بأيد سعودية

أحداث سعيدة وإنجازات مهمة حصلت مؤخرا تثبت جدارة وإمكانات الشباب السعودي. ويأتي إطلاق القمرين الصناعيين وتطوير أنظمة الاتصالات على طائرات الخطوط السعودية كعينة من هذه الإنجازات المهمة. وهي مهمة من عدة نواح.. أهمها زرع الثقة في نفوس الشباب بأنه ليس هناك شيء مستحيل، ومهمة أيضا من جهة تعزيز إيمان أصحاب القرار في القطاعين العام والخاص بأن توطين الصناعة أمر له نتائج إيجابية تنعكس على بلادنا وعلى ثقافتها.

قد فرحنا جميعا ونحن نرى الصاروخ الذي يحمل القمر الصناعي السعودي ينطلق إلى الفضاء، وفرحنا أكثر عندما علمنا بأن صناعته تمت في معامل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وأنه سوف يتم تشغيله وإدارته من قبل المدينة أيضا. حقا شيء مشرف. وإلى جدة، حيث تم بالتعاون بين الخطوط السعودية وشركة تقنية الوطنية، تطوير أنظمة الاتصالات في الطائرات. وهذا التطوير سوف يمكن المسافر من مشاهدة القنوات الفضائية مباشرة ويزيد من سرعة الانترنت في الطائرة، إضافة إلى أنه يمكن الطائرة من استقبال الإشارات اللازمة والتزامن مع الأنظمة الحديثة. لقد تمكن الشباب السعودي في شركتي السعودية لهندسة وصناعة الطيران وتقنية السعودية من إنجاز المشروع في وقت قصير وبجودة عالية، وبهذا أصبح هذا الفريق من شبابنا أول من أنجز هذا المشروع في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

حقيقة، وليست مبالغة، نحن نملك كوادر (يدها تتلف بالحرير)، وليس في قطاع الطيران والفضاء فقط، بل حتى في الطب والكيمياء وفي كل القطاعات والتخصصات. كوادر تتحدى المصنعين، بل تعدل على أنظمتهم وإجراءاتهم. أتذكر الآن وأنا أكتب هذا المقال أنه وقبل أقل من شهر، قامت شركة أيرباص بتعديل في دليل صيانة طائرات A320 ، وكان مما يبعث على الفخر والاعتزاز أن هذا الاكتشاف والتعديل قام به شاب سعودي يدعى عبدالرحمن العبسي. (معلمين الشباب... ما شاء الله تبارك الرحمن).

إنجازات كثيرة وكبيرة ومساحة المقال لن تستوعبها جميعها لكنها تثبت أننا في الطريق الصحيح، وبسبب الدعم الواضح من قيادة البلاد ـ حفظهم الله ـ سوف نكون في الطريق الصحيح «السريع» دائما بحول الله، وكل ما يحتاجه الشباب هو مزيد من الفرص من أصحاب القرار. فالإنجاز يتطلب ثقة بالنفس لدى الشباب وإيمانا من أصحاب القرار بإمكانات الشباب وقدراتهم المتميزة.

@ALSHAHRANI_1400