الكبرياء يقود إيران للتهلكة.. وتقرير يكشف تهالكها عسكريا
فورين بوليسي الأمريكية تدعو لتعلم الفارسية لفهم السياسة الخارجية المارقة
فورين بوليسي الأمريكية تدعو لتعلم الفارسية لفهم السياسة الخارجية المارقة
الأحد - 30 ديسمبر 2018
Sun - 30 Dec 2018
شخص تقرير صادر عن مجلة فورين بوليسي الأمريكية «الكبرياء والفخر» الإيراني بالوهم الذي سيقود صاحبه إلى التهلكة، وعده سببا رئيسا فيما وصل إليه نظامها الإرهابي من علاقات متوترة مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية ودول الخليج وأغلب دول العالم.
وأكد أن نقطة الالتقاء بين الولايات المتحدة وإيران باتت مستحيلة، بعد أن انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب من الصفقة النووية في الأشهر الماضية، متوقعا أن تتفاقم التوترات، وقالت المجلة «على أولئك الذين يأملون في تجنب وقوع أزمة أن يبدؤوا دراسة اللغة الفارسية، بداية بكلمة واحدة وهي (نفس)، حيث إن المفهوم الأكثر تحديدا هو جوهر الثقافة السياسية الإيرانية التي تمتد قرونا، خاصة فيما يتعلق بالتفاعلات مع الأجانب».
كيف هرب الشاه؟
استخدم الإيرانيون مفهوم «الذات» لتقييم فضائل قادتهم وأوجه قصورهم، فقد كان الشاه محمد رضا بهلوي الذي حكم البلاد من 1941 حتى 1979، يتمتع بقلة الإحساس بالذات، حيث كان يفتقر إلى كفاءة كافية في نفسه لمواجهة تهديدات خطيرة لحكمه، وبدلا من مواجهة المتظاهرين الذين دعوا إلى نهاية حكمه عام 1978، اعتذر عبر أثير الراديو بأوجه القصور في الحكومة، وفر من طهران في العام التالي.
خسارة الذات
بعض الإيرانيين لم يغفروا أبدا لسلالة بهلوي هذا التنازل عن النفس، ويتذكر معظم الإيرانيين محمد مصدق، عدو الشاه في الخمسينات ويعدونه مدعاة للاعتزاز، لأن إحساسه بالفخر كان شيئا يمكن للأمة بأسرها المشاركة فيه، فأظهر مصدق عزة نفسه من خلال الإصرار على أنه لا ينبغي لإيران أن تعتمد على سخاء القوى الخارجية، حيث يعتقد غالبية المواطنين أنها ستستغل حتما، ولا شك أن نفوذ مصدق الذي أعرب عنه بميله إلى البقاء في السرير لعدة أيام، والقيام بجلسات في ملابس النوم، كان محبوبا للإيرانيين.
لقد تحمل شعور مصدق بالكرامة الوطنية كمثل ثقافي حتى يومنا هذا، فبعد ثورة 1979 كان مؤيدوها يؤمنون بأن عهد الدعاء إلى الغرب قد انتهى، زعيمهم الخميني له كبرياء عال وثقة كبيرة ولم يتردد أبدا في سعيه لتحقيق أهدافه حتى على حساب مصلحة البلاد، وعدوا أخذ الدبلوماسيين والرعايا الأمريكيين كرهائن عقابا لسنوات من التبعية المتصورة، كما أنه خاض الحرب مع العراق لمعاقبة صدام حسين لغزو إيران عندما كانت البلاد في أضعف حالاتها.
رسالة الشعار الفارسي
يظهر شعار فارسي مكتوب على لافتة فوق مدخل وزارة الخارجية في طهران يقول «لا شرقية ولا غربية، جمهورية إسلامية»، يهدف إلى تذكير جميع الموظفين والزائرين بأن إيران ليست حليفة لأي قوة أخرى، بل تقف من تلقاء نفسها، فمنذ أزمة الرهائن وكسر العلاقات الدبلوماسية مع إيران منذ نحو أربعة عقود، لم يسلك أي دبلوماسي أو سياسي أمريكي هذا المدخل بصفته الرسمية، لكن هذه العبارة تحدد السياسة الخارجية لإيران.
وكان هذا المبدأ واضحا خلال عملية التفاوض على الاتفاق النووي، ففي كل مرحلة كان الرئيس الإيراني حسن روحاني، ووزير خارجيته محمد جواد ظريف، مقيدين من قبل النظام السياسي الإيراني الذي كان يشك في أن أي صفقة مع الغرب من شأنها أن تخرب الكلمات المكتوبة فوق مدخل وزارة الخارجية.
كبرياء النظام.. وهم
أوضح ظريف أن ما أسماه بالكبرياء الفارسي لن يسمح له بمواصلة التفاوض مع الدبلوماسيين الأجانب، إذا بدت الظروف كأنها تشير إلى عدم احترام إيران كمحاور متساو.
