"القوى المتطرفة تهدد أمننا"

قادة دول الخليج يعقدون اجتماع الدورة الـ 39 لمجلس التعاون الخليجي بالرياض
قادة دول الخليج يعقدون اجتماع الدورة الـ 39 لمجلس التعاون الخليجي بالرياض

الاحد - 09 ديسمبر 2018

Sun - 09 Dec 2018

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية قام من أجل تعزيز الأمن والاستقرار والنماء والازدهار والرفاه لمواطني دول المجلس، فهم ثروتنا الأساسية وبهم تتحقق الرؤى والآمال.

وقال الملك سلمان في كلمته لدى ترؤسه اجتماع الدورة الـ 39 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون في قصر الدرعية بالرياض بحضور قادة ورؤساء وفود دول "إن منطقتنا تمر بتحديات وتهديدات لا تخفى عليكم فلا تزال القوى المتطرفة والإرهابية تهدد أمننا الخليجي والعربي المشترك، ولا يزال النظام الإيراني يواصل سياساته العدائية في رعاية تلك القوى والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى".

ثم عقد قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية جلسة عملهم المغلقة.

وضم وفد المملكة في أعمال اجتماع الدورة، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، ووزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد العيبان، ووزير الخارجية عادل الجبير، ووزير المالية محمد الجدعان.

وأقام خادم الحرمين الشريفين في قصر الدرعية مأدبة غداء تكريما لإخوانه قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وكان قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وصلوا إلى الرياض اليوم، وكان خادم الحرمين الشريفين في مقدمة مستقبليهم.

حيث وصل نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عمان فهد بن محمود آل سعيد، ونائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وملك مملكة البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح.

نص كلمة خادم الحرمين الشريفين

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله

إخواني أصحاب الجلالة والسمو

أصحاب المعالي والسعادة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

يطيب لي أن أرحب بكم في بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية واستجابة لرغبة أخي صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان تستضيف المملكة الدورة الـ 39 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ويسعدني أن أبعث بأطيب تمنياتنا لجلالة أخينا العزيز السلطان قابوس سائلا المولى عز وجل التوفيق والسداد لسلطنة عمان الشقيقة في رئاسة أعمال مجلس التعاون في دورته الحالية.

كما أعرب عن بالغ الشكر والتقدير لأخي العزيز صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة على جهوده المباركة في رئاسة أعمال الدورة الماضية، والشكر موصول لمعالي الأمين العام ومنسوبي الأمانة على جهودهم في متابعة وتحضير أعمال المجلس.

إخواني أصحاب الجلالة والسمو

لقد قام مجلس التعاون لدول الخليج العربية من أجل تعزيز الأمن والاستقرار والنماء والازدهار والرفاه لمواطني دول المجلس فهم ثروتنا الأساسية وبهم تتحقق الرؤى والآمال. وأثق أننا جميعا حريصون على المحافظة على هذا الكيان وتعزيز دوره في الحاضر والمستقبل.

لقد حبا الله عز وجل دولنا بثروات بشرية وطبيعية عززت دورها الحضاري في المنطقة والعالم، الأمر الذي يتطلب منا جميعا تسخير طاقاتنا لخدمة شعوب المجلس والحفاظ على أمن واستقرار دولنا والمنطقة.

إن منطقتنا تمر بتحديات وتهديدات لا تخفى عليكم فلا تزال القوى المتطرفة والإرهابية تهدد أمننا الخليجي والعربي المشترك ولا يزال النظام الإيراني يواصل سياساته العدائية في رعاية تلك القوى والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وهذا يتطلب منا جميعا الحفاظ على مكتسبات دولنا، والعمل مع شركائنا لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، والإصرار على ضرورة تحقيق الضمانات الكاملة والكافية تجاه برنامج إيران النووي وبرنامجها لتطوير الصواريخ الباليستية.

إخواني أصحاب الجلالة والسمو

تواصل المملكة الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية في المحافل الدولية، وتحتل القضية الفلسطينية مكان الصدارة في اهتماماتها وتسعى لحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وتناشد المملكة المجتمع الدولي للقيام بمسؤولياته باتخاذ التدابير اللازمة لحماية الشعب الفلسطيني من الممارسات العدوانية الإسرائيلية التي تعد استفزازا لمشاعر العرب والمسلمين وللشعوب المحبة للسلام.

