مخاطر 2018 تهدد العالم في 2019

السبت - 05 يناير 2019

Sat - 05 Jan 2019

قد تشكل تهديدات من المخاطر النووية الخطيرة نهاية العالم، وبحسب رئيس صندوق بلوشارز ومؤلف كتاب «الكوابيس النووية: تأمين العالم قبل أن يتأخر كثيرا» جو سيرينسيون «في عام 2018 كنا نغادر المقابر النووية، علينا أن نأمل في أن نكون أكثر ذكاء في عام 2019».

1 سباق الأسلحة النووية

يعد أكبر تهديد عالمي في 2018، فكل واحدة من الدول التسع المسلحة نوويا تبني أسلحة جديدة، والولايات المتحدة بدلا من تعزيز شبكة الأمان النووية العالمية تقطعها بفعالية.

  • في مارس، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن خمسة أسلحة نووية جديدة، وقال إن روسيا تبني ردا على قرار الولايات المتحدة إلغاء معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية، وكلها مصممة للالتفاف على الدفاعات، كما نشرت روسيا عددا صغيرا من صواريخ كروز الأرضية التي يتجاوز مدى صواريخها المسموح به، بموجب معاهدة القوات النووية الوسيطة التي تفاوض عليها الرئيس رونالد ريجان.

  • في أكتوبر قال الرئيس دونالد ترمب إنه سينسحب من ميثاق نزع الأسلحة هذا، رغم اعتراضات حلفاء الناتو، ومن المحتمل أن يكون تدمير معاهدة الحد من الأسلحة النووية مقدمة لتمهيد معاهدة نيو ستارت. هذه الاتفاقية التي تم التفاوض عليها من قبل الرئيس باراك أوباما تحد من القوى الاستراتيجية بعيدة المدى، وإذا حدث ذلك ستكون هذه المرة الأولى منذ 1972 التي لم تخضع فيها القوات النووية الأمريكية والروسية لأي قيود.

  • في منتصف ديسمبر كتب 26 من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين لترمب «من دواعي القلق العميق أن حكومتك تتخلى الآن عن أجيال من القيادة الأمريكية من الحزبين»، كانوا يخشون من أن ترمب وإدارته يريدان «مضاعفة أسلحتهم النووية الجديدة غير الضرورية في الوقت الذي يتخلصون من المنفعة المتبادلة، كما قالوا «تخاطر الولايات المتحدة بالانزلاق إلى سباق تسلح آخر مع روسيا يؤدي إلى تآكل جهود منع انتشار الأسلحة النووية في جميع أنحاء العالم»

  • قد ترى بعض البلدان بناء ترسانات جديدة ومعاقبة معاهدات منع التصرف كخرق مادي للتعهدات الأمريكية والروسية في معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، ومن المرجح أن تشجع مزيد من الدول المزودة بمزيد من الأسلحة النووية، على اتخاذ مزيد من المخاطر، مما يؤدي إلى مزيد من الصراعات التقليدية والمخاطر الكبرى للتصعيد.


«قتل هاتين الاتفاقيتين سيزيد من حدة الوقود لسباق تسلح جديد، وسيقوض بدرجة أكبر الاستقرار والقدرة على التنبؤ بين واشنطن وموسكو».

جون وولفستال - المدير السابق لمجلس الأمن القومي السابق

«اليوم التشاؤم حول مستقبل نظام حظر الانتشار النووي مرة أخرى في ازدياد».

ريبيكا ديفيس جيبونز ـ بروفيسور بجامعة هارفارد

2 الرئيس ترمب

يشكل ترمب تهديدا نوويا عالميا فريدا، وينبع الخطر من مزيج من سياساته النووية وقدرته على قيادة إطلاق سلاح نووي في أي وقت، لأي سبب من الأسباب، وأزماته السياسية الداخلية المكثفة خاصة.

سيواجه أي رئيس في هذه الفترة مشاكل كبح خصوم السلاح النووي، والحفاظ على رادع نووي أمريكي، وتقليص البرامج النووية في كوريا الشمالية وإيران. ولكن سياسات ترمب جعلت عددا من هذه المشاكل أسوأ. وسيقوم استعراضه النووي باستحداث أسلحة نووية جديدة وأكثر قابلية للاستخدام، بنحو تريليوني دولار مع التخلي عن أي جهد لكبح جماح الترسانات العالمية.

وهذا لا يغذي سباق التسلح فحسب، وإنما يفسد الاتفاق مع مجلس الشيوخ على أن »الاستثمارات في ردع الأسلحة النووية في الولايات المتحدة يجب أن تكون مصحوبة بالسعي لمواصلة تدابير الحد من التسلح«، كما كتب أعضاء مجلس الشيوخ الـ 26.

