سعد السبيعي

لماذا تشارك المملكة في قمة العشرين؟

السبت - 01 ديسمبر 2018

Sat - 01 Dec 2018

شارك ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان في القمة كرئيس لوفد المملكة في قمة قادة دول مجموعة العشرين، حيث تقع المملكة في المجموعة الإقليمية الخامسة.

والسؤال: لماذا تشارك المملكة في قمة العشرين؟

تعد المملكة أحد الاقتصادات المؤثرة في القرار العالمي، بما تملكه من مقومات وإمكانات مهمة، إذ إنها أكبر مصدر للنفط في العالم، فضلا عن امتلاكها صناعات بتروكيماوية متطورة، ولديها خبرات لا يستهان بها في الصناعة والزراعة، وتتأهب حاليا لتطوير قطاعات أخرى، مثل السياحة والتقنية الحديثة، والتي ستكون مصدرا رئيسا من مصادر الدخل الجديدة لها، بهدف تقليص الاعتماد على دخل النفط، وهو ما دعت إليه رؤية المملكة 2030 التي أعلنها ولي العهد قبل أكثر من عام، نتيجة ذلك تنظر دول العالم بمزيد من الفخر والإعجاب إلى تلك الرؤية التي حملت كثيرا من أحلام وتطلعات القيادة الرشيدة، للحفاظ على مكتسبات المملكة، وما حققته من إنجازات اقتصادية عملاقة، جعلت من المملكة أكبر اقتصاد في منطقة الشرق الأوسط.

وتحتفظ السعودية برصيد تقدير كبير في مجموعة العشرين التي تشكل دولها نحو ثلثي سكان العالم، وأكثر من أربعة أخماس الناتج المحلي الإجمالي في العالم، وثلاثة أرباع التجارة العالمية، وتضم المجموعة إلى جانب المملكة: ألمانيا، وفرنسا، واليابان، والولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، وإيطاليا، وبريطانيا، وروسيا، والأرجنتين، وأستراليا، وجنوب أفريقيا، والبرازيل، والصين، وكوريا الجنوبية، والهند، وإندونيسيا، والمكسيك، وتركيا، والاتحاد الأوروبي.

وتحتل بلادنا ثقلا كبيرا بمتانة مركزها المالي والاقتصادي في ظل ارتفاع حجم الاحتياطات المالية، وتضاعف الناتج المحلي الإجمالي على مدى السنوات العشر الماضية، حيث يمثل 50 % من اقتصاد دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ويشكل ثالث أكبر احتياطي للعملة في العالم نتيجة للسياسات النقدية التي تنتهجها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مما أسهم في تعزيز الاستقرار النقدي والمالي.

وتعد عضوية المملكة في أكبر مجموعة اقتصادية في العالم اعترافا بأهمية المملكة الاقتصادية؛ ليس في الوقت الحاضر فحسب، وإنما في المستقبل أيضا، وتعطي هذه العضوية للمملكة قوة ونفوذا سياسيا واقتصاديا ومعنويا كبيرا يجعلها طرفا مؤثرا في صنع السياسات الاقتصادية العالمية التي تؤثر في اقتصاد المملكة واقتصادات دول المنطقة، وتوفر كذلك قنوات اتصال دورية مع كبار صناع السياسات المالية والاقتصادية العالمية، مما يعزز تعاونها الثنائي مع الدول الرئيسة المهمة في العالم، كما رفعت أهمية توفير مزيد من الشفافية والمعلومات والبيانات المالية والاقتصادية المتعلقة بالمملكة أسوة بدول العالم المتقدم.

في الختام، يجب أن نشير إلى أن المملكة مرشحة وبقوة لاستضافة قمة العشرين المقبلة، فمنذ 2011 اعتمدت آلية الرئاسة الجديدة التي تعتمد على المجموعات الإقليمية، حيث ترأستها المكسيك عام 2012، وروسيا 2013، وأستراليا 2014، وتركيا 2015، وفي هذا العام الأرجنتين، وتتولى مجموعة الترويكا التنسيق مع بقية دول المجموعة لمتابعة تنفيذ توصيات القمة، وتتكون من دولة الرئاسة الحالية، والسابقة، والتالية، وبالتالي ستكون مجموعة الترويكا لو استضافت المملكة القمة عام 2019 مكونة من المملكة والأرجنتين، إضافة إلى الدولة التي ستستضيف القمة عام 2020 بإذن الله.

saadelsbeai@