الغذاء.. مشكلة تخلف لا ندرة
الأربعاء - 26 ديسمبر 2018
Wed - 26 Dec 2018
يحذر بعض العلماء من تزايد أعداد سكان الكرة الأرضية، بحجة أن الموارد الغذائية لن تكفي، وأن زيادة عدد السكان يؤدي إلى المجاعات وتزايد الفقر، ومثل هذه الكلمات ليست طارئة أو جديدة أو نتاجا لتطور بشري مهول نشهده ونعيشه اليوم، بل هي قديمة وبدأت منذ وقت مبكر، ولعل النظرية الشهيرة التي أطلقها العالم في مجال الاقتصاد توماس روبرت الذي عاش خلال الفترة 1766 - 1834 خير مثال على ذلك، وجاء فيها أنه في أواخر القرن الثامن عشر سوف تؤدي زيادة عدد سكان الأرض إلى لقضاء على أي زيادة في موارد الطعام، لأن عدد السكان يتزايد بمتوالية هندسية، بينما موارد الطعام تتزايد بمتوالية حسابية، بمعنى بسيط أن هناك تزايدا كثيفا وكثيرا وأكبر للسكان من زيادة الموارد الغذائية على الأرض.
وكما هو واضح فإن القرن الثامن عشر قد مضى وبات من التاريخ البشري، والذي أدى للموت عطشا وإلى المجاعات أسباب وجوانب متعددة، منها التغير المناخي والجفاف والحروب والسياسات الاقتصادية والتنموية الخاطئة لبعض الدول، ولم تكن زيادة عدد السكان إلا عاملا متواضعا أو سببا بسيطا من أسباب كثيرة.
ويمكن بسياسة قويمة تستهدف المستقبل توفير بدائل غذائية، خاصة في هذا العصر المحمل بالمبتكرات التقنية أن تكفي وتسد الحاجة لضعف سكان الكرة الأرضية الحاليين، خاصة ونحن نعلم أن ما تتم زراعته على كوكبنا لا يتجاوز 1% للأراضي الزراعية الفعلية، ونعلم أيضا أن هناك ممارسات متخلفة تقوم بها بعض الدول مثل إلقاء أمريكا للقمح في البحر لتحافظ على أسعاره العالمية، وما تردد عن تخلص الاتحاد الأوروبي من كميات هائلة من الزبدة لنفس السبب، مما يضر المزارعين.
الحال نفسه يمكن قياسه على مستوى الأفراد، فعندما تجتمع أسرة مكونة من أب وأم وثلاثة أطفال لتناول طعام الغداء الذي يطعم الفائض منه عشرة أفراد بالغين، فإن النتيجة المؤسفة أن يجري التخلص من الطعام المتبقي في حاويات القمامة. هذه الممارسات التي تتكرر يوميا وبطرق متنوعة على مستوى الدول وعلى مستوى الأفراد، هي السبب الأساسي في المشكلة، والتي تكمن في تخلف الإنسان، لا في الموارد وشحها أو ندرتها.
@abdullahzayed
وكما هو واضح فإن القرن الثامن عشر قد مضى وبات من التاريخ البشري، والذي أدى للموت عطشا وإلى المجاعات أسباب وجوانب متعددة، منها التغير المناخي والجفاف والحروب والسياسات الاقتصادية والتنموية الخاطئة لبعض الدول، ولم تكن زيادة عدد السكان إلا عاملا متواضعا أو سببا بسيطا من أسباب كثيرة.
ويمكن بسياسة قويمة تستهدف المستقبل توفير بدائل غذائية، خاصة في هذا العصر المحمل بالمبتكرات التقنية أن تكفي وتسد الحاجة لضعف سكان الكرة الأرضية الحاليين، خاصة ونحن نعلم أن ما تتم زراعته على كوكبنا لا يتجاوز 1% للأراضي الزراعية الفعلية، ونعلم أيضا أن هناك ممارسات متخلفة تقوم بها بعض الدول مثل إلقاء أمريكا للقمح في البحر لتحافظ على أسعاره العالمية، وما تردد عن تخلص الاتحاد الأوروبي من كميات هائلة من الزبدة لنفس السبب، مما يضر المزارعين.
الحال نفسه يمكن قياسه على مستوى الأفراد، فعندما تجتمع أسرة مكونة من أب وأم وثلاثة أطفال لتناول طعام الغداء الذي يطعم الفائض منه عشرة أفراد بالغين، فإن النتيجة المؤسفة أن يجري التخلص من الطعام المتبقي في حاويات القمامة. هذه الممارسات التي تتكرر يوميا وبطرق متنوعة على مستوى الدول وعلى مستوى الأفراد، هي السبب الأساسي في المشكلة، والتي تكمن في تخلف الإنسان، لا في الموارد وشحها أو ندرتها.
@abdullahzayed