أثارت المخاوف الجدية بشأن الاستقرار العقلي لدى ترمب تساؤلات خطيرة حول حكمة نظام يعطي الرئيس وحده سلطة غير مسبوقة لإطلاق الأسلحة النووية الأمريكية. إن التحذير الذي وجهه ترمب في يناير 2018 إلى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون »أنني أيضا لدي زر نووي، لكنه أكبر وأكثر قوة« أثار مخاوف من الحزبين.

«تحدث كأنه طفل في العاشرة من عمره».

إليوت كوهين - أستاذ العلوم السياسية وأستاذ في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز

«لا يجوز أن يكون لدى أحد الأشخاص القدرة على تقرير متى ستكون الولايات المتحدة أول من يستخدم الأسلحة النووية».

السناتور إد ماركي

3 الحرب مع إيران

ليست خطرا نوويا ولكن بدء حرب جديدة في منطقة فوضوية بالفعل سيؤدي بسرعة إلى برامج نووية جديدة. مما لا شك فيه أن إيران ستستأنف وتوسع برنامجها الذي جمد فعليا الآن بموجب الاتفاق المناهض النووي لـ 2015.

هذا التهديد يتقدم على كوريا الشمالية لأنه على عكس شمال شرق آسيا، حيث لا يوجد حلفاء للولايات المتحدة يريدون خوض الحرب، ويبدو أن الرئيس ترمب متردد في بدء حروب جديدة، لكن جون بولتون ومايك بومبيو يديران حملة «أقصى قدر من الضغط» ويعملان في وزارة الخارجية والدفاع مع صقور الحرب الإيرانية. ويعارض حلفاؤنا الأوروبيون هذه الحملة، ويقولون إن الإدارة فشلت في بناء تحالف ضد إيران، وتشعر بالقلق من أن يؤدي ذلك إلى تصعيد عسكري.

4 كوريا الشمالية

تحمل الوعد والمخاطر بعد شهر صاخب أثار مخاوف من حرب نووية، نجحت جهود السلام للرئيس الكوري الجنوبي مون جاي- إن في تخفيف حدة التوتر وفتح الطريق الدبلوماسي. وأدى قبول ترمب المفاجئ في مارس لعرض اجتماع الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون في قمة سنغافورة. ولكن الجهود المشتركة قللت بشكل كبير من خطر نشوب حرب ووفرت بصيص من القرار الدبلوماسي.

بعض هذه العقبات أو كلها يمكن أن تدمر المسار الدبلوماسي في 2019، ويمكن لأي شرارة أن تفجر صراعا عسكريا يمكن أن يذهب سريعا إلى الطاقة النووية.

«في حين أننا نرحب بأننا نبتعد عن طريق الحرب، فإن هيئة المحلفين لا تزال تدور حول ما إذا كانت إدارة ترمب تتمتع بالإرادة السياسية وبراعتها للحفاظ على هذه العملية، وفي الواقع أخذ المفاوضات إلى ما بعدها من الالتزامات بالتدابير القابلة للتنفيذ».

جيني تاون - رئيس تحرير نورث 38

5 جنوب آسيا

آسيا


هي الكارثة النووية النائمة، حيث تراجعت حدة التوترات بين الهند وباكستان في 2018، وقد قلل مجلس العلاقات الخارجية من خطر الصراع إلى «منخفض» في مسح أولوياته الوقائي السنوي.

لكن تأثير الصراع هنا يبقى الأعلى في أي منطقة في العالم، ومن شبه المؤكد أن الحرب بين الدولتين ستذهب سريعا إلى النووي، وتقتل عشرات الملايين وتثير الفوضى الاقتصادية العالمية وستترتب عليها عواقب عالمية كارثية.

تمتلك باكستان والهند أسرع القوى النووية نموا في العالم، لدى كل منهما نحو 150 سلاحا نوويا وتبنيان أكثر ومزيدا من مصانع إنتاج البلوتونيوم واليورانيوم العالي التخصيب لقلب الأسلحة، وتنشران أنظمة »ساحة المعركة« شبيهة بالأسلحة التي استخدمها حلف الناتو وحلف وارسو في الخمسينات والستينات.

لقد حدث العلماء الذين يستخدمون نماذج مناخية جديدة ومتقدمة أكثر، التقديرات السابقة لتأثير «الشتاء النووي». ويعتقدون الآن أن نتائج نحو 100 قنبلة ذرية من النوع الذي تم نشره في جنوب آسيا، والتي إذا انفجرت في المراكز الحضرية الكثيفة في تلك القارة ستؤدي إلى:

  • وضع كمية كافية من الجسيمات في الغلاف الجوي لتحيط بالكرة الأرضية مع الغيوم، مما يخفض درجات الحرارة العالمية بمقدار 2 إلى 3 درجات لسنوات

  • دمار جزء كبير من المحاصيل الغذائية في العالم، وموت أكثر من مليار شخص في المجاعة الناتجة

  • تهديد هجرات ونضال الناجين الناتجة كل الحضارة الإنسانية