محمد أحمد بابا

استوزروا شبابكم تستكملوا نصابكم

السبت - 29 ديسمبر 2018

Sat - 29 Dec 2018

الفرصة في استوزار الشباب والشابات من لدن المؤسسات الحكومية والقطاعات الخاصة الكبيرة ذات الاعتبار الاقتصادي المؤثر مواتية في زمن أضحت المعرفة فيه منساقة لقول الله تعالى «ويخلق ما لا تعلمون».

والمقصد من الاستوزار هنا جعل الشخص على سدة الأمر قائدا للنتائج، إذ إن كمية المعلومات - تعاطيا وتداولا - لا تنحصر في زمن تعليم ولا مقياس عمر لسهولة الاستدعاء، وذلك تعويلا على مهارة التوظيف والاستفادة.

وحيث ذلك وارد ومشهود تجربة وأمثلة في عالم اليوم فالشباب مرحلة لدى الجنسين حفية بتكليف وعهد بالأمر رأسَ شأن وقيادة أفراد.

والقيام على خدمات الناس اليوم يجعل النظر منصبا على ما للمرحلة العمرية الشبابية من طاقة طموح وإيجابيات حماس ونضارة تفكير وسرعة إنجاز، عطفا على مجانسة مخرجات الشباب لشباب العصر، والإحصاءات تدل على أكثريتهم وجودا.

حينها فقط يسهل تطبيق قاعدة «الإنسان المناسب في المكان المناسب» وما طلب موسى عليه السلام من ربه حين قال «واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي» من ذلك ببعيد، فنحن نعلم الغالب في سن ابتعاث الرسل.

وفرص الشباب تطفو على السطح في الوزارة والمسؤولية استحقاقا وأولوية ولو جحدها مجحفون وظنوا في الشباب تسرعا وقلة حكمة، فإقصاء الشباب عن موقف القيادة فرصة لاستقطابهم نحو مفاجآت تعكير أو سوء استقطاب.

والتحديات في هذا الاستوزار ربما هي قائمة في إثبات القدرة والتجانس مع المطلوب وكمية الإنتاج والنباهة للتفاصيل، لكن سنة الله ماضية في خلقه، حيث يقول «ثم جعل من بعد ضعف قوة»، وامتلاك المعرفة دراية بأيسر طرق الوصول ومهارة الاستشارات بانعدام مانع النيل من النفس مقارنة بالغير، كل ذلك يجعل من وزير شاب تحديا حين يصعب الامتثال في الكبار، أو يظهر حسد الكارهين من الصغار، أو تطغى عرقلة الخائبين من أصحاب المصالح، لكن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم مع أسامة بن زيد وغيرها من السنن في التاريخ مناسبة الاستشهاد لعصر أساسه الجدارة وإتقان المهارة في الصغير أو الكبير، فالله قال «ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى»، وما الشابات والشباب في أمة وطننا السعودي العربي المسلم اليوم، حيث عرفوا وتعلموا وأحسنوا الخلق والتعامل ووثقوا في قدراتهم، إلا للتحديات أهل إنجاز وعمل يشهد له الواقع.

ولنا في مثل بلوغ الزرع نصابه مساق تشبيه، وحق الحصاد عند تمام النصاب زكاة استيفاء، والساق وجذوع الأشجار وسماد الأرض وما في باطنها قديم الإيجاد، والثمر والمحصول متجدد الظهور يسر إذا أينع الناظرين والمنتظرين، وكذلكم الشباب ثمار الأجيال ونتائج الأوطان وعوان الاتكال.

ومما يقال هنا: إن اختيار القادة مهارة التخطيط وبراعة الرؤية نحو مستقبل الشأن العام، وليس في ذلك انحياز نحو فئة عمرية دون غيرها، ولا جنس دون غيره، والتجربة والممارسات العالمية حولنا تثبت جلوس ابن العشرين بجانب متاخم السبعين ندا، واشتراك ابن الخمسين في لجنة مع ابنة الثلاثين فرسي رهان، واستماع صاحب الخبرات الطويلة لاستشارات متخصص يافع الشباب، وكلام متحدث فذ خاطف للأسماع وهو ابن شهور في تكليفه برأس هرم مؤسسة ما، فالعبرة بمن يستطيع وليست العبرة دوما بالسيرة الذاتية الممتدة في أوراق عرض.

albabamohamad@