستقبل العراق والتأثير فيه.
أقامت إيران علاقات سياسية قوية مع شخصيات رئيسية عبر جميع مستويات الحكومة العراقية، كما عرضت التمويل والأسلحة للميليشيات التي تعمل بالتنسيق مع قوات الأمن العراقية، إضافة إلى المشاركة السياسية والأمنية، مولت إيران وسائل الإعلام والحملات الإعلامية داخل العراق التي تصور إيران في ضوء إيجابي، كما زادت إيران من استثماراتها في الجهود الرامية إلى تعميق العلاقات الاقتصادية والثقافية والدينية مع العراق.
سوريا
كانت إيران وسوريا متوافقتان استراتيجيا لعقود من الزمن. العلاقات الثنائية بين البلدين تعمقت في السنوات السبع منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا. وكان تدخل إيران حيويا في الحفاظ على نظام بشار الأسد من خلال التمويل والأسلحة والقوات والميليشيات غير النظامية والدعم الدعائي.
استخدمت إيران أراض سوريا لإنشاء قواعد عسكرية هددت المصالح والحلفاء الأمريكيين، بما في ذلك إسرائيل. في فبراير 2018، اعترضت إسرائيل طائرة بدون طيار كانت تسير إيرانيا، وتسيرت في اختراق مجالها الجوي من سوريا وردت بعدد من الهجمات العسكرية المستهدفة في الأراضي السورية ضد أهداف إيرانية وسورية.
لبنان
لدى إيران علاقات عميقة مع الطائفة الشيعية اللبنانية، وخاصة حزب الله، الذي دعمته منذ إنشائه في 1982، واستخدمته لدفع أجندته الإقليمية وتحدي خصومه، بما في ذلك إسرائيل والولايات المتحدة. قدمت إيران التمويل والأسلحة إلى حزب الله لعقود، وفي السنوات الأخيرة، زودته بالصواريخ والصواريخ المتطورة التي تستهدف الأراضي الإسرائيلية.
إن الانتخابات المقبلة في لبنان في مايو تتيح فرصة أخرى لاختبار مدى تأثير حزب الله وتأثيره داخل النظام السياسي اللبناني، رغم أن معظم المراقبين يتوقعون أن يحتفظ حزب الله بنفوذه القوي.
اليمن
عرضت إيران دعما لحركة الحوثي التي تقاتل الحكومة المعترف بها دوليا. إن موقع اليمن الجغرافي على طول مضيق باب المندب في جنوب شرق البحر الأحمر يجعله نقطة جذب حيوية للتجارة العالمية بين القرن الأفريقي والشرق الأوسط. هذا الموقع يؤدي إلى قناة السويس والبحر الأبيض المتوسط جنوب أوروبا.
انتقدت لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة إيران بسبب انتهاكها حظر الأسلحة المفروض على اليمن.
دور حزب الله في الجهود الإيرانية لتوليد الطاقة والتأثير
تأسس حزب الله بدعم من إيران في أوائل الثمانينات كرد فعل على العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان. على مر السنين، استكمل حزب الله دعم إيران بتدفقات إضافية من العائدات من الشركات التجارية والشبكات الخيرية ذات الانتشار العالمي.
في سنواته الأولى، شارك حزب الله في مجموعة من الهجمات الإرهابية وأعمال العنف، بما في ذلك تفجيرات 1983 في السفارة الأمريكية والثكنات البحرية في لبنان. ومنذ ذلك الحين تطور حزب الله إلى أقوى قوة سياسية في حكومة الائتلاف اللبناني المنقسمة بشدة. كما استثمرت في شبكة دعم اجتماعية واقتصادية عميقة داخل البلد.
في السنوات الأخيرة، وسع حزب الله من منطقة عملياته في جميع أنحاء الشرق الأوسط بالتعاون مع إيران. وباعتباره منظمة عربية، تمكن من نقل وترديد إيديولوجية إيران بمصداقية أوسع بين الجماهير العربية. وأصبح يشارك بشكل متزايد في الحروب الأهلية في البلدان المجاورة.
مع توسيع وتعميق التدخل في الشرق الأوسط، حافظ حزب الله على شبكته العالمية لتمويل عملياته ووضع نفسه لتنفيذ هجمات إرهابية محتملة، ولا يشكل الهجوم على الولايات المتحدة أولوية قصوى بالنسبة لحزب الله، لا سيما في السنوات الأخيرة، مع سيطرة الشكوك في الشرق الأوسط على تركيز الحركة.
ومع ذلك، يواصل حزب الله إقامة شبكة لتمويل عملياته الشاملة والتحضير لحالات الطوارئ المحتملة التي قد تنطوي على هجمات مستقبلية على أهداف أمريكية.
وكشف المسؤولون الأمريكيون عن أدلة لعمليات مرتبطة بغسيل الأموال والتهريب والاتجار بالمخدرات وعمليات تزوير مرتبطة بحزب الله في نصف الكرة الغربي، بما في ذلك الولايات المتحدة.
لم يسبق لحزب الله أن هاجم الولايات المتحدة بشكل مباشر، ولكن هناك بعض الأدلة على الجهود المبذولة لوضع الخلايا النائمة لتطوير قدرات تشغيلية في أمريكا.
في يونيو 2017، ألقي القبض على شخص في نيويورك واتهم بمطار جون إف كينيدي، بالتحضير لهجوم محتمل لحزب الله.
