فواز عزيز

وزارة التعليم والحرس القديم والبيروقراطية

السبت - 05 يناير 2019

Sat - 05 Jan 2019

• لا أعتقد أن وزير التعليم الجديد الدكتور حمد آل الشيخ يحتاج من يخبره أو يلفت نظره إلى مشاكل التعليم بشقيه «العام، والعالي»، ليس فقط لأنه من قيادات الوزارة سابقا وذو خبرة في العمل الأكاديمي، بل لأن مشاكل التعليم لم تعد تخفى على أحد.

• حتى الوزير السابق الدكتور أحمد العيسى كان يعرف كل مشاكل التعليم العام والعالي قبل أن يتولى الحقيبة الوزارية بسنوات؛ لكن الوزارة في عهده لم تتخلص من مشاكلها كلها رغم مساعي التطوير والإصلاح التي قام بها الوزير خلال 3 سنوات.

• الكل يشاهد ضعف المخرجات وتردي البيئة المدرسية وضياع هيبة المعلم وفوضى تطوير المناهج وما صاحبها من أخطاء، والكل يسمع وعود الإصلاح والتطوير، لكن لماذا لم تحل تلك المشاكل؟

• أعتقد أن الإجابة عن السؤال السابق تكمن في عدم البحث عن سبب تلك المشاكل، فالكل يعرف مشاكل التعليم، لكن ما هي أسباب حدوث تلك المشاكل أو استمرارها رغم محاولات الإصلاح؟

• جربت وزارة التعليم

وزراء عديدين - وأعتقد أنهم أكفاء - ولا تزال المشاكل موجودة ومستمرة، لذلك أقول ربما يكون جزء من بقاء المشاكل أمرين، أحدهما «الحرس القديم في الوزارة»، والآخر «البيروقراطية التي تقيد الإصلاح والتطوير».

• التغيير جزء من الإصلاح بدليل تعاقب الوزراء على التعليم في محاولات لعلاجه، لكن أعتقد أن التغيير لا بد أن يشمل قيادات الوزارة بالكامل، ويشمل كثيرا من أنظمة ولوائح وزارة التعليم بمراجعتها وتطويرها أو حتى تغييرها.

• في مارس 2016 بعدما تولى الوزير السابق أحمد العيسى وزارة التعليم بثلاثة أشهر كتب في صحيفة «الحياة» مقالا بعنوان «تعليمنا إلى أين»، وأشار في بدايته إلى أن الوزير الأسبق الدكتور محمد الرشيد ألقى محاضرة في عام 1416هـ بعد تعيينه وزيرا للتعليم «المعارف آنذاك» بذات العنوان «تعليمنا إلى أين»، ورغم أن الفارق 20 عاما بين المحاضرة والمقال إلا أن ذات السؤال لا زال يطرح ويتحدث فيه الوزراء.

• قال الوزير السابق أحمد العيسى في مقالته «لا شك في أن نظامنا التعليمي لا يزال مكبلا بكم هائل من التحوطات والتوجسات المكتوبة وغير المكتوبة، والمخاوف المكبوتة وغير المكبوتة، والتدخلات ممن يمتلك الخبرة والمعرفة والدراية والحكمة وممن لا يمتلكها، ممن يحشر أنفه في كل قضية، ويفتي في كل شاردة وواردة، وممن يتخوف من كل جديد فيحاول أن يمحو كل فكر مبدع ويسعى إلى تكبيل الميدان بشكوك وهواجس ومعارك صغيرة وتافهة هنا وهناك».

• وذكر الوزير السابق في مقالته المطولة ما يحتاجه التعليم وحال بعض أركانه، ومنها:

1. نحتاج إعادة صياغة مفهوم «المدرسة»، لأنها ليست مجرد دروس وحصص وفصول، بل مؤسسة تعليمية وتربوية، يفترض أن تسهم في تشكيل هوية الطالب وشخصيته، وأن يمضي فيها أجمل أوقات حياته وأكثرها حيوية وإنتاجية ونشاطا.

2. نحتاج أن نعيد إلى النظام التعليمي هيبته وانضباطه وجديته.

3. نحتاج إلى إعادة صياغة الأنظمة والتشريعات والتعليمات المنظمة لقواعد التعليم ومفاصله وأجزائه التعليمية والإدارية.

4. المنظومة المرتبطة بالمنهج بلا رؤية واضحة، وبلا فلسفة متماسكة، وبلا أهداف محددة، وبلا خبرة.

5. طرق التدريس غارقة في التلقين، وتسبب ذلك بنقص كثير من المهارات الشخصية لدى الطلاب.

6. تدريب المعلمين ورفع قدراتهم ومهاراتهم يتطلبان جهودا عظيمة وأموالا طائلة وإمكانات بشرية كبيرة، ومراكز التدريب الموجودة في إدارات التعليم متواضعة الإمكانات، قليلة الخبرات.

7. البيئة المدرسية المحفزة على المشاركة والنشاط والإبداع، القادرة على احتضان الطالب وتنمية ميوله نحو حب المعرفة، وحب التفوق، وحب المدرسة، ضعيفة التكوين، قليلة التأثير في سلوك الطلاب ومواقفهم.

8. أكثر من 25 % من مدارسنا في مبان مستأجرة، أو في مبان متواضعة الإمكانات، ولا تزال منظومة الخدمات من نقل وتغذية وصيانة ونظافة ومتطلبات الأمن والسلامة بعيدة كل البعد عن الحد الأدنى المقبول.

(بين قوسين)

• محاولات إصلاح الخلل لن تنجح إذا بقيت مسبباته السابقة.

fwz14@