راتب تقاعد المؤلفين يبدأ بتغريدة وينتهي بجدل ثقافي

الخميس - 03 يناير 2019

Thu - 03 Jan 2019

أثارت تغريدة للكاتب الروائي أحمد أبودهمان على موقع تويتر جدلا ثقافيا حول حقوق المؤلفين في العالم العربي، حيث تفاعل مجموعة من الأدباء مع حديث صاحب رواية «الحزام»عن تلقيه راتبا تقاعديا وتأمينا صحيا نظير نشره نسخة مترجمة من روايته في فرنسا، موجها تغريدته إلى وزير الثقافة والمؤلفين ومتسائلا «أين نحن؟»

وتنوعت الآراء في مقاربة الموضوع، فمنهم من طالب بالفصل بين سياسات دور النشر والسياسات الرسمية فيما يخص الأدب، ومنهم بعض المؤلفين الذين لم تتوقف شكواهم عند عدم التقدير بل تحدثوا عن تعرضهم لخداع أدبي ومادي من دور النشر، فضلا عن المعاناة من قرصنة الكتب، أو سرقة الحقوق الفكرية.

في المقابل، طرح مغردون ومثقفون وجهات نظر مختلفة تتعلق بأهمية تقنين أي قانون يمنح العائد المادي للمؤلفين وفقا للنسبة والتناسب في قيمة العمل، كما طرح البعض الصعوبة العملية لتخصيص راتب لكل مؤلف، فيما لم يستبعد آخرون إمكانية أن تحول هذه الفرضية تأليف الكتب إلى تجارة تستهدف الربح المادي فقط.

القاص محمد الشقحاء وصف التغريدة بالملتبسة قبل أن يعلق لـ»مكة» قائلا «طبعت بعض مؤلفاتي في القاهرة وفي بيروت وفي دمشق وخلال حقوق الطبعة لم يتواصل الناشر معي لمعرفة حقوقي وهل نفذت النسخ، كما جربت شراء بعض كتبي التي طبعتها عبر دور نشر لبنانية مشاركة في معرض الرياض الدولي للكتاب، وقد خجلت من أن أطلب كشف حساب من تلك الدور».

ووجه الشقحاء سؤاله إلى أحمد أبودهمان «ماهو المطلوب من وزير الثقافة؟ نحن لا نعرف استراتيجية الوزارة حتى الآن، بينما وكالة الثقافة بوزارة الإعلام تمارس عملها وكذلك الهيئة العامة للثقافة تمارس نشاطها، والأديب جالس في منزله ينتظر من يشتري نسخا من كتابه أو يقدم له شيئا من الاعتبار».

ويضيف «منذ يومين، وبناء على اقتراح من صديق، اشتريت كتابا عن شاعر سعودي راحل، الكتاب في المكتبات منذ شهرين ولم تنشر أي صحيفة محلية خبرا عنه ولم يقم أحد كتابها بعرض الكتاب في صفحات الثقافة»

وختم القاص الشقحاء بقوله «لدينا ساحة أدبية عجيبة، اللاعب الأساسي فيها الأديب بينما الأدب يجلس في المدرجات، نحن ضحايا الناشر العربي، هذه خلاصة المأساة !!».

بدوره أبدى رئيس جمعية الناشرين السعوديين أحمد الحمدان إعجابه بالتغريدة، مشيرا إلى أنها تبرز أهمية تقدير الكاتب والمؤلف مقابل دوره في إثراء الساحة الثقافية بتجاربه وأفكاره وإبداعه، وأضاف «المؤلف يمر بمراحل عدة يستفيد منها كل قارئ وتختلف من بلد لبلد، هو إنسان كافح في حياته لينشر الثقافة والفكر، وبالتالي لا عيب في المطالبة بمردود مادي فهذا يعد استثمارا في المعرفة».

في المقابل يلفت الحمدان إلى أهمية أن يكون المؤلف على قدر من المسؤولية ويضع نصب عينيه القارئ الذي يدفع من أجل أن يستفيد ويشق طريقه في الحياة، خاتما حديثه لـ «مكة» بالقول»التغريدة تؤسس لفكرة رائعة، وأتمنى من القراء والكتاب تبنيها ونحن كناشرين ندعم الكاتب السعودي بأي فكرة تصب في صالحه، والجمعية تفتح ذراعيها لأي مقترح يخدم التأليف والنشر بشكل عام».