توصيات لسياسة الولايات المتحدة
إن الدافع وراء استراتيجية إيران لإبراز القوة والنفوذ في الشرق الأوسط وما وراءه هي مجموعة متنوعة من العوامل - أيديولوجيتها ونظرتها العالمية، وتصوراتها عن التهديدات والفرص، ومناقشاتها السياسية الداخلية. دعمها لشبكات إرهابية مع الإقليمية والانتشار العالمي مثل حزب الله، وهو عنصر أساسي في استراتيجية متعددة الطبقات لها عناصر عسكرية ودبلوماسية وسياسية واقتصادية وعقائدية.
من أجل مواجهة التحديات التي تطرحها إيران، تحتاج الولايات المتحدة إلى استراتيجية متعددة الأوجه على جبهات عدة، وإن سياسة الولايات المتحدة الأكثر فاعلية للتصدي للتحديات التي تفرضها إيران وشبكتها العالمية للإرهاب ستعمل على خمس جبهات رئيسية:
1.تعزيز التعاون الاستخباراتي وإنفاذ القانون داخل وكالات الولايات المتحدة ومع الشركاء الإقليميين والعالميين.
2.الدفاع وتعزيز الشراكات العسكرية والأمنية في الشرق الأوسط.
يجب أن تكون جميع تيارات الدعم والتعاون العسكري التقليدي متزامنة ومتناسقة. منذ عام 2015، زادت الولايات المتحدة من جهودها للتنسيق مع شركائها في الشرق الأوسط في معالجة دور إيران المزعزع للاستقرار وشركائها الإقليميين مثل لعب حزب الله في سلسلة من الاجتماعات التي بدأت في كامب ديفيد في عهد الرئيس أوباما في عام 2015، وأجرت الولايات المتحدة حوارا مع الشركاء الإقليميين حول الآليات المشتركة للتعامل مع دور إيران في المنطقة. فيجب على الولايات المتحدة الاستمرار في العمل مع الشركاء في الخليج والحلفاء الرئيسيين مثل إسرائيل والأردن على عدد من الإجراءات، بما في ذلك:
• تطبيق وتنفيذ حظر الأسلحة الذي يهدف إلى الحد من تدفق الأسلحة إلى صراعات مثل اليمن وسوريا
• تعزيز الجهود المشتركة للدفاع ضد الهجمات الالكترونية التي ترعاها إيران وشركاؤها
• تطوير قدر أكبر من التنسيق فيما يتعلق بالتشغيل البيني للدفاع ضد القذائف التسيارية في الشرق الأوسط
• تكثيف الجهود لتبادل المعلومات ومنع تهريب الأسلحة غير المشروع في العمليات البحرية
3.زيادة الجهود الدبلوماسية لحل النزاعات في اليمن وسوريا.
تواصل إيران لعب دور مدمر في اليمن وسوريا. وفي الوقت نفسه، اتخذ بعض الشركاء الإقليميين الرئيسيين لأمريكا إجراءات غير منسقة ومن جانب واحد، أدت إلى تصعيد الصراعات وتقويض نظام الدولة في الشرق الأوسط. فالمنظمة الإرهابية مثل حزب الله والدول الراعية للإرهاب مثل إيران تميل إلى الازدهار في بيئات الصراع - فقد مكن الصراع في سوريا إيران وحزب الله من الوصول إلى أعلى بكثير من وزنهما في المنطقة.
تتعطل الدبلوماسية الأمريكية المتزايدة لحل هذه الصراعات بسبب التخفيضات المقترحة في الميزانية في العملية الأجنبية للولايات المتحدة وعدد من المناصب غير المعبأة في وزارة الخارجية بما في ذلك مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى والمراكز الرئيسية للسفراء في الشرق الأوسط.
4. التنافس مع إيران لتشكيل المشهد السياسي في العراق ولبنان.
ينبغي على الولايات المتحدة أن تعمل مع الشركاء للتنافس في البلدان الرئيسية حيث تعتبر إيران وحزب الله عناصر فاعلة رئيسية في المشهد السياسي. هذا يتطلب استثمارات كبيرة في وزارة الخارجية وغيرها من عناصرإسقاط قوة الولايات المتحدة خارج المؤسسة العسكرية.
يجب أن تعمل هذه المشاركة السياسية على تعزيز السيادة الوطنية لهذه الدول ودعم تحالفات جديدة تجذب الانقسامات الطائفية والعرقية القديمة التي تستغلها جهات خارجية مثل إيران.
5.الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني وضمان الامتثال الصارم لإيران.
في وقت ينعدم فيه الاستقرار الإقليمي على نطاق واسع، فإن الاتفاق النووي الشامل مع خطة إيران (JCPOA) لعام 2015 يقدم فوائد مهمة وملموسة للأمن الأمريكي والدولي.
فقد قيدت بشدة قدرة إيران على إنتاج سلاح نووي في العقد التالي، وأقام نظام تفتيش يزيد من معرفة المجتمع الدولي ببرنامج إيران النووي، ويعزز القدرة على اكتشاف أي تحرك محتمل من جانب إيران لبدء برنامج جديد للأسلحة.
يجب تعزيز بنود خطة العمل المشتركة الشاملة مع مرور الوقت، ويتطلب ذلك بشكل فعال استثمارا كبيرا في الدبلوماسية مع الشركاء الوثيقين للولايات المتحدة في أوروبا والشرق الأوسط.