ولقد حرصت دول التحالف بطلب من الحكومة الشرعية في اليمن على إنقاذ اليمن وشعبه من فئة انقلبت على شرعيته وعمدت إلى العبث بأمنه واستقراره، كما عملت دول التحالف على إعادة الأمل للشعب اليمني من خلال برامج الإغاثة والمساعدات الإنسانية، كما تواصل دول التحالف دعمها لجهود الوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية وفقا لقرار مجلس الأمن 2216، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ونتائج الحوار الوطني اليمني الشامل.

وتدعو المملكة لحل سياسي يخرج سوريا من أزمتها ويسهم في قيام حكومة انتقالية تضمن وحدة سوريا وخروج القوات الأجنبية والتنظيمات الإرهابية منها.

كما تحرص المملكة على بناء علاقات متينة واستراتيجية مع الشقيقة العراق التي تشكل ركنا أساسيا في منظومة الأمن العربي.

وفي الختام أجدد ترحيبي بكم جميعا في بلدكم الثاني، راجيا المولى عز وجل أن يكلل أعمال هذه القمة بالنجاح ويوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أمير الكويت: إيقاف الحملات الإعلامية يعزز احتواء خلافاتنا

وألقى أمير الكويت رئيس الدورة السابقة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح كلمة تقدم فيها بخالص الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين لاستضافة أعمال الدورة وعلى حفاوة الاستقبال وحسن الإعداد لھذا اللقاء المهم الذي يجمعنا في إطار بيتنا الخليجي، مؤكدا حرص الجميع على دعمه والسعي المتواصل على الحفاظ عليه.

وقال "يسرني بمناسبة انعقاد دورتنا ھذه التي تتزامن مع ذكرى تولي أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم في الثالث من ربيع الآخر أن أتقدم بخالص التھنئة متضرعا إلى الباري عز وجل أن يمده بموفور الصحة والعافية ليواصل مسيرة العطاء والازدھار للمملكة الشقيقة".

وأضاف أمير الكويت قائلا "إن انعقاد ھذه الدورة لمجلسنا الموقر في موعدھا المحدد رغم الظروف التي نمر بھا يؤكد حرصنا جميعا على مجلس التعاون واستمرار آلية انعقاد دوراته، كما يجسد إدراكنا لحجم الإنجازات التي تحققت لنا في إطاره وسعينا للحفاظ على ھذه المنجزات باعتبارھا تحقيقا واستجابة لتطلعات وطموح أبناء دول المجلس، وفي ھذا الصدد فقد توصلنا والحمد وبفضل توجيھاتكم وحرصكم إلى عقد اجتماعات لعدد من اللجان الوزارية على مدى العام الماضي التي تؤكد على حيوية وفعالية مسيرة التعاون بين دول المجلس في المجالات كافة والمرفوعة اليوم لمجلسكم الموقر لإقرارھا".

وتابع الشيخ صباح الصباح يقول: إننا ندرك الأوضاع التي تعيشھا منطقتنا والتحديات الخطيرة التي تواجھھا وتصاعد وتيرتھا المقلق الأمر الذي يدعونا أن نجسد وحدة كياننا وأن نعزز عملنا المشترك لدعم مسيرتنا، ولعل أخطر ما نواجھه من تحديات الخلاف الذي دب في كياننا الخليجي واستمراره لنواجه تھديدا خطيرا لوحدة موقفنا وتعريضا لمصالح أبناء دولنا للضياع وليبدأ العالم وبكل أسف بالنظر لنا على أننا كيان بدأ يعاني الاھتزاز وأن مصالحه لم تعد تحظى بالضمانات التي كنا نوفرھا له في وحدة موقفنا وتماسك كياننا، وفي سياق حديثنا عن التحديات التي نواجھھا لا بد لنا من التأكيد على قلقنا من تنامي ظاھرة الإرھاب واستنكارنا لھا، مشددين على ضرورة تضافر جھودنا للتصدي لھا وتخليص العالم من شرورھا.

