الهابون والدابون في الإعلام السعودي!
سنابل موقوتة
سنابل موقوتة
الخميس - 03 يناير 2019
Thu - 03 Jan 2019
من الأشياء التي أعتقد أنها تستحق الدراسة والتأمل والتدبر والتعجب ـ ثم الغثيان لاحقا ـ حالات مثل حالة الدكتور الهاشمي وجورج قرداحي وأشباههما وأضرابهما من الكائنات الوصولية التي نما لحم جميع أعضائهم ـ وليس أكتافهم فقط ـ من المال السعودي، وكونوا شعبيتهم من خلال الإعلام السعودي بشكل مباشر أو الجمهور السعودي بشكل غير مباشر.
ليسا أول من يغادر ثم يتحول تحولا غريبا عجيبا، أمثال هاتين العينتين من الكائنات البشرية كثر.
قد يكون مفهوما ـ على مضض ـ أن لا يعجب أحدهم بالسعودية لأنها ليست ديمقراطية، وأن يكون عاشقا لحرية التعبير التي لم يجدها في الإعلام السعودي، لكني أتذكر أن أحد الذين انقلبوا على الإعلام السعودي كانت كوثر البشراوي التي كانت تعامل في السعودية كما يعامل قادة العالم، فتستقبل وتستضاف في المهرجانات وتنظر للسعوديين عن حياتهم وكيف يعيشون وكيف يفترض أن يموتوا. ثم إنها بعد تحولها ظهرت في برنامج تلفزيوني في قناة حزب الله وكان منظرها مهينا ومستفزا وهي تقبل حذاء عسكري من جيش النظام السوري، إيمانا منها بدوره العظيم في قتل مئات الآلاف من السوريين وتهجير الملايين منهم.
وحين يستعبد الإنسان إنسانا مثله رغما عنه فإن هذا أمر يبعث على الحزن والشفقة أو حتى القهر، لكن العبودية الاختيارية التي يختارها البعض بمحض إرادتهم أمر لا يثير سوى الاشمئزاز والقرف!
وجورج قرداحي هو الآخر ظهر متمسحا «بصرماية السيد» في قناة حزب الله، وهذا يعني أن فرضية البحث عن الحرية ليست منطقية، لأنهم اتجهوا لأيقونات الخراب والاستبداد. وهذا ربما يعني أن خطأ السعودية أنها عاملتهم كبشر فيما كانوا يحلمون بأن يهانوا وسيكون ذلك الجميل الذي سيحملونه للسعودية وللإعلام السعودي في أعناقهم.
أما الدكتور الهاشمي فلا أخفي أني معجب بطريقته في الارتزاق، هو مرتزق صريح وواضح، وتغريداته التي يكتبها في تويتر يهاجم فيها السعودية يفسرها هو بنفسه ويقول إنه يفعل ذلك لأنها لم تدعمه وتدعم قناته التلفزيونية، أي أن المسألة بالنسبة له ليست مسألة مبدأ، ادفعوا وستكونون على حق، وإن لم تفعلوا ذلك فأنتم على باطل وقتلة مجرمون، ولا بد من تدويل الحرمين الشريفين وإغلاق السعودية وتغيير أرقامها السرية.
ولا أخفي أني أحب سماع المرتزقة الأغبياء أمثال الأخ الهاشمي. إنهم كائنات تجلب البهجة، ثم إنهم أيضا صرحاء ويبدون أكثر قبولا من المرتزق الذي يظهر في ثوب صاحب المبدأ.
هذه الظاهرة تحتاج دراسة متعمقة، باستثناء الأخ الهاشمي الذي لا يحتاج إلى أي مجهود في البحث، لأنه من الواضح أنه مرتزق غبي، لا أكثر ولا أقل. أما البقية فمن المؤكد أن المال ليس سببا لتحولاتهم، فقد كانوا يأخذون أكثر مما يستحقون في الإعلام السعودي. ومن الواضح أن الفكرة ليست مبدأ ولا سعيا وراء حرية إعلامية أكثر، لأنهم أصبحوا أدوات لأيقونات الاستبداد وقمع الحريات.
وعلى أي حال..
