فواز عزيز

اتجاهات.. الإثارة التلفزيونية

السبت - 29 ديسمبر 2018

Sat - 29 Dec 2018

• الإثارة في البرامج التلفزيونية وسيلة لغاية أو غايات، واحدة من تلك الغايات لفت النظر وكسب مزيد من المشاهدة التي تعني زيادة الإعلانات وتضمن الاستمرارية.

• ليست لدي مشكلة مع افتعال الإثارة في البرامج التلفزيونية فهي تخص طرق وأساليب المنتجين وربما يعتبرونها وسيلة مشروعة، لكن لدي مشكلة في طرق الإثارة، خصوصا الطرق التي تستغل سطحية بعض الجمهور، والطرق التي تستفز أغلب الجمهور، خصوصا إذا كان القائمون على البرنامج يصدعون رؤوس المشاهدين بأن برنامجهم منبر للوعي والفكر والنقاش الجاد المتزن!

• بعض البرامج الحوارية التلفزيونية:

1. تسعى للإثارة بتناول قضايا جريئة وحساسة بطرح عقلاني ورزين.

2. وبعضها باستضافة أشخاص مثيرين حتى لو كانوا سطحيين.

3. وبعضها يحاول استفزاز الضيوف لكسب الإثارة بخروجهم عن نص الحوار.

4. وبعضها يبحث عن الإثارة بتقديم آراء سخيفة بحجة حرية الرأي والفكر.

• الكلام عن الإثارة

وكونها مقصودة لكسب المشاهدة والانتشار لم يعد سرا يخفى على الجمهور، لكن بعض القائمين على البرامج الحوارية لا زال يمارسها بغباء حتى لو كسب انتشارا؛ لأن سمعته كبرنامج تتشوه، وأعتقد أن تحسين السمعة أصعب بكثير من بناء صورة ذهنية جديدة.

• ربما بعض «الإثارات» ليست مقصودة لكنها حدثت، وربما بعضها حدث بسبب غرور ونرجسية بعض المذيعين الذين يعتقدون أن البرامج الذي يديرونه هو ملك شخصي وليس عملا جماعيا يعتريه ما يعتري الأعمال البشرية من نقص وزلل.

• على سبيل المثال: في برنامج «اتجاهات» على قناة «روتانا خليجية» كم كبير من الإثارة التي لا يمكن أن تتوقع أنها حدثت بالصدفة، بداية من استقطاب رجل ملتح أو داعية كما يسمى لتقديم بعض حلقات البرنامج مع مذيعته «نادين البدير»، وفي أول تلك الحلقات حضر الداعية ليحاور مع «نادين» فنانة وفتاة صغيرة تصنف على أنها «موديل»، وكان في تلك الحلقة كم من الإثارة.

• وفي حلقة أخرى من «اتجاهات» كان أحد الضيوف الدكتور موافق الرويلي محارب الشهادات الوهمية وكان الحوار عنها؛ إلا أن المذيعة «نادين البدير» لم تكن في أحسن حالاتها الحوارية، بل ظهرت وكأنها لا تدرك تفاصيل قضية «الشهادات الوهمية» ولا تفرق بينها وبين المزورة ولا تعرف طريقة «الرويلي» في كشفها ومحاربتها، لذلك اتهمته بالتشهير ونشر الفضائح، وكذلك زميلها في البرنامج «الداعية» كان يحاور في مجهول بالنسبة له، الأمر الذي استفز الرويلي فهدد بالانسحاب في حال اتهامه بالتشهير؛ لكن نرجسية «نادين» وشعورها بملكية البرنامج جعلاها تطرده من البرنامج وإن كان بطريقة غير مباشرة.

• لا أدافع عن الدكتور موافق الرويلي ولا عن قضيته «الشهادات الوهمية»، لكني أمقت التسلط إذا اجتمع مع الجهل والغرور؛ لذلك أرى أن البرنامج سطح قضية مهمة بسبب جهل المحاورين، حتى وإن ادعت مذيعة البرنامج أنها تمتلك أفضل معدين في العالم العربي، ربما يكون الإعداد جيدا لكن الحقيقة أن ما ظهر به الحوار يكشف جهلها بالقضية وربما عدم فهمها للإعداد.

• البحث عن الإثارة لم يكن فقط في الحلقة بل حتى القناة نشرت تغريدة على حسابها مرفقة بفيديو مجتزأ من الحلقة، وكتبت أن موافق الرويلي ينسحب بعد سؤال عن مصدر شهادته. الحقيقة أن الحلقة كاملة تكشف أن الرويلي هدد بالانسحاب بسبب ضعف الإعداد واتهامه مرات عدة بالتشهير، وأجاب عن السؤال عن شهادته!

• مشكلة إدارة البرنامج أنها كانت تبحث عن إثارة على حساب «موافق الرويلي»، بينما لم تدرك أن مجرد حضوره في حلقة إثارة.

(بين قوسين)

• نادين البدير محاورة جيدة؛ لكن طرق الإثارة في البرنامج قد تخرجها عن العمل الجيد الذي تتقنه.

fwz14@