أحمد صالح حلبي

اهتمام الملك سلمان بخدمات الحجاج والمعتمرين

الخميس - 13 ديسمبر 2018

Thu - 13 Dec 2018

في 3 ربيع الآخر 1436 هـ، وبعد وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، تمت مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملكا للمملكة العربية السعودية، فكانت تلك البيعة بداية لحمل أمانة عظيمة جعلت من الملك سلمان ـ حفظه الله ـ ملكا للعرب والمسلمين، وحاميا للمقدسات الإسلامية.

وكانت من أولى خطواته تدشين التوسعة السعودية الثالثة للمسجد الحرام التي شملت مباني التوسعة، والساحات، والأنفاق، والخدمات، والطريق الدائري الأول، وذلك في رمضان 1436 هـ، واستهدفت التوسعة الجديدة اتساع المسجد الحرام لأكثر من مليون و600 ألف مصل، إضافة لإدخالها أنظمة وخدمات عدة، أبرزها إدخال 78 بابا أوتوماتيكيا بالدور الأرضي تحيط بمبنى التوسعة، وأنظمة متطورة للصوت شملت 4524 سماعة، ونظام إنذار حريق، ونحو 6635 كاميرا مراقبة متحركة، إضافة لإدخال أنظمة النظافة كنظام شفط الغبار المركزي، كما يحتوي المبنى على مشارب لمياه زمزم تبلغ 2528 مشربية تعمل ضمن منظومة متكاملة لمياه زمزم المبردة.

ورغم ما شهده موسم حج العام الماضي 1439 من ارتفاع في أعداد الحجاج، إذ بلغ عددهم وفقا لما أعلنته الهيئة العامة للإحصاء 2.371.675 حاجا، منهم 1.758.722 من خارج المملكة، و612.953 حاجا من الداخل، وبلغ عدد الحجاج الذكور من الإجمالي العام لأعداد حجاج الداخل والخارج 1.327.127 حاجا، وعدد الحاجات الإناث من الإجمالي العام 1.044.548 حاجة، شهدت عمليات نقل الحجاج داخل مكة المكرمة ومناطق المشاعر المقدسة تطورا بارزا، وقد سجلت الإحصاءات تمكن حجاج بيت الله الحرام من التنقل بين مقار سكنهم والحرم المكي الشريف لأداء صلواتهم بالمسجد الحرام، والعودة لمقار سكنهم، عبر أكثر من 60 مليون رحلة، استخدمت خلالها حافلات خاصة بنقل الحجاج مكيفة ومريحة.

وفي المشاعر المقدسة كانت الخطوات العملية متسارعة، وقد وقع مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس هيئة تطوير المنطقة الأمير خالد الفيصل في شعبان الماضي سبع اتفاقيات تتضمن تنفيذ 10 مشاريع عاجلة بالمشاعر المقدسة، تشمل إنشاء جسر لفصل حركة المشاة عن حركة الحافلات، وإنشاء دورات مياه، وتنفيذ بوابات وسياجات ومحطات إركاب، والتغطية الخرسانية لقناة التصريف ومنع تساقط الصخور، وإضافة منحنى التفاف للخلف عن طريق ترددية تركيا شرق جسر الملك فيصل، وتهذيب المنطقة الواقعة أعلى مناطق حجاج تركيا وأوروبا بمزدلفة، وتعديل طرق نقل الترددي لخدمة حجاج إيران وأفريقيا غير العربية بمزدلفة، وإضافة سور معدني على الحواجز الخرسانية بمزدلفة، وإزالة الاسفلت وتسوية ساحات بمزدلفة، وإنشاء حواجز خرسانية لفصل حركة المشاة بمزدلفة، وتسهيل دخول وخروج الحافلات لحجاج أفريقيا غير العربية في المصاطب العلوية بعرفات.

وشهد عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ يحفظه الله ـ تطورا بارزا في مخيمات الحجاج بعرفات، حيث استبدلت الخيام التقليدية بخيام مطورة مقاومة للحريق والعواصف الهوائية، تحتوي كل منها على تكييف خاص وبرادات مياه، إضافة إلى فرش كامل لها.

وهيأت وزارة الصحة خلال موسم حج العام الماضي 1439 عددا من المستشفيات والمراكز الصحية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة، إذ جهزت 25 مستشفى و150 مركزا صحيا، وأكثر من 25 ألف ممارس صحي، وخمسة آلاف سرير للتنويم، و180 سيارة إسعاف، و18 نقطة طبية في قطار المشاعر.

خلاصة القول أن ما تسخره المملكة العربية السعودية من جهود وما توفره من خدمات لحجاج بيت الله الحرام كل عام بكل القطاعات والأجهزة، إنما هو تأكيد على حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على تذليل كل الصعاب أمام حجاج بيت الله الحرام، وهو ما حرصت عليه المملكة على مدار تاريخها لتيسير الحج على المسلمين.

وعلينا كمواطنين اليوم ونحن نحتفل بذكرى مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملكا أن نسير على نهجه الذي رسمه في العمل بجد واجتهاد، لتبقى المملكة محط إعجاب وتقدير العالم في كل المجالات، خاصة مجال خدمات الحجاج الذين تتشرف المملكة ملكا وحكومة وشعبا بخدمتهم على مدار الساعة.

[email protected]