فهيد العديم

الحفر يا سمو الأمير

الأربعاء - 09 يناير 2019

Wed - 09 Jan 2019

بتعيين صاحب السمو الأمير منصور بن محمد بن سعد محافظا لحفر الباطن بدأت الأحلام والطموحات لدى أهل المحافظة تتعاظم، فالمطالبة بتعيين أمير على المحافظة كانت أمنية قديمة لدى الأهالي، ولعل هذا ما سيجعل أمام سمو الأمير الكثير من الملفات التي تعول على وجوده، بعد أن بقيت لسنوات بين مطرقة البيروقراطية وسندان التسويف. وأنا شخصيا متفائل جدا بقدرة الأمير على تجاوز اللوبيات التي تكاثرت منذ زمن، حتى أصبح الصوت الأوحد الذي أدمن ترديد (كل شيء تمام طال عمرك) هو الصوت المسموع - للأسف - بكل جنبات المحافظة، ووجود هؤلاء ليس مشكلة كبيرة، فهم سيتفرقون بمجرد الإحساس بالعمل الجاد لأنهم أعداء الإنتاجية.

ولثقتي بأن سمو الأمير لن يرى المحافظة على حقيقتها، على الأقل في الأسابيع الأولى، لأن عاشقي الضوء سيحاولون في الأسابيع الأولى أن يفرشوا ضحكاتهم بكل الطرقات، وسيحاولون أن يحجبوا شمس الحقيقية بمشالحهم الأنيقة، سأحاول أن أستغل مساحة هذا المقال لكتابة رسالة هادئة لسمو الأمير.

في البداية يا سمو الأمير المحافظة ليست كما هي في صورتها الذهنية الأولى التي تتبادر لذهن من لم يزرها من قبل، الحقيقة التي أقولها بحياد تام إن المحافظة تضاهي كبريات المدن في السعودية، وفيها تنوع ثقافي واجتماعي رائع، وبفضل الله - ثم بفضل ولاة أمرنا - تحققت للمحافظة الكثير المشاريع والإنجازات.

وأستطيع أن ألخص لك الموضوع بعبارة «نحتاج تفعيل الموجود فقط»، فعلى سبيل المثال يوجد في المحافظة (أمانة) وفي نفس الوقت يوجد بنية تحتية سيئة ومشاريع متعثرة، وأيضا هناك مطار لكن لا يوجد رحلات لمطار الدمام (العاصمة الإدارية للمحافظة)، هذه الجهات - كمثال - تحتاج لتفعيل فقط، وهذا الأمر ينطبق على كثير من الجهات وفروع الهيئات، وهذا لعمري ينطبق عليه قول الشاعر «ولم أر في عيوب الناس شيئا، كنقص القادرين على التمام»، فالمنطقة جميلة وأهلها طيبون ومتسامحون ومحبون لها بتطرف، وهذا تطرف محمود، لكن في الوقت نفسه كثيرا ما يشعرون بشيء أقرب لخيبة أمل كون الدولة حققت للمحافظة كل ما تحتاجه من مطالب وخدمات، لكن إدارة هذه الخدمات تتم بطريقة بدائية تجعلك في أكثر الأحيان تستبعد أن الأمر فقط مجرد لا مبالاة أو (قلة دبرة)، وأجزم يا سمو الأمير أن زيارة مفاجئة وغير مجدولة لأي جهة حكومية ستكشف لك حجم الخلل، وهذه الزيارة تكفي لأن البقية تدار بنفس الأسلوب، وقد بدأ التفاؤل منذ أمس الأول يعم أرجاء المحافظة، فيكفي - على الأقل - أن الأعمال على قدم وساق لتجميل الطريق وما يحيط به من المطار حتى مبنى المحافظة، ونأمل أن تكون جميع الأحياء والطرق بنفس نظافة وترتيب (وورود) طريق المطار عندما علموا أنك ستأتي قريبا.

Fheedal3deem@