أحمد صالح حلبي

ميزانية التريليون لخدمة الإنسان

الخميس - 20 ديسمبر 2018

Thu - 20 Dec 2018

ما أعلنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله ـ حول الميزانية العامة للدولة للعام المالي الجديد 1440 / 1441هـ، يؤكد أنها أعلى ميزانية تسجل في تاريخ المملكة العربية السعودية، ليس بما حملته من أرقام في حجم الإيرادات والمصروفات عن سابقاتها، لكن بما حملته مؤشراتها من تأكيدات على أن هناك مرحلة تطويرية كبرى ستشهدها المملكة تحمل في مضمونها العمل على تطوير قدرات المواطن وتنمية مواهبه، ونماء المكان ورخاء الأسعار، وهي بشائر خير للمواطنين في مختلف مناحي الحياة، وعلينا أن ندرك أن ما تحقق خلال السنوات القلائل الماضية من تطور ونمو في مختلف المجالات دليل واضح وبرهان ساطع على الجهود المبذولة والأعمال المتواصلة ليكون الغد مشرقا للمواطن وأسرته.

وإن كانت ميزانية التريليون قد منحت مناطق ومحافظات المملكة مبالغ عالية لتنفيذ مشاريع تطويرية، فإن مكة المكرمة تحديدا نالت الكثير من هذه المشاريع، بدءا من المشاريع التعليمية التي تنوعت بين تعليم عام ظهرت نماذج أولية من مشروعاته عبر مجمعات المراحل التعليمية الثلاث، والتي وفرت للطلاب والطالبات أجواء العلم والمعرفة، وتعليم جامعي يضم كليات نظرية وأخرى علمية ذات تخصصات دقيقة.

وإن كانت المشاريع البلدية تمثل واحدة من أبرز ما حملته ميزانية التريليون، فإن ما تم اعتماده من مشروعات بلدية في مكة المكرمة يؤكد حرص القيادة على تطوير المرافق البلدية لتوفير خدمات راقية للمواطنين والمقيمين وقاصدي البيت الحرام من معتمرين وحجاج.

وأمام الدعم اللامحدود من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لتوفير الخدمات للمواطنين في كافة مناطق ومحافظات المملكة، فإن الأمل يبقى في توظيف بنود الميزانية التوظيف الصحيح، وأن نرى استثمارا جيدا لهذه المخصصات واستفادة مثلى منها، تسهم في تطوير الخدمات وتجويدها والارتقاء بمستويات الأداء في المرافق كافة.

وإن كان التعليم يمثل القطاع الأول في اهتمام الدولة وحصوله على نسبة عالية من الميزانية، فإن عليه مسؤولية كبرى في انحسار البطالة وإمداد سوق العمل بالطاقات الشابة المؤهلة القادرة على العمل في أي موقع، وأن تسعى الجهات التدريبية كمعهد الإدارة العامة إلى توسيع البرامج التدريبية على رأس العمل لموظفي وموظفات الدولة، ليواكب الموظف ما يشهده العالم من تطورات متسارعة.

وندرك بأن استمرار مسيرة البناء والتنمية في المملكة لا تعتمد على تنفيذ مشروعات جديدة أو استكمال مشروعات تطويرية، بل في الحفاظ على المشروعات المنفذة، وحث الناشئة على الاستفادة منها بمحافظتهم عليها.

وعلينا أن نواجه المؤامرات الإقليمية والتحديات العالمية بالمحافظة على وحدتنا وتماسكنا، وأن نعمل على تنمية الوطن والمحافظة على مكتسباته، قولا وفعلا.

[email protected]