أحمد صالح حلبي

أنقذها يا وزير الصحة

الخميس - 27 ديسمبر 2018

Thu - 27 Dec 2018

قبل عقود مضت وتحديدا حينما طرح مخطط الخالدية (1) للبيع، تكفل رجل الأعمال المعروف وابن مكة البار محمد علي مغربي ـ رحمه الله ـ بشراء مربع كامل يضم عدة قطع وهبها لوزارة الصحة، لتكون موقعا بديلا لمستشفى الولادة والأطفال القديم الكائن بحي جرول.

وانتقلت ملكية الأراضي لصالح وزارة الصحة منذ تلك الفترة، أي قبل أكثر من 30 عاما أو تزيد، لكنها ـ أي وزارة الصحة ـ لم تستغل الهبة لما وهبت له، فلم تنشئ مستشفى للولادة والأطفال بالموقع، بل أنشأت المستشفى في موقع آخر يقع بحي النسيم.

أما موقع الخالدية 1 فبقي على ما هو عليه خاليا من أي أعمال إنشائية، فلا مستشفى أقيم عليه ولا حتى مركز صحي، لكن الوزارة مشكورة أحاطت الموقع بسور من واجهاته الثلاث، ووضعت لوحة كتب عليها «الموقع ملك وزارة الصحة».

وما نخشاه ويخشاه كثيرون يا معالي وزير الصحة أن تمضي الأيام والسنين، وتتبخر فكرة المستشفى، ويأتي من يستولي على الموقع، خاصة أن بوادر الاستيلاء قد بدأت بتواجد خزان ماء وبناء مربع بالطوب، أو تتحول الأرض إلى منحة يستفيد منها شخص أو عدة أشخاص، كما حدث لموقع حديقة الخالدية 1، حيث تم منح نصف الموقع لأحد أمناء مدينة جدة السابقين، وأنشأت أمانة العاصمة المقدسة مبنى لها بالنصف الآخر للموقع، أما الحديقة فقد تبخرت، وحرم أبناء الحي حقهم في التمتع بها.

وأمام تزايد أعداد المعتمرين والحجاج كل عام، ومضي نحو 37 عاما على إنشاء مستشفى النور التخصصي، ظل على أسرته البالغة 500 سرير منذ تأسيسه عام 1403 هـ، ويتولى تقديم خدماته على مدار العام للمواطنين والمقيمين والحجاج والمعتمرين، وشكل قربه من المسجد الحرام ضغطا آخر عليه في استقبال الحالات المحولة من داخل المسجد الحرام والقريبة منه، إضافة لاستقباله لحالات الحوادث المرورية بالطرق الخارجية.

ولتخفيف الضغط الذي يشهده مستشفى النور التخصصي، أقترح أن تبدأ وزارة الصحة عبر إدارة البحوث والدراسات بالعمل على إعداد دراسة ميدانية بالتعاون مع هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة، ومديرية الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة، وكلية الطب بجامعة أم القرى، للتعرف على مدى احتياج مكة المكرمة لإقامة مستشفى تخصصي بالموقع الذي يتميز باحتلاله مساحة جيدة، وله إطلالات على شوارع عدة، ويجمع بين قربه من الطريق الدائري الثالث المؤدي إلى جدة من جهة، وإلى المشاعر المقدسة من جهة ثانية، إضافة إلى قربه من شارع عبدالله عريف، وتميزه بالقدرة على الوصول للمنطقة المركزية عبر أنفاق المنصور، وتغطيته لعدد من الأحياء ذات الكثافة السكانية، وكذلك إنشاء مراكز للبحوث والدراسات الطبية داخل محيط المستشفى تختص بأمراض الحج، وأخرى للتدريب الصحي، تختص بكيفية التعامل مع الحالات الطارئة في الحج.

ومن يتابع مستشفيات مكة المكرمة في مواسم الحج والعمرة يرى ما تعانيه من ارتفاع في عدد الحالات التي تستقبلها، وبقاؤها على أسرتها دون زيادة لمواجهة أعداد الحجاج والمعتمرين المتزايدة يؤدي إلى نقل الحالات إلى مدن أخرى مستقبلا، وتحمل الوزارة أعباء أخرى.