حسن علي القحطاني

محمد بن سلمان.. الأمير وقمة مجموعة الـ 20

السبت - 01 ديسمبر 2018

Sat - 01 Dec 2018

انتهت أمس قمة مجموعة العشرين (G20) في عاصمة الأرجنتين بيونس آيرس، كانت قمة الكبار اقتصاديا، وقمة المؤثرين في هذا العالم سياسيا، ترأس وفد المملكة العربية السعودية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في هذه القمة حضرت التوافقات الكبيرة بين أقوى 20 اقتصادا عالميا، تحت شعار (مستقبل عادل ومستدام)، ناقش الزعماء فيها قضايا مهمة، منها تأثير التغيير التكنولوجي على الوظائف وأهمية الاستثمار في البنية التحتية لتعزيز النمو والإنتاجية، ودعت القمة إلى التنسيق الدولي اللازم لتحقيق مستقبل غذائي مستدام، كل هذه القضايا كبيرة ومعقدة لأنها تطال كل حي على وجه كوكب الأرض، لذا اكتسبت هذه القمة اهتماما عالميا خاصا، ولست بصدد الكتابة عن التفاصيل الدقيقة لهذه القضايا الاقتصادية فلها فرسانها.

ما يهم هنا أن قلوب كل السعوديين قبل حواسهم كانت وما زالت ترافق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وظهوره بهذا الشكل الذي أسر العالم دليل كاف على أن القادة في هذا البلد يولدون قادة، فما بالك بمن تلقى دروس القيادة على يد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.

ظهر الأمير محمد بن سلمان كقائد مؤثر قادر على التغيير عن طريق صنع شراكة حقيقية مع أكبر الأنظمة الدولية سياسيا واقتصاديا، ومثل بشرف كل العالم العربي والإسلامي، وحمل معه هم الرقي والتطوير للمنطقة العربية كاملة لكونه ممثلها الوحيد في مجموعة العشرين، فسخر جهده في توضيح أهدافه وتطلعاته، وترجم بأفعاله طموح السعوديين، وأوصل آمال كل العرب في إيجاد فرص تجارية حقيقية بين الدول الصناعية الكبرى والدول العربية في الشرق الأوسط وأفريقيا.

الأمير محمد بن سلمان في قمة مجموعة العشرين أوصل للعالم رسالة مفادها أن السعودية من أفضل البيئات الجاذبة للاستثمارات، خاصة أن البنك الدولي أثنى على تنظيم ورقابة قطاعها المصرفي، وصنفها ضمن أفضل 12 دولة في مناخ الاستثمار من بين 183 دولة، وكونها ضمن مجموعة العشرين فهذا لدورها القيادي في تحقيق التوازن للاقتصاد العالمي.

في هذه القمة تسابق رؤساء الدول للقاء وديا ورسميا مع الأمير محمد بن سلمان، وأشعلت صور مصافحته العفوية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين جميع وسائل التواصل الاجتماعية، حتى إن المغردين أطلقوا اسمه على هذه القمة، ودخلت وسائل الإعلام الغربية قبل العربية، المرئية منها والمطبوعة ووكالات الأنباء سباقا لتغطية أخباره وتصريحاته وتحركاته.

حضور الأمير محمد بن سلمان كان قرارا شجاعا أطل من نافذته على العالم كله، فالكبار هم الكبار في منجزاتهم وإخلاصهم ومقارعة أندادهم، حضوره وجه ضربة قاسية زلزلت خصوم السعودية والسعوديين، ولقن المرتزقة والخونة والمندسين درسا جديدا في علم السلوك الاجتماعي والسياسي، وأعادهم لحجمهم متناهي الصغر، وترك لهم الخذلان والحسرة والصراخ في دهاليز الاستوديوهات لتكون شواهد يسجلها عليهم التاريخ.

أخيرا، انتهت مساحة المقال، وأنا وكل الشعب السعودي نفاخر ونفتخر باسم الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وندعو الله أن يسدد خطاه على الحق المبين، وأن يحفظ ولي عهدنا الأمين، اللهم آمين، آمين، آمين.

hq22222@