دخيل سليمان المحمدي

حدد أهدافك في العام الجديد

السبت - 22 ديسمبر 2018

Sat - 22 Dec 2018

إن اختيار الهدف هو الخطوة الأولى للوصول إليه، ومن ثم نبدأ بوضع الخطة المناسبة من استراتيجيات وسياسات وإجراءات وقواعد، ضمن أنموذج أمثل في استخدام الموارد المتاحة والإمكانات، وتدوينها كعناصر أساسية في عملية التخطيط وسلسلة الخطوات والطرق التي تبدأ بدراسة العوامل والظروف المحيطة ببيئة تحقيق الهدف، حيث إن التخطيط من أهم السبل في حياتك كإنسان منتج، ويمثل الوصفة والهيكلة وشرح الخطوات التي ستقوم بها وطريقة القيام بها وتحديد زمانها ومكانها.

ففي كل بداية عام ميلادي جديد نجد أن معظم الشركات والمؤسسات المنتجة تعلن عن خطتها الإنتاجية، ونجد بعض الأفراد أيضا يسعون إلى وضع خططهم السنوية، فمنهم من يخطط لاكتساب مهارات وقدرات جديدة، ومنهم من يخطط للحصول على عمل، ومنهم أيضا من يخطط للزواج أو لشراء منزل وسيارة.

فالتخطيط مع بداية العام للوصول إلى هدف معين يفرض على الشخص التركيز على محاور وخطوات تحقيقه، بدلا من التشتت والعشوائية التي ربما تأخذ من وقته الكثير دون الوصول إلى تحقيق أي هدف، فيجد نفسه في آخر العام (مكانك راوح)، ويجب على كل شخص أن يراجع نفسه وما حققه في العام الماضي، وهل تمكن من تحقيق أي هدف كان يسعى إليه، فإن تحقق ذلك عليه أن يستمر في تحقيق الأكثر، وإن لم يتحقق فعليه محاسبة نفسه ومعرفة أماكن القصور والخلل والأسباب التي حالت بينه وبين الوصول إلى تحقيقه.

ومن الأخطاء الشائعة أن هناك من يضع أحلاما وليس أهدافا، حيث يبالغ فيها جدا بشكل يفوق إمكاناته وقدراته، ويضعها كأهداف في بداية العام، ومن ثم يفشل في تحقيقها، مما يسبب له إحباطا واستياء بسبب عدم تحقيق أحلامه وليس أهدافه، فليست كل الأحلام والأمنيات تصلح أن تكون أهدافا، لذلك يجب أن تكون أهدافك المحددة أهدافا ذكية، أي واقعية وقابلة للتحقيق، فإذا كان الهدف مستحيلا سيؤدي إلى الفشل في تحقيقه، وبالتالي الشعور بالإحباط، لذلك ينبغي وضع الأهداف التي تجعل الشخص يتحدى نفسه، ويبذل قصارى جهده، ولكن ضمن إمكاناته.

نحن في صدد استقبال عام جديد، ويجب علينا أن نعزم على التغيير إلى الأحسن والتطوير إلى الأفضل، وأن نسعى إلى أن تكون نتائجنا أفضل، وذلك وفق المهام اليومية التي حددناها، وتتبع إنجازاتنا ونتائجنا عن طريق جلسة أسبوعية، لأن الأسبوع كما هو معروف هو الوحدة الأساسية للتخطيط للحياة وليس اليوم، ذلك لأن التخطيط اليومي يعطينا رؤية محدودة ليوم واحد أو للقطة مكبرة مقربة تجعلنا مشغولين بما هو قريب جدا من أعيننا، أما التخطيط الأسبوعي فيقدم لنا المنظور الأوسع والشامل لما نفعله، ونحدد أيضا وقتا معينا من كل شهر لتقييم وقياس مدى نجاح خطتنا في تحقيق الأهداف التي وضعناها، وتعديلها لو لم تحقق التقدم المطلوب حتى يمكننا معالجة الخلل ولا ننتظر إلى نهاية العام. مع أمنياتنا للجميع بعام سعيد تتحقق فيه الأهداف السعيدة.

dakhelalmohmadi@