الاختلاسات والكسب غير المشروع يحاصران الاقتصاد الإيراني

الخميس - 27 ديسمبر 2018

Thu - 27 Dec 2018

مع انخفاض الاقتصاد في إيران، وافق المرشد الأعلى علي خامنئي في أغسطس على محاكمة عشرات الأشخاص، بينهم 50 رجلا هذا الشهر بتهم دفع رشاوى واختلاس وإتلاف الاقتصاد، وأعدمت السلطات رجلين متهمين بتهريب عملة أجنبية والتلاعب بسوق العملات الذهبية، حسبما أفادت خدمة الأخبار القضائية الإيرانية في نوفمبر.

واعتقل المسؤولون التنفيذيون المحليون من تويوتا ورينو بتهم الاحتيال غير المحددة، واتهم مستورد للسيارات في الصين بعدم تسليم السيارات المشتراة.

وقال القضاء إنه جرى هذا العام اعتقال مئات من تجار العملة الأجنبية بسبب التعامل في السوق السوداء.

وأعدم السبت الماضي رجل بعد إدانته بتهمة التزوير المصرفي والاحتيال التجاري المرتبط بتجارة القطران، طبقا لصحيفة ول ستريت جورنال.

عدم الشفافية

يصعب تقييم الأعداد الدقيقة للعقوبات بسبب غموض النظام القضائي الإيراني وعدم شفافيته وعدم وجود تحديثات منتظمة من المسؤولين.

يقول الخبراء إن جهود طهران لإخماد الفساد تزداد توترا وقسوة مع تدهور الاقتصاد، وعقب إعادة فرض العقوبات الأمريكية، مما يثير مخاوف الحكومة من الاضطرابات الاجتماعية.

ونفذت إيران نحو 500 عملية إعدام في العام الماضي، وفقا لمنظمة العفو الدولية، وجاءت في المرتبة الثانية بعد الصين، ولكن عمليات الإعدام على الجرائم الاقتصادية كانت نادرة.

وأشار خامنئي في أغسطس إلى أن هدف المحاكم الجديدة «تنفيذ معاقبة المدانين بالفساد الاقتصادي بشكل عاجل وعادل»، وفقا لموقعه على الانترنت.

ولطالما كانت إيران واحدة من أكثر الدول فسادا في العالم، والتي تحتل المرتبة 130 من بين 180 دولة في مؤشر إدراك الفساد لعام 2017 لمنظمة الشفافية الدولية.

ويقول المسؤولون الإيرانيون إن جهودهم مطلوبة للقضاء على الاحتيال والفساد. ومع ذلك، فإن هذه التحركات قد ألقت بظلال من الخوف على مجتمع الأعمال الأوسع، كما قال بعض الإيرانيين، حيث إن الإدارة السيئة والعقوبات الأمريكية تقيدان الاقتصاد.

التراجع

معدلات تراجع الاقتصاد الإيراني منذ العقوبات الأمريكية:

•  بلغ معدل التضخم نحو 30 % في الأشهر الأخيرة، وفقا لصندوق النقد الدولي.

•  خسر الريال أكثر من نصف قيمته منذ يناير في انخفاض تاريخي مقابل الدولار.

• قال صندوق النقد الدولي أخيرا إن اقتصاد إيران سينكمش بأكثر من 3 % العام المقبل. مخاوف إيران

مخاوف إيران

•  احتجاجات الشوارع في ديسمبر التي شهدت أكبر مظاهرات مناهضة للحكومة في غضون عشر سنوات.

•  اندلاع نزاع عمالي طويل الأمد في مصنع للسكر جنوب غرب إيران.

•  أضرب العمال واحتجوا وألقت الشرطة القبض على أربعة أشخاص هناك في 18 نوفمبر، بمن فيهم ممثلان للعمال وناشط في وسائل الإعلام الاجتماعية، وفقا لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الرسمية.

• قدمت السلطات في وقت لاحق تنازلات للعاملين في محاولة لتهدئة الضغوط.

الضغوط والنتائج

• اعتقلت قوات الأمن 17 شخصا بتهم التربح من عمليات احتيال في نظام تداول العملات.

• اتهمت السلطات بعض المستوردين بتزوير الفواتير لتأمين أسعار صرف حكومية تفضيلية بالدولار الأمريكي.

• مع ازدهار السوق السوداء للدولار، ألقت السلطات الإيرانية القبض على المئات من تجار العملة.

• قابل التجار ذلك بالانتقال إلى الأعمال الخفية، حيث لجؤوا إلى الشركات الأمامية لتبادل الأموال وتوصيل الدولارات من الباب إلى الباب.

• اتهمت السلطات رجلا واحدا بالتدخل في الأسواق مقابل الدولار والقطع النقدية الذهبية، مما تسبب في ارتفاع القيم.

• إعدام رجل الأعمال حميد رضا باقري بتهمة الإفساد في الأرض بسبب جرائم تشمل الرشاوى والاحتيال.

• تقدمت قضية وحيد مزلومين الذي أطلقت عليه وسائل الإعلام الإيرانية لقب »ملك العملات المعدنية«، سريعا عبر محاكم الاحتيال الجديدة. وأدين مع شريك له وأعدما في 14 نوفمبر وفقا للهيئة القضائية الإيرانية.

• منع ميسام نصري المسؤول في وزارة الاقتصاد من السفر الشهر الماضي، بعد قيادة مفاوضات إيران للانضمام إلى فرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية لمكافحة غسل الأموال.

«إن مكافحة الفساد في إيران كانت دائما ذاتية ومستخدمة كفكرة سياسية، وبدأ النظام في إدراك الفساد المستشري باعتباره تهديدا وجوديا ويسعى إلى احتوائه على الأقل».

علي فاي - مدير مشروع إيران في واشنطن بمجموعة الأزمات الدولية

«كم نتمنى أن يكون تحسين المستوى المعيشي للشعب أولوية إيران بعيدا عن المغامرات والتدخلات الإقليمية، وللأسف الميزانية التي أقرت تقول بغير ذلك».

أنور قرقاش - وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية