القوة الناعمة.. الطريق للتأثير على الرأي العام العالمي
رؤية تحليلية لكيفية استثمار السعودية قوتها الناعمة
رؤية تحليلية لكيفية استثمار السعودية قوتها الناعمة
السبت - 01 ديسمبر 2018
Sat - 01 Dec 2018
اتجه عدد من الدول منذ سنوات إلى استخدام القوة الناعمة للحفاظ على مصالحها وضمان حضورها الفاعل في مختلف المجتمعات.
مصطلح القوة الناعمة الذي صاغه جوزيف ناي من جامعة هارفارد استخدم في البداية كتعبير عن القوة التي تتمتع بها الآداب والفنون، والدبلوماسية الرشيقة الناعمة؛ دبلوماسية الشعوب، بهدف إحداث التأثير المطلوب على الرأي العام الاجتماعي ومحاولة تغييره بطرق وأساليب أكثر قربا وملامسة للواقع، وهو ما يجعل من القوة الناعمة رافدا مهما للدولة يمكن أن تستثمره في تجسيد بعض المعاني والأخلاق والمبادئ والقيم التي ترى أهمية نشرها بين المجتمعات عبر دعمها لبعض الأنشطة والمشاركة في المحافل الثقافية المتنوعة.
لقد غدت القوة الناعمة اليوم أسلوبا مهما في التأثير على العقول وكسب العواطف ومعرفة سلوك الشعوب واتجاهاتها وميولها، وكان التسامح وقبول الآخر بعقلية منفتحة من أبرز عوامل صعود القوة الناعمة التي تعددت أساليبها وتنوعت أنماطها وأشكال تقديمها، وأسهمت في التأثير أكثر من النمط التقليدي الذي كان مستخدما لعقود والمتمثل باستخدام القوة لتحقيق المكاسب.
ومن أبرز أشكال القوة الناعمة التي تستخدمها الدول حاليا في التأثير على المجتمعات عقد المؤتمرات، سواء بين القادة لمناقشة قضاياهم المشتركة أو بين النخب المثقفة أو بين مختلف مكونات المجتمع، كما أصبحت تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعية هي الأخرى قوة ناعمة مؤثرة في الجمهور.
لم يتوقف تأثير القوة الناعمة عند هذا الحد، بل تجاوزه لمعالجة الأزمات والتحديات الدولية التي تواجه الدبلوماسية الرسمية، فكانت قوة دعم ومساندة في عدد من القضايا، ومهدت لإبرام الاتفاقات والمعاهدات الاقتصادية، وإنشاء التحالفات على مستوى الدول، كما تعد القوة الناعمة في الوقت الحاضر أداة أساسية لزيادة النفوذ والحضور الفاعل القائم على استراتيجية تعزيز سمعة الدولة وصورتها الذهنية ومكانتها على المستويين الإقليمي والعالمي، كما مكنت بعض الدول من نشر وتأمين سياستها الخارجية ومهدت الطريق لجذب مزيد من حلفائها عبر الدبلوماسية الناعمة.
ويرى جوزف ناي الذي شغل منصب وكيل وزارة الدفاع في تسعينات القرن الماضي أن بمقدور القوة الناعمة جعل الناس أو الدول ترغب فيما أنت راغب فيه، وألا تستخدم القسرية أو الإغراء لجعلهم يتبعونك، أي إن القوة الناعمة هي القدرة والاعتماد على قوة الجذب والإقناع، بدلا من إجبار الدول على اتباع سياسات معينة، لذا فهي تعد وسيلة ناجحة في السياسة الدولية.
لقد اكتسب مفهوم القوة الناعمة في العقود الأخيرة اهتماما أكبر من ذي قبل في مراكز البحوث والدراسات العلمية، ولاقى رواجا متناميا بسبب الحاجة إليه، ولا سيما مع التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم.
تتعدد مصادر القوة الناعمة التي يمكن استخدامها، فهناك الجانب الثقافي بما يحمله من موروث شعبي متنوع وعادات وفنون وشعر وآداب، وصولا إلى القوة الإعلامية والمعلوماتية الضخمة وما تحدثه من أثر تجاه سياسات الخصوم إذا تم استثمارها.
قد يحدث خلط في توظيف الفهم الحقيقي للقوة الناعمة ومعرفة طبيعتها، حيث يرى البعض أنه يمكن إطلاق مفهوم القوة الناعمة على كل الأنشطة والوسائل غير العسكرية التي تدخل ضمن نطاق القوة الصلبة، وهذا فهم من زاوية أخلاقية لكونه بديلا عن القوة العسكرية الصلبة، لكن حقيقة القوة الناعمة تتعدى ذلك لتشمل صناعة الخطاب الإعلامي وتشكيل الصورة الذهنية وتسويق سمعة الدولة لشعوب العالم.
قوتنا الناعمة الذكية
يبقى السؤال الأهم: ما هي عناصر القوة الناعمة التي نمتلكها؟
وكيف نوظفها ونستثمرها لصالح صورة السعودية إقليميا وعالميا؟
من المهم العمل على دعم رصيدنا من القوة الناعمة وتعزيز العناصر التي تتمتع بها المملكة وإبرازها بالشكل الصحيح والمدروس، فالتعامل مع القوة الناعمة يتطلب ذكاء وقدرة على استثمار العوامل والإمكانات لصالح إبراز صورة السعودية الجديدة.
إن ما تملكه السعودية اليوم من عناصر القوة الناعمة يمثل رصيدا كبيرا ومخزونا مهما لم يستثمر بعد، ويحتاج لبناء استراتيجية شاملة ومنظومة عمل تشترك في صياغتها أعلى القيادات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والدينية لإظهارها للعالم، لتشكل في نهايتها خارطة طريق واضحة تستند إلى سياسيات وأهداف مرسومة، ووسائل تنفيذ فاعلة، مما يعكس صورة المملكة العربية السعودية المشرقة وثقلها العالمي ومكانتها، وهذا يحتاج لدعم صانع القرار لوضع استراتيجية شاملة تستوعب جميع عناصر القوة الناعمة التي تتمتع بها السعودية وهي كثيرة بفضل الله.
يجب ألا ننكفئ على أنفسنا، بل أن نعمل على إظهار صورة المملكة وإبراز ثقلها ومكانتها وتأثيرها عالميا، وهذا يتطلب العمل الجاد وفق استراتيجية تعتمد على روح المبادرة وليس ردة الفعل، بما ينسجم مع رؤية المملكة الشاملة لمختلف المجالات.
كيف تقاس القوة الناعمة للدول؟
لكن كيف نستثمر قوتنا الناعمة؟
nalhazani@
مصطلح القوة الناعمة الذي صاغه جوزيف ناي من جامعة هارفارد استخدم في البداية كتعبير عن القوة التي تتمتع بها الآداب والفنون، والدبلوماسية الرشيقة الناعمة؛ دبلوماسية الشعوب، بهدف إحداث التأثير المطلوب على الرأي العام الاجتماعي ومحاولة تغييره بطرق وأساليب أكثر قربا وملامسة للواقع، وهو ما يجعل من القوة الناعمة رافدا مهما للدولة يمكن أن تستثمره في تجسيد بعض المعاني والأخلاق والمبادئ والقيم التي ترى أهمية نشرها بين المجتمعات عبر دعمها لبعض الأنشطة والمشاركة في المحافل الثقافية المتنوعة.
لقد غدت القوة الناعمة اليوم أسلوبا مهما في التأثير على العقول وكسب العواطف ومعرفة سلوك الشعوب واتجاهاتها وميولها، وكان التسامح وقبول الآخر بعقلية منفتحة من أبرز عوامل صعود القوة الناعمة التي تعددت أساليبها وتنوعت أنماطها وأشكال تقديمها، وأسهمت في التأثير أكثر من النمط التقليدي الذي كان مستخدما لعقود والمتمثل باستخدام القوة لتحقيق المكاسب.
ومن أبرز أشكال القوة الناعمة التي تستخدمها الدول حاليا في التأثير على المجتمعات عقد المؤتمرات، سواء بين القادة لمناقشة قضاياهم المشتركة أو بين النخب المثقفة أو بين مختلف مكونات المجتمع، كما أصبحت تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعية هي الأخرى قوة ناعمة مؤثرة في الجمهور.
لم يتوقف تأثير القوة الناعمة عند هذا الحد، بل تجاوزه لمعالجة الأزمات والتحديات الدولية التي تواجه الدبلوماسية الرسمية، فكانت قوة دعم ومساندة في عدد من القضايا، ومهدت لإبرام الاتفاقات والمعاهدات الاقتصادية، وإنشاء التحالفات على مستوى الدول، كما تعد القوة الناعمة في الوقت الحاضر أداة أساسية لزيادة النفوذ والحضور الفاعل القائم على استراتيجية تعزيز سمعة الدولة وصورتها الذهنية ومكانتها على المستويين الإقليمي والعالمي، كما مكنت بعض الدول من نشر وتأمين سياستها الخارجية ومهدت الطريق لجذب مزيد من حلفائها عبر الدبلوماسية الناعمة.
ويرى جوزف ناي الذي شغل منصب وكيل وزارة الدفاع في تسعينات القرن الماضي أن بمقدور القوة الناعمة جعل الناس أو الدول ترغب فيما أنت راغب فيه، وألا تستخدم القسرية أو الإغراء لجعلهم يتبعونك، أي إن القوة الناعمة هي القدرة والاعتماد على قوة الجذب والإقناع، بدلا من إجبار الدول على اتباع سياسات معينة، لذا فهي تعد وسيلة ناجحة في السياسة الدولية.
لقد اكتسب مفهوم القوة الناعمة في العقود الأخيرة اهتماما أكبر من ذي قبل في مراكز البحوث والدراسات العلمية، ولاقى رواجا متناميا بسبب الحاجة إليه، ولا سيما مع التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم.
تتعدد مصادر القوة الناعمة التي يمكن استخدامها، فهناك الجانب الثقافي بما يحمله من موروث شعبي متنوع وعادات وفنون وشعر وآداب، وصولا إلى القوة الإعلامية والمعلوماتية الضخمة وما تحدثه من أثر تجاه سياسات الخصوم إذا تم استثمارها.
قد يحدث خلط في توظيف الفهم الحقيقي للقوة الناعمة ومعرفة طبيعتها، حيث يرى البعض أنه يمكن إطلاق مفهوم القوة الناعمة على كل الأنشطة والوسائل غير العسكرية التي تدخل ضمن نطاق القوة الصلبة، وهذا فهم من زاوية أخلاقية لكونه بديلا عن القوة العسكرية الصلبة، لكن حقيقة القوة الناعمة تتعدى ذلك لتشمل صناعة الخطاب الإعلامي وتشكيل الصورة الذهنية وتسويق سمعة الدولة لشعوب العالم.
قوتنا الناعمة الذكية
يبقى السؤال الأهم: ما هي عناصر القوة الناعمة التي نمتلكها؟
وكيف نوظفها ونستثمرها لصالح صورة السعودية إقليميا وعالميا؟
- نقل الصورة الصحيحة والمشرقة عن المملكة وخدمتها للحرمين الشريفين والحجاج، بما يعكس الصورة المشرقة لقيم الإسلام السمحة، حيث يفدون إلى السعودية من مختلف الأعراق والأجناس ومن دول وقارات العالم كافة، هذه الصورة تعد عنصرا مؤثرا ورصيدا مهما في زيادة تأثير القوة الناعمة.
- يعد برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي أحد أكبر مصادر القوة الناعمة للسعودية، فالمبتعثون قادة المستقبل، ومن خلال تواجدهم يمكن بناء علاقات صداقة مع مختلف المؤسسات العلمية، والمشاركة أيضا عبر الفعاليات الثقافية والعلمية لتقديم صورة السعودية المشرقة، حيث يستطيعون التأثير بطريقة ذكية ليكونوا بذلك خير سفراء للمملكة.
- تنمية الاستثمار المعرفي باستقطاب علماء متميزين وبارزين في مجالات عدة على مستوى العالم الإسلامي، والعالم عموما.
- استقطاب طلبة أجانب للدراسة في الجامعات السعودية، فهذا سيعزز القيم السعودية ويزيد رصيد قوتها الناعمة، ولا سيما أن الطلبة الدوليين عندما يعودون إلى أوطانهم سيحملون تقديرا أكبر لقيم البلد الذي درسوا فيه وللمؤسسات التعليمية التي تخرجوا فيها. ونرى ذلك واضحا عند من درسوا في أمريكا مثلا، حيث يشكلون رافدا إيجابيا في تحسين صورتها. وكثير من هؤلاء الطلبة السابقين كما يقول جوزيف ناي ينتهي بهم الأمر إلى احتلال مراكز يستطيعون من خلالها التأثير على نتائج السياسة المهمة للأمريكيين.
- رغم العلاقة التاريخية الممتدة بين السعودية وأمريكا لأكثر من سبعة عقود في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، والشراكة الاستراتيجية، حيث تعد أكبر شريك تجاري للمملكة منذ عقود طويلة، إلا أن العلاقات لا تزال في إطارها الرسمي، ولم تستغل العلاقات الاستراتيجية لبناء جسور تواصل فاعلة ومؤثرة مع المؤسسات التشريعية في أمريكا كالكونغرس، إضافة لتقوية الصلات مع المؤسسات الثقافية والإعلامية والمراكز البحثية، وتوطيد العلاقة مع القوى الشعبية التي تملك جماهيرية في المجتمع الأمريكي. توطيد العلاقة مع مختلف مكونات المجتمع المدني في أمريكا يشكل قوة ناعمة للمملكة، ويدعم موقفها ويصحح الصورة التي قد تسعى بعض القوى لتشويهها، وهذا ما تفعله دول عدة عبر جماعات الضغط الموجودة داخل أمريكا.
- دبلوماسيا تملك السعودية مخزونا من الكفاءات الوطنية الشابة المؤهلة بخبرة واسعة وتتقن لغات عدة، حيث يمكن استثمارها وتعيين بعضهم سفراء ليقدموا السعودية الجديدة للعالم، ومن الضروري تغيير النظرة السائدة إلى وظيفة السفير على أنه ممثل لدولته في الشؤون السياسية والعلاقات الثنائية إلى قوة ناعمة يمثل عبرها الدولة ببعدها الحضاري، فمن خلاله تبنى جسور العلاقات المتنوعة لتحافظ على مصالح الدولة السياسية والاقتصادية والثقافية، ولكي تكون السفارات قلاعا ومنارات لتسويق صورة المملكة وثقافتها.
- الاستثمار في التقنية والدراما بشكل محترف لتسويق صورة السعودية عالميا، فكثير من القوة الأمريكية الناعمة التي تتمتع بها حاليا هي نتاج هوليود، وجامعات كهارفارد، وتطبيقات وبرمجيات المايكروسوفت وغيرها من كبرى الشركات العابرة للقارات. يقول جوزيف ناي مؤكدا على قوة السينما والتلفزيون الناعمة: إن جدار برلين كان قد تم اختراقه بالتلفزيون والأفلام والسينما قبل زمن طويل من سقوطه عام 1989. ذلك أن المطارق والجرافات ما كانت لتنتج لولا انتقال الصور المبثوثة من ثقافة الغرب الشعبية على مدى سنوات طوال فاخترقت الجدار قبل أن يسقط.
- استثمار المتاحف وإبرازها وتسليط الضوء على التنوع الثقافي في السعودية.
- رفع مستوى الجامعات المحلية لتحتل موقعا متقدما في التصنيف الدولي، إضافة إلى دعم البحث العلمي وزيادة عدد الأبحاث العلمية المنشورة في دوريات عالمية رصينة، مع العمل على تقليل نسبة الأمية.
- تفعيل دور الملحقيات الثقافية في السفارات، وإنشاء مراكز ثقافية تعنى بإيصال رسالة السعودية الجديدة للعالم، ويجري عبرها فتح جسور الحوار الثقافي مع مختلف الفعاليات المؤثرة في المجتمع.
- المساعدات السعودية المقدمة لمختلف الدول في مجالات الصحة والاقتصاد والتعليم وغيرها. ويعد مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية صورة ناصعة في هذا المجال، حيث امتدت أيادي المملكة البيضاء لتقدم العون والمساعدة للمحتاجين والمتضررين ومعالجة جراح المكلومين في كل مكان دون النظر للعرق أو اللون أو أي أمر آخر. إن إطلالة سريعة على إحصائية شهر واحد من البرامج والمشاريع الإغاثية التي ينفذها تعكس حجم الدعم المقدم واللا محدود من الحكومة السعودية للعمل الإنساني.
