عبدالله محمد الشهراني

ماذا تعلمنا من Sully؟

الأربعاء - 26 ديسمبر 2018

Wed - 26 Dec 2018

في صيف عام 2016م عرض في صالات السينما فيلم Sully، بطولة الفنان المبدع توم هانكس. فيلم جسد رحلة طيران «حقيقية» حدثت في 15 يناير من عام 2009م، أقلعت من مطار لاغوارديا في مدينة نيويورك، وبعد الإقلاع بدقيقتين وعلى ارتفاع 2800 قدم اصطدمت الطائرة بسرب من الطيور الكبيرة، تسبب هذا الاصطدام بفقدان كلا المحركين، وأصبحت الطائرة «تسبح» في الهواء بسرعة تتراوح بين 340 كلم/ساعة إلى 390 كلم/ساعة في بداية النزول. بدأ الكابتن «سولي Sully» ومساعده يدرسان الحلول والبدائل الممكنة، أقرب مدينة.. أقرب مطار.. أقرب مدرج يمكن الوصول له بدون وجود قوة دفع بالطائرة «المحركات».

بداية طلب الكابتن العودة إلى المطار الذي أقلع منه، أعطي الموافقة على ذلك وتم إيقاف جميع الرحلات المقلعة من المطار، لكن تراجع الكابتن عن قراره لعدم المقدرة، وطلب الهبوط في مطار تتربورو في نيو جيرسي، أيضا أخذ الموافقة، لكنه هذه المرة أيقن بعدم المقدرة، وقرر أخيرا الهبوط على نهر هدسون. هبطت الطائرة باحترافية عالية (زي ما قال الكتاب) على النهر ونجا جميع الركاب (150 مسافرا و5 ملاحين) من موت محقق.

هنا تبدأ قصة المقال، عندما أراد المحققون تحويل هذا العمل البطولي إلى خطأ كان من الممكن أن يتسبب في كارثة إنسانية، معتقدين أنه كان من المقدور العودة إلى المطار أو الهبوط في مطار تتربورو، بدلا عن المخاطرة التي قررها «سولي Sully»، واستندوا إلى تجربة «محاكاة Simulation» من شركة ايرباص للرحلة ذاتها وبنفس الظروف والأرقام. نجحت التجربة والتي عرضت على الكابتن ومساعده وأمام جمع كبير من المحققين وأصحاب الشأن. هنا أوقف الكابتن سولي «المسرحية» بعبارة أجدها منعطف ومحور التحقيق والقصة والفيلم أيضا: Can we get serious now ؟

لقد فهم سولي الذي طار قرابة 20 ألف ساعة طيران أن هذه التجربة الناجحة قد فقدت أهم عنصرين في الحدث، أولهما عنصر المفاجأة والمواجهة الأولى لحالة خطرة مثل تلك التي خاضها في رحلته، وكان محقا في ذلك، إذ اعترف الملاحون في جهاز المحاكاة بأنهم قد كرروا التجربة 17 مرة حتى نجحوا. العنصر الثاني هو الوقت، إذ بمجرد اصطدام الطيور في جهاز «المحاكاة « قرر كابتن «جهاز المحاكاة» ومساعده في شركة ايرباص العودة إلى المطار، دون احتساب أي وقت للتفكير والتخطيط في القرار والبدائل المتاحة. وبالفعل تمت إعادة التجربة بفارق 35 ثانية فقط، وكانت النتيجة فشل جهاز المحاكاة في العودة إلى المطار.

(الزبدة)، وهي رسالة للمحققين ومطلقي الأحكام، سواء المتخصصون أو المدرعمون: أن طبيب الطوارئ في الحالات الحرجة لا يملك تلك الميزة العظيمة التي تتوافر للطبيب الاستشاري في العيادة، وهو يقرأ نتائج التحليل وينظر إلى صورة الأشعة وبيده الأخرى قهوة ساخنة وعلى طاولته (دونات بالسكر)، محاولا معرفة مدى تأثير إفرازات المرارة على نبض قلب مريض، فللحالات الحرجة والمواقف المفاجئة دوما منطقها الخاص وحساباتها المختلفة.

  • المكان : نهر هدسون – الولايات المتحدة الأمريكية

  • الحادث : هبوط طائرة على نهر

  • الزمان: 15 يناير 2009م

  • الرحلة وعدد الركاب :

  • الفيلم Sully

  • عرض عام 2016 م

  • 92 % تقييم مستخدمي قوقل

  • 7.5 من 10 تقييم IMDb

  • 60 مليون دولار تكلفته

  • 241 مليون اإيراداته


@ALSHAHRANI_1400