فواز عزيز

عودة تصحيح المناهج التعليمية

السبت - 15 ديسمبر 2018

Sat - 15 Dec 2018

• أعتقد أن الجميع لمس الفرحة بقرار وزارة التعليم بعودة منهج الإملاء والخط، وهي بلا شك عودة لتصحيح مسار تطوير المناهج التعليمية.

• حين أعلن وزير التعليم أحمد العيسى عن عودة منهج الإملاء والخط للمرحلة الابتدائية بدءا من الصف الثالث الابتدائي خلال الفصل الدراسي الثاني من هذا العام، تبادرت إلى ذهني أسئلة كثيرة، منها:

1. هل عودة منهج الإملاء والخط تعد قناعة من وزارة التعليم بفشل عملية تطوير مناهج اللغة العربية في المرحلة الابتدائية وتراجعا عن دمج المناهج؟

2. وإذا كانت «العودة» تراجعا عن فشل تطوير منهج مواد اللغة العربية، لماذا لا تعترف وزارة التعليم بهذا الفشل وهي التي تعلم الطلاب بأن الاعتراف بالذنب فضيلة؟

3. خبر عودة منهج الإملاء والخط قابله فرح كبير؛ لأن غيابه السابق لسنوات بعد تطوير المناهج ظهرت نتائجه على أجيال كاملة بعضها على مشارف التخرج في الجامعة ودخول سوق العمل، والسؤال هنا: من هو المتسبب في ذلك، سواء كان مسؤولا أو مسؤولين أو شركة أو لجانا؟ وهل سيبقى المتسبب نفسه يجرب أفكاره ومقترحاته على أجيال قادمة؟

4. هل توقيت عودة منهج الإملاء والخط منتصف العام الدراسي مناسب ومدروس؟ أم إنه «خبط عشواء»؟

5. هل تم إعداد المعلمين لعودة الإملاء والخط أم إنهم فوجئوا بالخبر كبقية الناس؟

• طبعا هذه الأسئلة وغيرها لا تنتقص من قرار العودة للتصحيح؛ لكنها تأتي من باب التفكير الناقد الذي تؤسس له وزارة التعليم في طلاب المرحلة الثانوية، وأكثر من هذه الأسئلة قد تخرج من الطلاب بعد دراستهم لمنهج التفكير الناقد الذي أعلن عنه وزير التعليم مؤخرا.

• معالي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى كشف عن تحول جديد ستشهده استراتيجيات المناهج الدراسية بدءا من الفصل الدراسي المقبل «الثاني» وما يليه من الأعوام، والجميل أنه أكد أن وزارة التعليم لن تتوانى في تنفيذ البرامج والمشاريع والمبادرات التي تستهدف تطوير المنظومة التعليمية بتفاصيلها وأدق جزئياتها وفق متطلبات رؤية 2030، وأن مرحلة تحديث المناهج والمقررات الدراسية وتطوير المحتوى العلمي مستمرة، خاصة في زمن الانفجار المعرفي والمعلوماتي الذي يمثل التحدي الأكبر لدى الطلاب اليوم على مستوى العالم، وألمح الوزير - كما في خبر على موقع وزارة التعليم - إلى أن إدخال مهارات القرن الـ 21 على المقررات الدراسية في المرحلة الثانوية، والتي شملت التفكير الناقد بناء على المنهج الفلسفي، ومبادئ القانون، والثقافة المالية، ستسهم في تهيئة الطلاب والطالبات وتسلحهم بمهارات القرن وحل المشكلات، والمشاركة بشكل متزايد في التواصل بين الثقافات، والتفكير النقدي والإبداعي، والتكامل التكنولوجي.

• وزير التعليم كان في حديثه يتبنى مصطلح «تطوير» ولا يشير إلى مصطلح «إصلاح»، وهنا أذكر أنه فرق بين المصطلحين في كتابه «إصلاح التعليم في السعودية» حين كان يتبنى التفكير الناقد قبل أن يؤسس له في المدارس، وأشار الوزير في كتابه إلى أن عدم الاعتراف بوضوح بقصور النظام التعليمي وبالحاجة إلى إصلاحه يجعل مشاريع تطوير التعليم تدور في فلك الجزئيات والتفاصيل ولا تنفذ إلى العمق، لذلك كنت أتوقع أن يرافق عودة منهج الإملاء والخط اعتراف بالفشل السابق، رغم أن الوزير لا يتحمله، لكن جل المسؤولين عنه ما زالوا في وزارة التعليم، وربما يرتكبون الأخطاء نفسها مستقبلا.

(بين قوسين)

• لا بد مع إقرار المناهج الجديدة «التفكير الناقد والفلسفة والقانون» أن تتبنى وزارة التعليم مبادئ تقبل النقد وتسمع كل الآراء، لا أن تنتظر نتائج مشاريعها ثم تعود وكأنها لم تخسر شيئا.

fwz14@