من المهم العمل على دعم رصيدنا من القوة الناعمة وتعزيز العناصر التي تتمتع بها المملكة وإبرازها بالشكل الصحيح والمدروس، فالتعامل مع القوة الناعمة يتطلب ذكاء وقدرة على استثمار العوامل والإمكانات لصالح إبراز صورة السعودية الجديدة.
إن ما تملكه السعودية اليوم من عناصر القوة الناعمة يمثل رصيدا كبيرا ومخزونا مهما لم يستثمر بعد، ويحتاج لبناء استراتيجية شاملة ومنظومة عمل تشترك في صياغتها أعلى القيادات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والدينية لإظهارها للعالم، لتشكل في نهايتها خارطة طريق واضحة تستند إلى سياسيات وأهداف مرسومة، ووسائل تنفيذ فاعلة، مما يعكس صورة المملكة العربية السعودية المشرقة وثقلها العالمي ومكانتها، وهذا يحتاج لدعم صانع القرار لوضع استراتيجية شاملة تستوعب جميع عناصر القوة الناعمة التي تتمتع بها السعودية وهي كثيرة بفضل الله.
يجب ألا ننكفئ على أنفسنا، بل أن نعمل على إظهار صورة المملكة وإبراز ثقلها ومكانتها وتأثيرها عالميا، وهذا يتطلب العمل الجاد وفق استراتيجية تعتمد على روح المبادرة وليس ردة الفعل، بما ينسجم مع رؤية المملكة الشاملة لمختلف المجالات.
كيف تقاس القوة الناعمة للدول؟
- تعد ثقافة المجتمع ومدى انتشارها إقليميا وعالميا من مؤشرات قياس القوة الناعمة، سواء كان هذا الانتشار عبر المنتج الأدبي الرفيع وتعزيز جهود الترجمة للإبداعات الفكرية والفنية، أو من خلال الثقافة المجتمعية الشعبية المتنوعة بتنوع المناطق، وما تنتجه من فنون مختلفة، إضافة إلى المشاركات الرياضية وتحقيق البطولات والمراكز المتقدمة.
- التعليم هو حجر الزاوية، إذ يعد استقطاب الطلبة الأجانب من مختلف الدول عاملا مهما يسهم في تعزيز القوة الناعمة للدول.
- وجود أنموذج اقتصادي محفز وتقدم تكنولوجي يجذب الدول لإقامة علاقات شراكة واتفاقيات متنوعة من أهم المؤشرات على فعالية القوة الناعمة لأي دولة.
- عبر استطلاعات الرأي العام التي تجريها مراكز الدراسات والأبحاث المنتشرة في مختلف دول العالم، والتي تحلل هذه الاستطلاعات وتخرج بنتائج تساعد في رسم السياسات المحلية والدولية.
لكن كيف نستثمر قوتنا الناعمة؟
- من الأمثلة على استثمار القوة الناعمة بطريقة ذكية أنه عندما أراد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب منع عدد من مواطني بعض الدول من دخول أمريكا، استخدم القاضي الفيدرالي صلاحيته لإيقاف قرار الرئيس، حيث امتثلت السلطات لذلك، قد يرى البعض أن هذا الحدث طبيعي ويحدث دائما، لكن توظيفه بطريقة ذكية عزز من سمعة الولايات المتحدة كدولة، وأضاف إلى رصيد قوتها الناعمة داخليا وخارجيا.
- ومن الأمثلة البارزة نرى كيف استدركت الصين أهمية القوة الناعمة وسعت إلى تعويض ما فاتها من خلال الاستثمار في دفع مبالغ كبيرة لإنشاء معاهد لتصدير الثقافة الصينية واستقدام طلبة للدراسة في الصين، والحضور عبر مختلف المحافل والأنشطة بهدف تحسين صورتها وزيادة رصيدها من القوة الناعمة، رغم تقدمها التكنولوجي الكبير.
- وتسعى الصين حاليا إلى تحسين سمعتها وتغيير الصورة السائدة عنها في أوروبا وأمريكا، حيث قطعت أشواطا متقدمة في صناعة سمعتها الجيدة في كثير من البلدان الأفريقية واللاتينية.
nalhazani@