وأكد أنه انطلاقا من حرصنا على الحفاظ على وحدة الموقف الخليجي وسعيا منا لتدارك الأمر في وضع حد للتدھور الذي نشھده في وحدة ھذا الموقف وتجنبا لمصير مجھول لمستقبل عملنا الخليجي، فإننا ندعو إلى وقف الحملات الإعلامية التي بلغت حدودا مست قيمنا ومبادئنا وزرعت بذور الفتنة والشقاق في صفوف أبنائنا وستدمر كل بناء أقمناه وكل صرح شيدناه.

وقال أمير الكويت "إننا على ثقة أيھا الإخوة بأنكم تشاركونني الرأي بأھمية الاستجابة لھذه الدعوة بوقف الحملات الإعلامية التي ستكون مدعاة ومقدمة لنا جميعا لتھيئة الأجواء التي ستقود حتما إلى تعزيز الفرص بقدرتنا على احتواء أبعاد مما نعانيه اليوم من خلاف.

وأضاف أن استمرار الصراع في اليمن يشكل تھديدا مباشرا لنا جميعا ونأمل كل التوفيق للمشاورات السياسية الدائرة الآن في السويد التي استجابت الكويت بتقديم الدعم اللوجستي لھا، وصولا إلى الحل السياسي المنشود القائم على المبادرة الخليجية وآلياتھا التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن 2216، مشيدا في ھذا الصدد بالأصدقاء في السويد على رعايتھم لھذه المشاورات وسعيھم لتوفير الظروف المناسبة لإنجاحھا.

وأشاد بالجھود الكبيرة التي يبذلھا التحالف الدولي لدعم تلك المشاورات وإنجاحھا، إضافة إلى المساعدات الإنسانية الضخمة التي يقدمھا التحالف للتخفيف من آثار الظروف الإنسانية القاسية التي يكابدھا أشقاؤنا في اليمن.

وأكد أمير الكويت أنه لا تزال الكارثة الإنسانية في سوريا الشقيقة مستمرة ولم تفلح الجھود الدولية في إيجاد حل لھا لتستمر المعاناة ويتضاعف التھديد لأمن واستقرار المنطقة والعالم، متمنين لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الجديد لسوريا بيدرسن التوفيق في مھمته الجديدة، وصولا إلى الحل السياسي المنشود القائم على قرارات الشرعية الدولية وجنيف ومقدرين الجھود التي بذلھا سلفه السيد ستيفان ديمستورا.

وهنأ العراق على التطورات الإيجابية التي تحققت لھم باستكمال العملية السياسية باختيار القيادات الثلاث، معربا عن التطلعات بأن يتمكن الأشقاء في العراق من إعادة البناء لإزالة آثار ما شھده العراق الشقيق من دمار وليتحقق لأبنائه تطلعاتھم بالأمن والاستقرار والازدھار.

وعن وحول مسيرة السلام التي وبكل أسف تعاني جمودا وتجاھلا من قبل المجتمع الدولي، أكد أمير دولة الكويت حرص دول المجلس على المسارعة باستئناف عملية السلام وصولا إلى اتفاق سلام شامل ودائم وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية دعما وتعزيزا لاستقرار المنطقة والعالم، كما أكد أهمية أن تستند العلاقات مع الجمھورية الإسلامية الإيرانية على المبادئ التي أقرھا ميثاق الأمم المتحدة وفي مقدمتھا عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة الدول والالتزام بقواعد حسن الجوار، تحقيقا لكل ما نتطلع إليه جميعا من أمن واستقرار وسلام لمنطقتنا.

وعبر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني عن وافر الاعتزاز والعرفان للجهود الحثيثة والمساعي الموفقة التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين من أجل ترسيخ العمل الخليجي المشترك، وتأكيد تلاحم دول المجلس وتكاتفها وتضامنها، وتعميق روابط الأخوة والمحبة بين شعوبها، مهنئا خادم الحرمين الشريفين بمناسبة الذكرى الرابعة لمبايعته وتوليه مقاليد الحكم، سائلا المولى العلي القدير أن يمد في عمره، ويعينه على تحقيق آماله في مواصلة المسيرة التنموية الشاملة في أرض الحرمين الشريفين.

وأشار إلى أن هذه الدورة تنعقد في ظل أوضاع إقليمية حساسة وتحديات صعبة تتطلب من دول مجلس التعاون مزيدا من التضامن والتلاحم، وقدرا كبيرا من العمل الجاد لمواصلة الجهود لتعزيز التنسيق والتكامل والترابط بين دول المجلس، وترسيخ القواعد التي قامت عليها هذه المنظومة الشامخة التي أصبحت، بفضل من المولى القدير وبجهودكم وقيادتكم الحكيمة ورؤيتكم الثاقبة، محط أنظار وتقدير دول العالم الشقيقة والصديقة والحليفة.

ودعا نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء في سلطنة عمان فهد بن محمود آل سعيد قادة دول مجلس التعاون إلى العمل بما جاء في كلمة أمير الكويت، والتي جاءت معبرة ويقتدى بها في عمل مجلس التعاون، راجيا أن تجسد هذه المعاني واقعا يحمي المجلس ويوفقه دائما لكل خير.

خارطة طريق لتحقيق التكامل بين دول الخليج

أكد قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أهمية استكمال البرامج والمشاريع اللازمة لتحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز التي أقرها القادة بقمة الرياض في ديسمبر 2015، ووجهوا باتخاذ الخطوات اللازمة لذلك، وذلك خلال اختتام أعمال القمة في قصر الدرعية بالرياض، و"إعلان الرياض" الذي تلاه الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني.

نص البيان

بعد مرور نحو 37 عاما على تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية، تثبت المخاطر التي تهدد أمن واستقرار المنطقة، والتحديات الاقتصادية التي تمر بها، أهمية التمسك بمسيرة المجلس المباركة وتعزيز العمل الجماعي وحشد الطاقات المشتركة لمواجهة تلك المخاطر والتحديات، وتلبية تطلعات مواطني دول المجلس في تحقيق المزيد من مكتسبات التكامل الخليجي.

ندرك اليوم النظرة الثاقبة للقادة الذين تولوا تأسيس هذا المجلس في مايو 1981: حيث نص النظام الأساسي الذي أقره المؤسسون على أن الهدف الأسمى لمجلس التعاون هو "تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين وصولا الى وحدتها، وتعميق وتوثيق الروابط والصلات وأوجه التعاون القائمة بين شعوبها في مختلف المجالات.

واليوم يؤكد قادة دول المجلس حرصهم على الحفاظ على قوة وتماسك ومنعة مجلس التعاون، ووحدة الصف بين أعضائه، لما يربط بينها من علاقات خاصة وسمات مشتركة أساسها العقيدة الإسلامية والثقافة العربية، والتاريخ العريق والمصير المشترك ووحدة الهدف التي تجمعها وتربط بين أبنائها.

لقد حقق مجلس التعاون إنجازات مهمة خلال مسيرته، مما أسهم في جعل هذه المنطقة واحة للاستقرار والأمن والرخاء الاقتصادي والسلم الاجتماعي، كما تم تحقيق الكثير من الإنجازات نحو تحقيق المواطنة الخليجية الكاملة، إلا أن التحديات المستجدة التي نواجهها اليوم تستوجب تحقيق المزيد لتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك، واستكمال خطوات وبرامج ومشاريع التكامل الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والأمني والعسكري.

وقدمت كافة دول المجلس خلال العقود الماضية رؤى طموحة لمسيرة المجلس، أطلقت من خلالها مشاريع تكاملية هامة في جميع المجالات، تهدف إلى استثمار ثروات دول المجلس البشرية والاقتصادية لما فيه مصلحة المواطن في دول مجلس التعاون.

ووضعت رؤية خادم الحرمين الشريفين الأسس اللازمة لاستكمال منظومة التكامل بين دول المجلس في جميع المجالات.

أسس لازمة لتحقيق رؤية خادم الحرمين

1 وضع خارطة طريق تشمل تفعيل الإجراءات اللازمة لتحقيق رؤية القادة بتحقيق التكامل بين دول المجلس، ووضع الأسس لتأطير وتنظيم علاقات الدول الأعضاء مع المجتمع الدولي، بما يضمن تحقيق المزيد من النمو والرخاء لتحقيق تطلعات المواطنين، وانسجام الإصلاحات الاقتصادية التي تشهدها دول المجلس مع أهداف العمل الخليجي المشترك، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وإعلاء مكانة دول مجلس التعاون والارتقاء بأداء أجهزته وتعزيز دوره الإقليمي الدولي.