وفي يوليو 2015، خلال الجولة الأخيرة من المحادثات في قصر كوبورغ في فيينا، هددت فيديريكا موغيريني، وزيرة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بالانسحاب من اتفاق إيران إذا لم تبد مرونة أكبر، والتي أشار بعض الإيرانيين إلى أنها مطالبة بالإخضاع، فرد ظريف على موغيريني بالقول «لا تهدد إيرانيا أبدا!»، استنادا لوهم تضخيم الذات الذي يعيشه النظام.
وأعلنت الحكومة الإيرانية منذ فترة طويلة أنها ستظل عدوا لأي شخص لا يعاملها وأهلها باحترام، على الرغم أن هذا لا يعني أن إيران تصرفت دائما بطريقة تستحق أن تحظى بموقف أكثر احتراما من نظرائها الغربيين. لكن في السنوات الماضية، كان الرئيس باراك أوباما هو الزعيم الأمريكي الوحيد الذي بدا أنه أدرك مدى رغبة الإيرانيين بشدة في الحصول على اعتراف، قدمه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بشكل لافت وسط المفاوضات.
في المقابل، تعرض ترمب لإغراءات من خلال إدراج الإيرانيين في حظر شامل للسفر وتهديدهم بـ «مشاكل أكبر من أي وقت مضى»، إذا ما عادت حكومتهم إلى البرنامج النووي الأوسع نطاقا الذي كانت تمتلكه.
إحساس يقود للتهلكة
بعد أن تخلى ترمب عن خطة العمل المشتركة، لم يستطع روحاني وظريف أن يعيدا فتح المحادثات مع الولايات المتحدة، ففي أوائل يونيو أعلن خامنئي أن إيران تستعد لزيادة هائلة في القدرة على تخصيب اليورانيوم، بينما تبقى في الصفقة «في الوقت الراهن».
وبعد بضعة أيام أجرى علي أكبر صالحي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، مقابلة للتلفزيون الإيراني الرسمي في منشأة جديدة لبناء أجهزة طرد مركزي متقدمة، مما يؤكد أنه ما لم تحصل إيران على الحد الأدنى من الفوائد التي تتوقعها، فإنها ستعود إلى برنامج غير مقيد، على الرغم من أنه لا يزال بدون تطوير أسلحة نووية، هذا يعني أن إيران لا تعبأ بأي أحد ما دام يتعارض مع مصالحها وكبريائها الذي قد يقودها إلى التهلكة.
ماذا يعني مصطلح «نفس»
هناك فرق دقيق يستخدمه الإيرانيون لهذا المصطلح، حيث إن الاستخدامات الأكثر شيوعا هي:
-etemadbenafs الثقة بالنفس.
-shekast-e nafs كسر الذات وفي جوهرها تعني التواضع
-ezat-e nafsاحترام الذات أو ببساطة الفخر
وأكد أن نقطة الالتقاء بين الولايات المتحدة وإيران باتت مستحيلة، بعد أن انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب من الصفقة النووية في الأشهر الماضية، متوقعا أن تتفاقم التوترات، وقالت المجلة «على أولئك الذين يأملون في تجنب وقوع أزمة أن يبدؤوا دراسة اللغة الفارسية، بداية بكلمة واحدة وهي (نفس)، حيث إن المفهوم الأكثر تحديدا هو جوهر الثقافة السياسية الإيرانية التي تمتد قرونا، خاصة فيما يتعلق بالتفاعلات مع الأجانب».
كيف هرب الشاه؟
استخدم الإيرانيون مفهوم «الذات» لتقييم فضائل قادتهم وأوجه قصورهم، فقد كان الشاه محمد رضا بهلوي الذي حكم البلاد من 1941 حتى 1979، يتمتع بقلة الإحساس بالذات، حيث كان يفتقر إلى كفاءة كافية في نفسه لمواجهة تهديدات خطيرة لحكمه، وبدلا من مواجهة المتظاهرين الذين دعوا إلى نهاية حكمه عام 1978، اعتذر عبر أثير الراديو بأوجه القصور في الحكومة، وفر من طهران في العام التالي.
خسارة الذات
بعض الإيرانيين لم يغفروا أبدا لسلالة بهلوي هذا التنازل عن النفس، ويتذكر معظم الإيرانيين محمد مصدق، عدو الشاه في الخمسينات ويعدونه مدعاة للاعتزاز، لأن إحساسه بالفخر كان شيئا يمكن للأمة بأسرها المشاركة فيه، فأظهر مصدق عزة نفسه من خلال الإصرار على أنه لا ينبغي لإيران أن تعتمد على سخاء القوى الخارجية، حيث يعتقد غالبية المواطنين أنها ستستغل حتما، ولا شك أن نفوذ مصدق الذي أعرب عنه بميله إلى البقاء في السرير لعدة أيام، والقيام بجلسات في ملابس النوم، كان محبوبا للإيرانيين.
لقد تحمل شعور مصدق بالكرامة الوطنية كمثل ثقافي حتى يومنا هذا، فبعد ثورة 1979 كان مؤيدوها يؤمنون بأن عهد الدعاء إلى الغرب قد انتهى، زعيمهم الخميني له كبرياء عال وثقة كبيرة ولم يتردد أبدا في سعيه لتحقيق أهدافه حتى على حساب مصلحة البلاد، وعدوا أخذ الدبلوماسيين والرعايا الأمريكيين كرهائن عقابا لسنوات من التبعية المتصورة، كما أنه خاض الحرب مع العراق لمعاقبة صدام حسين لغزو إيران عندما كانت البلاد في أضعف حالاتها.
رسالة الشعار الفارسي
يظهر شعار فارسي مكتوب على لافتة فوق مدخل وزارة الخارجية في طهران يقول «لا شرقية ولا غربية، جمهورية إسلامية»، يهدف إلى تذكير جميع الموظفين والزائرين بأن إيران ليست حليفة لأي قوة أخرى، بل تقف من تلقاء نفسها، فمنذ أزمة الرهائن وكسر العلاقات الدبلوماسية مع إيران منذ نحو أربعة عقود، لم يسلك أي دبلوماسي أو سياسي أمريكي هذا المدخل بصفته الرسمية، لكن هذه العبارة تحدد السياسة الخارجية لإيران.
وكان هذا المبدأ واضحا خلال عملية التفاوض على الاتفاق النووي، ففي كل مرحلة كان الرئيس الإيراني حسن روحاني، ووزير خارجيته محمد جواد ظريف، مقيدين من قبل النظام السياسي الإيراني الذي كان يشك في أن أي صفقة مع الغرب من شأنها أن تخرب الكلمات المكتوبة فوق مدخل وزارة الخارجية.
كبرياء النظام.. وهم
أوضح ظريف أن ما أسماه بالكبرياء الفارسي لن يسمح له بمواصلة التفاوض مع الدبلوماسيين الأجانب، إذا بدت الظروف كأنها تشير إلى عدم احترام إيران كمحاور متساو.
وفي يوليو 2015، خلال الجولة الأخيرة من المحادثات في قصر كوبورغ في فيينا، هددت فيديريكا موغيريني، وزيرة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بالانسحاب من اتفاق إيران إذا لم تبد مرونة أكبر، والتي أشار بعض الإيرانيين إلى أنها مطالبة بالإخضاع، فرد ظريف على موغيريني بالقول «لا تهدد إيرانيا أبدا!»، استنادا لوهم تضخيم الذات الذي يعيشه النظام.
وأعلنت الحكومة الإيرانية منذ فترة طويلة أنها ستظل عدوا لأي شخص لا يعاملها وأهلها باحترام، على الرغم أن هذا لا يعني أن إيران تصرفت دائما بطريقة تستحق أن تحظى بموقف أكثر احتراما من نظرائها الغربيين. لكن في السنوات الماضية، كان الرئيس باراك أوباما هو الزعيم الأمريكي الوحيد الذي بدا أنه أدرك مدى رغبة الإيرانيين بشدة في الحصول على اعتراف، قدمه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بشكل لافت وسط المفاوضات.
في المقابل، تعرض ترمب لإغراءات من خلال إدراج الإيرانيين في حظر شامل للسفر وتهديدهم بـ «مشاكل أكبر من أي وقت مضى»، إذا ما عادت حكومتهم إلى البرنامج النووي الأوسع نطاقا الذي كانت تمتلكه.
إحساس يقود للتهلكة
بعد أن تخلى ترمب عن خطة العمل المشتركة، لم يستطع روحاني وظريف أن يعيدا فتح المحادثات مع الولايات المتحدة، ففي أوائل يونيو أعلن خامنئي أن إيران تستعد لزيادة هائلة في القدرة على تخصيب اليورانيوم، بينما تبقى في الصفقة «في الوقت الراهن».
وبعد بضعة أيام أجرى علي أكبر صالحي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، مقابلة للتلفزيون الإيراني الرسمي في منشأة جديدة لبناء أجهزة طرد مركزي متقدمة، مما يؤكد أنه ما لم تحصل إيران على الحد الأدنى من الفوائد التي تتوقعها، فإنها ستعود إلى برنامج غير مقيد، على الرغم من أنه لا يزال بدون تطوير أسلحة نووية، هذا يعني أن إيران لا تعبأ بأي أحد ما دام يتعارض مع مصالحها وكبريائها الذي قد يقودها إلى التهلكة.
ماذا يعني مصطلح «نفس»
هناك فرق دقيق يستخدمه الإيرانيون لهذا المصطلح، حيث إن الاستخدامات الأكثر شيوعا هي:
-etemadbenafs الثقة بالنفس.
-shekast-e nafs كسر الذات وفي جوهرها تعني التواضع
-ezat-e nafsاحترام الذات أو ببساطة الفخر