مستوى تفاعل الجامعات مع المجتمع
الأحد - 16 ديسمبر 2018
Sun - 16 Dec 2018
سأطرح هنا أسئلة أكثر من إعطاء إجابات، تاركا للقارئ الكريم استنتاج الإجابات أو التطوع بإعطاء إجابات. المجتمع يعج بالمشكلات الاجتماعية والاقتصادية والصحية وغيرها، ونسأل عن دور الجامعات في التفاعل مع المجتمع لمعرفة إيجابياته وتعزيزها، وسلبياته وإيجاد الحلول لها.
وقد تعرض المجتمع لبعض الأمراض المعدية مثل سارز وكرونا، فهل تفاعلت الجامعات مع هذه الأمراض وقدمت دراسات وعقدت الندوات وورش العمل لتوعية المجتمع بما يجب عليه فعله؟ كانت لنا الريادة كعرب ومسلمين في كثير من العلوم التي أخذها منا الغرب وتقدم بها، والآن نحن متأخرون في الرياضيات والعلوم، فماذا فعلت الجامعات لإعادة مكانتنا إلينا؟
الأمة العربية والإسلامية كان لها السبق في مجال الرياضيات، واعتمد الغرب في أبحاثه وعلومه وتقدمه واختراعاته على ما قدمه العرب والمسلمون في مجال العلوم والرياضيات، ولم يستفد منه العرب والمسلمون فتخلفوا! هل بادرت الجامعات في البحث عن الطرق والأساليب والوسائل لاستعادة دورنا الريادي؟
ديننا دين العلم والتأمل والتفكر، ونحن أولا وأخيرا أمة اقرأ.
كان لنا دور كبير في العلوم الرياضيات، فالخوارزمي الذي ولد عام 780م كان أول من جعل الحساب علما قابلا للتطبيق العملي، وهو الذي علم أوروبا طريقة الأعداد الجديدة، وكتابتها من اليمين إلى اليسار - كما يكتب العرب لغتهم - وأهمية استخدام الصفر، خاصة في تبسيطه لعمليات الجمع والطرح. وفي 1845م اعترف الغرب على لسان الفرنسي رينان أن علم اللوغاريتمات ينتسب إلى اسم العالم العربي الخوارزمي. وينسب علم المثلثات إلى الفلكي القباني، وبرز عمر الخيام المولود عام 1048م في علم الجبر والهندسة التحليلية ومرتبته هي الثانية في علم الجبر بعد الخوارزمي، وكذلك ابن سينا المولود عام 980م، والبيروني المولود في 973م. هذا مختصر لدورنا كعرب ومسلمين في العلوم والرياضيات التي تعد عصب كل العلوم والتكنولوجيا.
ودعوني أحدثكم عن قصة دخولنا في اختبارات الـ TIMSS (الاختبارات الدولية في العلوم والرياضيات التي تجرى كل أربع سنوات)، عندما كنت أحد الوكلاء في عهد الدكتور محمد الرشيد وزير التعليم الأسبق رحمه الله قررنا الدخول في اختبارات الـ TIMSS عام 2003، وكانت هناك معارضات شديدة من بعض الزملاء آنذاك، ودخلنا فعلا وكانت نتيجتنا متدنية، فقررت الوزارة تبني إحدى سلاسل الرياضيات والعلوم العالمية، وكان ذلك. ثم دخلنا فيها عام 2007، وفي 2011 ثم في 2015. وفي كل مرة كانت نتيجتنا أسوأ من سابقتها، وكانت النتائج تعلن عالميا وبشكل علني. والسؤال الكبير هنا: هل فكرت الجامعات في هذه القضية الكبيرة وتناولتها بالبحث والدراسة وساعدت وزارة التعليم عن طريق مراكز وعمادات البحث فيها على تقديم حلول؟ وتساءلت لماذا فشلت جهود تبني السلسلة العالمية للعلوم والرياضيات؟
في رأيي أن الجامعات مقصرة في دورها في التفاعل مع المجتمع ودراسة مشكلاته وقضاياه بدراستها وتقديم حلول عملية لها. فعلى سبيل المثال: لماذا لم تدرس الجامعات عدم نجاح جهود وزارة التعليم منذ 2003 في تقدمنا في اختبارات الـ TIMSS؟ لماذا لم تدرس كيفية نقل فلسفة المنهج الجديد ومتطلبات ذلك النقل حتى تنجح جهود تدريس السلسلة العالمية للرياضيات والعلوم كما نجحت في الغرب؟ لماذا لم تدرسها الجامعات لنعرف هل ما جرى ترجمة جوفاء أم نقل جوهر فلسفة المنهج؟ لماذا لم تدرس الجامعات المتطلبات الأساسية لنجاح التدريب للارتقاء بمستوى المعلم؟ هذا مثال واحد فقط لقضية كبيرة يعاني منها المجتمع، وما سحبته على هذه القضية يجب أن ينسحب على قضايا ومشكلات كثيرة يعاني منها المجتمع، مثل قضايا الطلاق والعنوسة والمخدرات، وإدمان أطفالنا وشبابنا على استخدام أجهزة العصر وقضاء الساعات الطوال عليها، وغير ذلك من القضايا والمشكلات.
سأغامر بالرأي الذي يقول إن جامعاتنا ومراكزها البحثية بميزانياتها المرتفعة تعيش في برج عاجي بعيدة عن المجتمع. وقبل أن يرد علي أحدهم سأسارع بالقول إن هناك دراسات عملتها الجامعات، لكننا لم نر لها أثرا على الواقع، وهذه قضية أخرى على الجامعات دراستها؛ وهي عدم استفادة المجتمع من الدراسات التي تعملها الجامعات. أرى أن تعيد الجامعات دراسة دورها في المجتمع، وتتأكد بشواهد وأدلة أنها تتفاعل مع المجتمع، وأن لها دورا في حل مشكلاته.
وقد تعرض المجتمع لبعض الأمراض المعدية مثل سارز وكرونا، فهل تفاعلت الجامعات مع هذه الأمراض وقدمت دراسات وعقدت الندوات وورش العمل لتوعية المجتمع بما يجب عليه فعله؟ كانت لنا الريادة كعرب ومسلمين في كثير من العلوم التي أخذها منا الغرب وتقدم بها، والآن نحن متأخرون في الرياضيات والعلوم، فماذا فعلت الجامعات لإعادة مكانتنا إلينا؟
الأمة العربية والإسلامية كان لها السبق في مجال الرياضيات، واعتمد الغرب في أبحاثه وعلومه وتقدمه واختراعاته على ما قدمه العرب والمسلمون في مجال العلوم والرياضيات، ولم يستفد منه العرب والمسلمون فتخلفوا! هل بادرت الجامعات في البحث عن الطرق والأساليب والوسائل لاستعادة دورنا الريادي؟
ديننا دين العلم والتأمل والتفكر، ونحن أولا وأخيرا أمة اقرأ.
كان لنا دور كبير في العلوم الرياضيات، فالخوارزمي الذي ولد عام 780م كان أول من جعل الحساب علما قابلا للتطبيق العملي، وهو الذي علم أوروبا طريقة الأعداد الجديدة، وكتابتها من اليمين إلى اليسار - كما يكتب العرب لغتهم - وأهمية استخدام الصفر، خاصة في تبسيطه لعمليات الجمع والطرح. وفي 1845م اعترف الغرب على لسان الفرنسي رينان أن علم اللوغاريتمات ينتسب إلى اسم العالم العربي الخوارزمي. وينسب علم المثلثات إلى الفلكي القباني، وبرز عمر الخيام المولود عام 1048م في علم الجبر والهندسة التحليلية ومرتبته هي الثانية في علم الجبر بعد الخوارزمي، وكذلك ابن سينا المولود عام 980م، والبيروني المولود في 973م. هذا مختصر لدورنا كعرب ومسلمين في العلوم والرياضيات التي تعد عصب كل العلوم والتكنولوجيا.
ودعوني أحدثكم عن قصة دخولنا في اختبارات الـ TIMSS (الاختبارات الدولية في العلوم والرياضيات التي تجرى كل أربع سنوات)، عندما كنت أحد الوكلاء في عهد الدكتور محمد الرشيد وزير التعليم الأسبق رحمه الله قررنا الدخول في اختبارات الـ TIMSS عام 2003، وكانت هناك معارضات شديدة من بعض الزملاء آنذاك، ودخلنا فعلا وكانت نتيجتنا متدنية، فقررت الوزارة تبني إحدى سلاسل الرياضيات والعلوم العالمية، وكان ذلك. ثم دخلنا فيها عام 2007، وفي 2011 ثم في 2015. وفي كل مرة كانت نتيجتنا أسوأ من سابقتها، وكانت النتائج تعلن عالميا وبشكل علني. والسؤال الكبير هنا: هل فكرت الجامعات في هذه القضية الكبيرة وتناولتها بالبحث والدراسة وساعدت وزارة التعليم عن طريق مراكز وعمادات البحث فيها على تقديم حلول؟ وتساءلت لماذا فشلت جهود تبني السلسلة العالمية للعلوم والرياضيات؟
في رأيي أن الجامعات مقصرة في دورها في التفاعل مع المجتمع ودراسة مشكلاته وقضاياه بدراستها وتقديم حلول عملية لها. فعلى سبيل المثال: لماذا لم تدرس الجامعات عدم نجاح جهود وزارة التعليم منذ 2003 في تقدمنا في اختبارات الـ TIMSS؟ لماذا لم تدرس كيفية نقل فلسفة المنهج الجديد ومتطلبات ذلك النقل حتى تنجح جهود تدريس السلسلة العالمية للرياضيات والعلوم كما نجحت في الغرب؟ لماذا لم تدرسها الجامعات لنعرف هل ما جرى ترجمة جوفاء أم نقل جوهر فلسفة المنهج؟ لماذا لم تدرس الجامعات المتطلبات الأساسية لنجاح التدريب للارتقاء بمستوى المعلم؟ هذا مثال واحد فقط لقضية كبيرة يعاني منها المجتمع، وما سحبته على هذه القضية يجب أن ينسحب على قضايا ومشكلات كثيرة يعاني منها المجتمع، مثل قضايا الطلاق والعنوسة والمخدرات، وإدمان أطفالنا وشبابنا على استخدام أجهزة العصر وقضاء الساعات الطوال عليها، وغير ذلك من القضايا والمشكلات.
سأغامر بالرأي الذي يقول إن جامعاتنا ومراكزها البحثية بميزانياتها المرتفعة تعيش في برج عاجي بعيدة عن المجتمع. وقبل أن يرد علي أحدهم سأسارع بالقول إن هناك دراسات عملتها الجامعات، لكننا لم نر لها أثرا على الواقع، وهذه قضية أخرى على الجامعات دراستها؛ وهي عدم استفادة المجتمع من الدراسات التي تعملها الجامعات. أرى أن تعيد الجامعات دراسة دورها في المجتمع، وتتأكد بشواهد وأدلة أنها تتفاعل مع المجتمع، وأن لها دورا في حل مشكلاته.