محمد علي العاوي

خادم الحرمين يسعد مواطنيه بجولة تاريخية

الاثنين - 03 ديسمبر 2018

Mon - 03 Dec 2018

حالة من الترحيب الشديد تغمر مواطني المملكة وهم يشاهدون حادي ركبهم الميمون، وقائد مسيرتهم الظافرة، الملك سلمان بن عبدالعزيز وهو يتجول في مناطق بلادهم المختلفة، برفقة ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، والوزراء وكبار المسؤولين، متفقدا أحوالهم ومستفسرا عن أوضاعهم، في أجلى صور التلاحم بين القيادة والشعب، وهي الصفة التي امتازت بها بلادنا منذ توحيدها على يد الملك المؤسس المغفور له بإذن الله عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وسار عليها أبناؤه الملوك الأجلاء الذين دأبوا على تذليل كل الصعاب وحل كل المشكلات. وأبلغ دليل على ذلك هو حرص الملك سلمان على الإفراج عن كل المعسرين الذين دخلوا السجن بسبب قضايا مالية، وتبرعه بسداد ما عليهم من ديون، في لفتة إنسانية راقية أعادت البسمة إلى وجوه أطفال صغار يتلهفون لعودة والديهم، وأمهات ذرفن الدموع حزنا على فراق أبنائهن.

ولا خلاف على أن من أبرز نعم الله على عباده القيادة الرشيدة التي تمتلك الرغبة في إسعاد شعوبها وتسعى في رفعة شأنهم وترقية أوضاعهم، وهذه النعمة كبيرة بلا شك، فكم من بلاد تملك ثروات اقتصادية كبيرة وقدرات هائلة، لكن مواطنيها لم يتمتعوا بها ولم يهنؤوا، لأن قادتهم لم ينذروا أنفسهم لخدمة شعوبهم، ولم يحظوا بالقدر الكافي من الإحساس بالمسؤولية التي على عواتقهم، أو لوجود نزاعات عرقية أو دينية بين مواطنيها. لذلك فإن قيادة هذه البلاد التي هي حاضنة الحرمين الشريفين وأرض الرسالة الإسلامية هي السبب الرئيسي - بعد توفيقه جل وعلا - فيما وصلت إليه من تقدم وتطور في كل المجالات، مما أهلها لدخول قائمة العشرين لأكثر الدول تطورا في العالم، لذلك فإن التلاحم الفريد الذي ننعم به بين قيادتنا الحكيمة وشعبنا الوفي، هو السر في استمرار التنمية وتواصل النجاحات، وتزايد اللحمة الوطنية، وصدق الانتماء والرغبة في بذل الغالي والنفيس حتى تبقى راية التوحيد عالية خفاقة.

ولأن السعودية تأسست في الأصل على مبدأ واضح هو العدل، فإن زيارات الملك سلمان المتتالية للمناطق، وافتتاحه مئات المشاريع التنموية بمئات المليارات من الريالات، تجسيد للعدل في أروع صوره، وضمان للمساواة في التنمية، حتى يتمتع الجميع بالنهضة الاقتصادية المتواصلة التي تشهدها السعودية، وهذا المبدأ ورد ذكره بوضوح في رؤية المملكة 2030 التي هدفت لتنمية كل المناطق، وكان تصريح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان واضحا عندما أكد أن المشاريع النوعية وغير المسبوقة، مثل مشروع مدينة القدية الترفيهية، ومشروع مدينة المستقبل «نيوم»، ومدينة البحر الأحمر، لن تكون حكرا على منطقة دون سواها، بل ستشمل كل مناطق المملكة دون تمييز.

هذه الرؤية الثاقبة وذلك الحرص الفريد على ضمان التنمية المتوازنة من أبرز العناصر الضرورية لتحقيق الازدهار وتكوين الدول المتحضرة المؤهلة لإنجاز مزيد من النجاحات والتطور. وبنظرة سريعة إلى دول كثيرة من حولنا نرى التركيز على حصر التنمية والنهضة في المناطق الحضرية وتجاهل بقية المناطق، مما أدى إلى حدوث هجرات من الأرياف نحو المدن الكبرى، وهذا بدوره تسبب في حدوث خلل سكاني في تلك البلدان، إلا أن هذا الخلل غير موجود في المملكة، فجميع الاحتياجات الأساسية متوفرة في كل المناطق، وتكاد لا تخلو قرية

أو هجرة من المدارس والمستشفيات، والخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، كما تنتشر الدواوين الحكومية والجامعات في كل المناطق لدرجة تنتفي معها حاجة المواطن للسفر إلى المدن الكبرى لقضاء مصالحه.

ولأن الإحسان ينبغي أن يقابل بمثله، فإن السبيل الأوحد للتعبير عن شكر النعم ينبغي أن يكون في زيادة الإحساس بالانتماء لهذا الوطن، وتعزيز قيم الطاعة والولاء للقيادة الرشيدة، وتفويت الفرصة على من لوث قلوبهم الحقد، وكرهوا أن يروا هذه البلاد المباركة وهي تنتقل من نجاح إلى آخر، وتحقق مزيدا من التقدم والرفاه، فطفقوا يكيدون لها ويحاولون عرقلة مسيرتها، ولم يدرك هؤلاء البؤساء أن نجوم السماء أعلى من أن تطالها سهامهم القاصرة، فهنيئا لنا بسلمان الحزم والحسم، وهنيئا للقيادة بهذا الشعب الوفي.

drmawi@