مانع اليامي

المجتمع أحيانا

الجمعة - 30 نوفمبر 2018

Fri - 30 Nov 2018

ما الذي دفعني إلى الكتابة عن ظاهرة لا يدفع ظهورها إلى الاستبشار؟ حاولت القفز على الأسباب وسحبتني تفاصيل المشهد إلى الدائرة الضيقة ولم أستطع إلى الخروج سبيلا. كل لحظة تأمل تسحبني إلى قلب المشهد القديم المتجدد المحزن، أجر الفكرة تلو الأخرى لعلي أذهب بعيدا، وفي كل محاولة أجد نفسي محصورا في تقليب الملف المتورم بكل شيء إلا صواب الرأي وسلامة الموقف وطهارة النفس عند البعض من أفراد المجتمع.

كبير الظن أن حاضرنا بما يجري على يد بعض الشرائح يؤكد أن التعايش مع الظواهر السلبية عند البعض مشروع حياة. في القوم من يحاول البروز في قلب الأحداث الاجتماعية دون بصيرة أو أهلية في محاولة لإثبات الذات وتعويض النقص كما يظهر للمراقب، ومن الطبيعي والأمر كذلك أن تنفتح شهية التهكم ويزيده المصطفون ضياعا، وأخيرا يتعمق العارفون بحقيقة الوضع في رصد خطواته، ويبقى حاله محل السخرية عند كثيرين، غير أن هذا لا يمنع الغير حتى وإن قلوا من التأثر بأسلوبه حتى وإن طغت عليه السلبية، ليس هذا فحسب، فالراهن يقول إن ثمة من ينادي على الفلاح وهو يبعد عن هذه الفضيلة المسافة نفسها التي يبعدها عن الصلاح لمن يعرفونه، إلا أن البعض قد يمنحه الثقة.

في القوم أيضا من يهز رأسه للمقبلات وللمدبرات بلا حكمة ولا سداد رأي. لا هو هنا ولا هو هناك، حضرته يغلف مواقفه المتذبذبة بأي أسلوب ليجد نفسه في نهاية المطاف بضاعة مكشوفة على الرصيف، والمؤسف أن البعض لا يستفيد من الدروس.

مقابل هذا الوضع يهتز تفاؤل المستبشرين بسيادة المنطق السليم والتعاملات العقلانية المؤسسة على الوعي المجتمعي في مفاصل الحياة العامة، وفي امتداد الحديث يبقى على رأس قائمة الأسوأ أدعياء الأخوة أصحاب مشروع الضحكة الصفراء المنتمون للمصالح الضيقة الذين تغلغلت في بنية علاقاتهم من الأسرية إلى ما هو أبعد؛ مشاريع الحقد والحسد والنفاق الاجتماعي بكل ما فيه من محاولات لإظهار السمات والسجايا الطيبة أمام الناس عكس ما يضمرون.

والسؤال: متى تدرك هذه الفئة أن غطاء تعاملاتها الرديئة سقط وتعرت؟ ليس هذا فحسب، بل انتهت صلاحية مراوغاتها وأن مصيرها إلى الانغلاق على نفسها خاتمة مؤكدة.

ختاما، لأولئك الذين يقدمون أجيالهم إلى المستقبل بطريقة خاطئة استنادا على روايات الجدات. أقول: كفى، ولا أزيد، انتهى هنا. وبكم يتجدد اللقاء.

[email protected]