علي الغامدي

التخلص من الذكريات

الخميس - 13 ديسمبر 2018

Thu - 13 Dec 2018

لو كانت هناك آلة لمسح ذكريات الماضي فإلى أي حد ستستخدمها، وما هي الذكريات التي ستتخلص منها؟ سيكتفي البعض بمسح القليل من المواقف، والآخر سيقوم بمسح معظم ذكرياته وقد يتخلص منها بالكامل.

كلنا نملك تلك الذكريات المزعجة، والتي لا نود تذكرها، مثل العلاقات الفاشلة والأحداث المؤلمة والمواقف المحرجة. وكلما حاولنا الهرب منها تلاحقنا الصور والأصوات وتجعلنا نعاني لحظات من الخوف والحزن على أحداث لم تعد موجودة.

هذه المشاعر طبيعية عند الكثير لكنها تتجاوز حدودها إذا وصلت مرحلة الإفراط في التفكير حتى تتسبب بالأذى النفسي لصاحبها، وتنتج عنها حالات اضطراب في المزاج وأمراض نفسية قد تدمر حياة أحدهم بالكامل لشدة تأثر مشاعره بها. عند الحديث عن هذه المعاناة يتبادر إلى الذهن سؤال مهم: ألا يمكن التخلص من هذه الذكريات للأبد؟

في مطلع عام 2012 كان العالم على موعد مع أحد أهم الاكتشافات في علم الأعصاب على مدى التاريخ، حيث تمكن باحث الدكتوراه الشاب ستيف راميرز (26 عاما) من جامعة MIT العريقة من مسح الذكريات الموجودة في الذاكرة، بل تجاوز ذلك إلى استبدال الذكريات المؤلمة بذكريات إيجابية، لكنها كاذبة، ولم تحدث أصلا.

رغم أن أبحاثه ما زالت على مستوى الحيوانات إلا أنها مغرية لتطبيقها على البشر. وتعتمد الطريقة على تثبيط البروتينات المسؤولة عن استرجاع الذكريات المؤلمة، وتحفيز مناطق الذاكرة لبناء أحداث جديدة مزيفة باستخدام إشارات كهربائية موجهة لخلايا الذاكرة.

هناك بوادر ناجحة لتطبيق هذه الأفكار على البشر حيث نجحت بعض مراكز الأبحاث في إنتاج عقاقير تقضي على بعض نوبات الذعر والقلق المرتبطة بالماضي، مثل الخوف من العناكب.

أكبر العوائق التي تعترض استخدام هذه التقنية هي الأخلاقيات العلمية، فرغم أنها قد تكون وسيلة فعالة للقضاء على كثير من الأمراض المتعلقة بأحداث الماضي مثل الاكتئاب ونوبات الذعر واضطرابات ما بعد الصدمة، إلا أن هناك مخاوف من إساءة استخدامها في القضاء على معلومات مهمة لدى العلماء أو شهود عيان على قضية معينة، وتشويه الحقائق بخلق ذكريات مزورة.

فقدان جزء كبير من الذاكرة يعني تغيرا كبيرا في شخصيتك ونظرتك للعالم والسلوكيات التي تمارسها، لأنه تم تشكيلها بناء على الذكريات والتجارب السابقة.

ويبقى السؤال الأهم موجها إليك أنت: إن امتلكت طريقة للتلاعب بذكرياتك فأيهما تفضل: أن تعيش ذكريات حقيقية مؤلمة أم ذكريات جميلة مزيفة؟

  1. جهاز جديد لمسح ذكريات الماضي

  2. ما نوع الذكريات التي تود مسحها؟

  3. ما هي خطورة استخدام هذه التقنية؟




AliGhamdi2@