لم يتغير الشيء الكثير في هذا الجانب، ولا تزال الأموال تعطى للهابين والدابين في الأرض، ولذلك فإني أتنبأ ـ بمناسبة بداية العام ـ بأن كثيرا من الوجوه الإعلامية المحسوبة على السعودية الآن ستسلك في المستقبل الطريق الذي سلكه سابقوهم من المتحولين بسبب داء قلة الأصل وانعدام المروءة ومتلازمة عض اليد الممدودة بالإحسان.
ليسا أول من يغادر ثم يتحول تحولا غريبا عجيبا، أمثال هاتين العينتين من الكائنات البشرية كثر.
قد يكون مفهوما ـ على مضض ـ أن لا يعجب أحدهم بالسعودية لأنها ليست ديمقراطية، وأن يكون عاشقا لحرية التعبير التي لم يجدها في الإعلام السعودي، لكني أتذكر أن أحد الذين انقلبوا على الإعلام السعودي كانت كوثر البشراوي التي كانت تعامل في السعودية كما يعامل قادة العالم، فتستقبل وتستضاف في المهرجانات وتنظر للسعوديين عن حياتهم وكيف يعيشون وكيف يفترض أن يموتوا. ثم إنها بعد تحولها ظهرت في برنامج تلفزيوني في قناة حزب الله وكان منظرها مهينا ومستفزا وهي تقبل حذاء عسكري من جيش النظام السوري، إيمانا منها بدوره العظيم في قتل مئات الآلاف من السوريين وتهجير الملايين منهم.
وحين يستعبد الإنسان إنسانا مثله رغما عنه فإن هذا أمر يبعث على الحزن والشفقة أو حتى القهر، لكن العبودية الاختيارية التي يختارها البعض بمحض إرادتهم أمر لا يثير سوى الاشمئزاز والقرف!
وجورج قرداحي هو الآخر ظهر متمسحا «بصرماية السيد» في قناة حزب الله، وهذا يعني أن فرضية البحث عن الحرية ليست منطقية، لأنهم اتجهوا لأيقونات الخراب والاستبداد. وهذا ربما يعني أن خطأ السعودية أنها عاملتهم كبشر فيما كانوا يحلمون بأن يهانوا وسيكون ذلك الجميل الذي سيحملونه للسعودية وللإعلام السعودي في أعناقهم.
أما الدكتور الهاشمي فلا أخفي أني معجب بطريقته في الارتزاق، هو مرتزق صريح وواضح، وتغريداته التي يكتبها في تويتر يهاجم فيها السعودية يفسرها هو بنفسه ويقول إنه يفعل ذلك لأنها لم تدعمه وتدعم قناته التلفزيونية، أي أن المسألة بالنسبة له ليست مسألة مبدأ، ادفعوا وستكونون على حق، وإن لم تفعلوا ذلك فأنتم على باطل وقتلة مجرمون، ولا بد من تدويل الحرمين الشريفين وإغلاق السعودية وتغيير أرقامها السرية.
ولا أخفي أني أحب سماع المرتزقة الأغبياء أمثال الأخ الهاشمي. إنهم كائنات تجلب البهجة، ثم إنهم أيضا صرحاء ويبدون أكثر قبولا من المرتزق الذي يظهر في ثوب صاحب المبدأ.
هذه الظاهرة تحتاج دراسة متعمقة، باستثناء الأخ الهاشمي الذي لا يحتاج إلى أي مجهود في البحث، لأنه من الواضح أنه مرتزق غبي، لا أكثر ولا أقل. أما البقية فمن المؤكد أن المال ليس سببا لتحولاتهم، فقد كانوا يأخذون أكثر مما يستحقون في الإعلام السعودي. ومن الواضح أن الفكرة ليست مبدأ ولا سعيا وراء حرية إعلامية أكثر، لأنهم أصبحوا أدوات لأيقونات الاستبداد وقمع الحريات.
وعلى أي حال..
لم يتغير الشيء الكثير في هذا الجانب، ولا تزال الأموال تعطى للهابين والدابين في الأرض، ولذلك فإني أتنبأ ـ بمناسبة بداية العام ـ بأن كثيرا من الوجوه الإعلامية المحسوبة على السعودية الآن ستسلك في المستقبل الطريق الذي سلكه سابقوهم من المتحولين بسبب داء قلة الأصل وانعدام المروءة ومتلازمة عض اليد الممدودة بالإحسان.