فضيلة العوامي

الامتحانات وتعاطي المخدرات

الجمعة - 14 ديسمبر 2018

Fri - 14 Dec 2018

حالة من التأهب والقلق يعيشها كثير من أفراد المجتمع في فترة الامتحانات، حيث يعاني فيها الطلاب من مشاكل وأعراض نفسية عدة مقلقة، منها اضطرابات النوم، الخوف والقلق، ضعف الذاكرة وقلة التركيز والنسيان.

كما يعاني فيها بعض الآباء والأمهات من أعراض نفسية مقاربة بسبب الخوف من تدني مستوى أبنائهم الدراسي أو من الفشل وعدم التحصيل.

ويكون الطالب بين ضغط الحصول على درجات مرتفعة والخوف من انخفاض المستوى الدراسي والفشل.

من هنا برزت كثير من الحملات التوعوية التي تنظمها بعض الوزارات الحكومية وبعض أجهزة الدولة لتحذير الطلاب من الاستجابة لمزاعم رفاق السوء ومروجي المخدرات، حيث ينشطون في هذه الفترة لحث الطلاب على تعاطي المخدرات، بحجة أن بعضها يساعد على تخفيف التوتر والقلق، وأن بعضها لزيادة النشاط والتركيز وإطالة ساعات السهر والمذاكرة بدون كلل ولا ملل، وبعضها بحجة أنه يسبب الاسترخاء والراحة ويساعد على النوم.

ويكثر خلال فترة الامتحان الترويج لمخدر الكبتاجون، وهو أحد مشتقات الأمفيتامين، وهي مادة كيميائية منشطة ترفع الحالة المزاجية وتؤدي إلى نشاط زائد في الدماغ. الكبتاجون أو الأبيض أو أبوملف أو أبوقوسين، كما يطلق عليه في دول الخليج، ينتشر على هيئة أقراص بيضاء، كما يمكن استنشاق الشكل الكريستالي منه أو ما يسمى بالشبو، وهو مادة شديدة الخطورة على العقل والجسد.

أحيانا يلجأ الطلاب في المراحل الدراسية المختلفة إلى تعاطي مثل هذه الحبوب بهدف مقاومة النوم وزيادة القدرة على السهر والاستذكار ولزيادة التركيز، ولكن الواقع مختلف تماما، حيث تؤثر هذه الحبوب بشكل مباشر على مراكز الفهم والذاكرة في المخ، كما أنها تفقد الشخص القدرة على الفهم والتركيز والاستيعاب.

والكبتاجون من المخدرات التي تسبب السهر وزيادة النشاط، حيث يتسبب تعاطيه بالسهر لأيام عدة ويضعف الشهية، مما يؤدي إلى فقدان الوزن وسوء التغذية، كما يعاني المتعاطي بعد فترة بسيطة من التعاطي إلى التعود على المادة المخدرة وزيادة الجرعة، وبالتالي الإدمان على المخدرات والدخول في دوامة لا تنتهي سوى بالدخول إلى مصحة الأمراض النفسية وخسارة العقل أو السجن. فالمخدرات منزلق خطير وحفرة عميقة يقع فيها الطالب، فالنهاية الحتمية لتعاطي الكبتاجون هي الخسارة والفشل، واستخدامه لزيادة ساعات العمل أو السهر لأجل التفوق والنجاح يؤدي إلى عكس ذلك تماما.

كما يؤدي تعاطي الكبتاجون إلى حدوث الهلاوس المرضية وتخيل سماع أصوات غير موجودة، وسيطرة الشكوك وجنون الارتياب، وقد يؤدي ذلك بالمدمن إلى الانتقام والعنف وارتكاب الجرائم التي قد تصل إلى القتل، ويسبب الاكتئاب والقلق والتوتر النفسي الشديد، مما قد يودي به إلى الانتحار، وله تأثير غاية في الخطورة على المخ والجهاز العصبي، فهو يدمرهما تدميرا شديدا، وقد يستمر ويسبب أمراضا نفسية مستمرة تستمر وتنتهي يفقدان العقل، كما يسبب عدم التركيز وعدم القدرة على اتخاذ القرارات السليمة، وعدم القدرة على تجميع الأفكار، ومن أضرار الكبتاجون كذلك أنه يؤدي إلى الوقوع في تعاطي الحشيش والمواد الأخرى المخدرة التي تجلب النعاس والنوم، وإلى الإصابة بأمراض القلب، كما يسبب تلفا شديدا في الأسنان، ويتحول لون وجه المتعاطي إلى الشحوب.

نصيحتي الأخيرة لأبنائي الطلاب والطالبات أن يستغلوا قدرة العقل البشرية التي وهبها الله لهم كما هي، وبذل الجهد الطبيعي والاعتماد على النفس وتنظيم أوقات المذاكرة وعدم اللجوء إلى المخدرات، كما أنصح بعدم الانجراف مع رفاق السوء والوحوش البشرية من مروجي المخدرات، فالمخدرات دمار للعقل والجسد، وأنتم الشباب المستهدفون لأنكم عماد المستقبل وسلاح الوطن الذي يحميه، وكذلك عدم أخذ أي حبوب أو قبول تجربتها من أي كان، وتذكروا أن من ينصحكم بتعاطي المخدرات يكرهكم ولا يحبكم.

ونصيحتي لمن وقع في فخ المخدرات أن يتوجه إلى المستشفيات النفسية المتخصصة في علاج الإدمان أو الاتصال بنبراس أو مكافحة المخدرات لمساعدته على التعافي في المستشفى بكل سرية وأمان، والعودة إلى مجتمعه ووطنه سليما معافى من الأذى.