حسين باصي

مصير محطات توليد الكهرباء من الوقود الأحفوري

الخميس - 27 ديسمبر 2018

Thu - 27 Dec 2018

عاشت البشرية فترة طويلة تعتمد على الوقود الأحفوري مثل الفحم والبترول والغاز في توليد الكهرباء. وفي حقيقة الأمر ما زلنا نعتمد على الوقود الأحفوري كمصدر رئيس للطاقة، لكن هل سيستمر الوضع كما هو؟

هنالك تقارير وأبحاث عدة تشير إلى أننا لن نستمر في الاعتماد على الوقود الأحفوري لإنتاج الطاقة، وذلك لأسباب كثيرة، بعض هذه الأسباب بيئية وبعضها اقتصادية وأخرى مرتبطة بمشكلة الوفرة.

ومن الجانب الاقتصادي، تشير بعض التقارير إلى أن 42% من محطات توليد الكهرباء من الفحم في أمريكا لم تعد ربحية كما كانت، وإغلاقها سيوفر 78 مليار دولار، كما أن تكلفة إنشاء محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالطاقة الشمسية أو الهوائية قد تكون أقل من التكلفة التشغيلية لمحطات الكهرباء من الفحم. وتعمل الولايات المتحدة الأمريكية حاليا على استبدال عدد كبير من محطات التوليد من الفحم بسعة تصل إلى 15,4 جيجا وات بمحطات الطاقة المتجددة بنهاية العام الحالي. ومن المحتمل إغلاق محطات الكهرباء من الفحم بسعة 24,1 جيجا وات حتى عام 2024.

السر في استبدال هذه المحطات القديمة هو الهبوط السريع في أسعار محطات الطاقة المتجددة، إذ يشير تقرير لازارد السنوي لتكلفة إنتاج الطاقة الإصدار رقم 12 إلى أن سعر الكهرباء الناتجة من الطاقة الشمسية الكهروضوئية انخفض 88% منذ 2009. وانخفض سعر الكهرباء من الطاقة الهوائية بنسبة 69%. في المقابل زادت تكلفة الطاقة من الفحم 9%.

وأشار تقرير لازارد أيضا إلى أن تكلفة محطة الطاقة الشمسية الكهروضوئية تتراوح بين 36 و44 دولارا لكل ميجاوات ساعة حاليا. أما محطات الطاقة الهوائية فقيمتها بين 29 و56 دولارا لكل ميجاوات ساعة. وهذه التكلفة تعد تنافسية مقارنة مع التكلفة التشغيلية لمحطات توليد الكهرباء بالفحم وهي بين 27 و45 دولارا لكل ميجاوات ساعة.

ليست الولايات المتحدة الأمريكية الوحيدة التي تتخلص حاليا من المحطات الأحفورية، فكثير من الدول الأوروبية قامت بالعمل نفسه، بل بعضها استبدل الطاقة النووية بالطاقة المتجددة. ونحن في المملكة العربية السعودية لا نختلف عن هذه الدول، حيث يجري العمل حاليا على تقاعد المئات من المولدات التي تعمل بالديزل وقد تستبدل بالطاقة المتجددة.

إن هذا الانخفاض السريع في تكلفة الطاقة المتجدد حصيلة عمل طويل في مراكز الأبحاث والتطوير في الجامعات والقطاعات الحكومية والخاصة. وعلى سبيل المثال معظم الجامعات في الولايات الأمريكية تملك خططا استراتيجية قوية لتطوير الأبحاث ونقل التقنية إلى الصناعة بشكل ناجح، مما يعني أن مراكز البحث العلمي في تواصل مستمر مع القطاعات الصناعية وعلى دراية كبيرة بتوجهاتها، وبالتالي تقدم لها الخدمات التقنية اللازمة لتطوير منتجاتها، وهذا ما يحصل في كثير من الدول المتقدمة، مما نتج عنه تطور سريع في تقنيات الطاقة المتجددة وأدى إلى انخفاض تكاليفها.