2 في المجال الاقتصادي وجه القادة بالالتزام الدقيق بالبرامج الزمنية التي تم إقرارها لاستكمال خطوات التكامل الاقتصادي بين دول المجلس، والتطبيق الشامل لبنود الاتفاقية الاقتصادية، وإزالة كافة العقبات والصعوبات التي تواجه تنفيذ قرارات العمل المشترك، وعلى وجه الخصوص تذليل العقبات في طريق استكمال متطلبات السوق الخليجية المشتركة والاتحاد الجمركي، وإصدار الأنظمة التشريعية اللازمة لذلك، بهدف تحقيق الوحدة الاقتصادية بين دول المجلس بحلول عام 2025.

3. في مجال الدفاع المشترك لدول مجلس التعاون، فإن تعيين قائد القيادة العسكرية الموحدة لمجلس التعاون، خطوة مهمة لاستكمال المنظومة الدفاعية المشتركة، ووجه أصحاب الجلالة والسمو بسرعة إنجاز جميع الإجراءات الخاصة بتفعيل القيادة العسكرية الموحدة ومباشرتها لمهامها، وإنشاء الأكاديمية الخليجية للدراسات الاستراتيجية والأمنية، بهدف تأسيس القيادة العسكرية الموحدة على أسس استراتيجية متينة، وتأهيل القيادات العسكرية الخليجية لأداء تلك المهام.

4 في المجال الأمني، أكد القادة أهمية الدور المحوري لمجلس التعاون في صيانة الأمن والاستقرار في المنطقة، ومكافحة التنظيمات الإرهابية، من خلال التكامل الأمني لدول المجلس، والتصدي للفكر المتطرف من خلال تأكيد قيم الاعتدال والتسامح والتعددية وحقوق الإنسان، والالتزام بسيادة القانون وإرساء قواعد العدل، المستمدة من ديننا الإسلامي الحنيف والتقاليد العربية الأصيلة. والعمل مع شركاء مجلس التعاون في المجتمع الدولي للقضاء على ظاهرة الإرهاب وتجفيف منابعه، ومواجهة ما تقوم به بعض الميليشيات والجماعات الإرهابية من أعمال لتقويض مقدرات وثروات دول المنطقة.

5 أكد القادة الأهمية القصوى لبلورة سياسة خارجية موحدة وفاعلة لمجلس التعاون، تستند إلى النظام الأساسي للمجلس وتعمل على حفظ مصالحه ومكتسباته وتجنبه الصراعات الإقليمية والدولية، مؤكدين دعمهم للقضية الفلسطينية ووحدة الصف الفلسطيني، وحرصهم على مد يد العون للأشقاء في اليمن وكافة الدول العربية، بما يحقق لتلك الدول الأمن والاستقرار، والرخاء الاقتصادي.

6 وجه القادة بتعزيز الشراكات الاستراتيجية وعلاقات التعاون الاقتصادي والثقافي والتنسيق السياسي والأمني بين مجلس التعاون والدول الصديقة والمنظومات الإقليمية الأخرى، بما ينسجم مع المتغيرات في النظام الدولي وبهدف الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، وتم التأكيد على استمرار ما دأبت عليه دول المجلس من تقديم المساعدات للدول الشقيقة والصديقة، من خلال البرامج الإنسانية والتنموية العديدة التي تمولها دول المجلس في كافة أنحاء العالم، انطلاقا من واجبها الإنساني وقيمها الإسلامية والعربية.

7 أكد القادة على الدور المهم المنوط بالمواطن في دول المجلس، وبقطاع الأعمال، والمرأة والأسرة الخليجية، والمنظمات الأهلية، للحفاظ على مكتسبات مسيرة المجلس، وتقديم المقترحات البناءة لدعمها وتعزيزها، وتنفيذ القرارات والتوجيهات التي أصدرها أصحاب الجلالة والسمو في هذه القمة.